تأسيس جمعية رفع الظلم والإضطهاد عن أبناء الذوات

بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي…….

سيدي، أيّها الملك الذي نلوذ به من قسوة الأيام، ويا وليَّ العهد الذي نعلّق على جبينه رجاءً يضيء عتماتنا، خذوا بيد هذا الشعب من وجعٍ توارثه، وأغلقوا أبواب الشاشات في وجوه أولئك الذين سمَّوا أنفسهم “أصحاب دولة ومعالي”.
لقد تعبنا من وجعهم، وكدنا أن نختنق من صراخهم المترف، ووالله ما سمعتُ أنينًا أشدُّ بؤسًا من أنينهم على مقاعد البرامج الإعلامية والبود كاست .

أي ظلمٍ هذا الذي يشكونه؟
أهو الخوف من عيون الفقراء إذا مرّوا بهم؟
أهو ارتجافهم من ذاكرة الجندي الذي قضى عمره يطوي الصحراء إجازةً قصيرة، لا تكفي ليشمّ رائحة أطفاله؟
أهو الرعب من مزارعٍ يحرث الأرض بيدٍ نازفة ويبتسم، لأن الرغيف ما زال على الطاولة؟

أيها السادة الذين أورثوا أبناءهم المناصب كما تورَّث العقارات، أفي معاناتكم فوبيا من الشعب؟ أم في قلوبكم صدى يخاف أن ينكسر أمام الحقيقة؟
لو عرفتم وجع العسكر، وجع البطون الجائعة، وجع المرضى الذين ينتظرون دواءً لا يأتي… لخجلتم من أن تسمّوا رفاهكم معاناة.

لهذا أعلنتُها: جمعية لرفع الظلم عنكم!
جمعية نعلّق على أبوابها لافتةً من سخرية، ونوزّع على أعضائها شهادات في الطبّ النفسي ليعالجوكم من فوبيا الشعب.
بالله عليكم اصمتوهم واخرسوهم لأنهم صاروا أشدّ فتكا على الشعب عند شرحهم على وسائل الإعلام لمعاناتهم ومعانات أولادهم من الإرث السياسي الذي يتوارثونه , هم أشدّ فتكا من أمراض السرطانات أو ضعف عضلات القلب .

وأخيرا ليتني أجدُ من يوقّع معي، ليعلم التاريخ أنّنا في زمنٍ كثُر فيه البكاء من شِبع، بينما جفّت حناجر الجوعى من الصمت .

قد يعجبك ايضا