خطورة مكالمات الفيديو للنساء المحجبات في ظل المراقبة الإلكترونية

محي الدين غنيم  ….

 

في زمن الثورة الرقمية والانفتاح الواسع على وسائل الاتصال الحديثة، باتت مكالمات الفيديو جزءاً أساسياً من الحياة اليومية سواء في الدراسة أو العمل أو حتى التواصل الاجتماعي. لكن خلف هذه السهولة والسرعة، تختبئ مخاطر حقيقية، خصوصاً بالنسبة للنساء المحجبات اللواتي يمثل ظهورهن عبر الكاميرا خرقاً لخصوصيتهن وقيمهن الاجتماعية والدينية.

وعلى الرغم من وعود الشركات التقنية بتأمين منصاتها عبر التشفير وحماية البيانات، إلا أن الواقع يشير إلى أن كثيراً من هذه المحادثات قد تكون عرضة للتجسس أو الاختراق. موظفو المراقبة على شبكات الإنترنت، سواء بشكل قانوني أو غير قانوني، قد يتمكنون من مشاهدة أو تسجيل هذه المقاطع دون علم المستخدمين.

إن ظهور المرأة المحجبة وهي سافرة عبر مكالمات الفيديو يعرّضها لاحتمال حفظ صورها أو تسجيل مقاطع لها من دون إذنها. وقد يتم استخدام هذه المواد في الابتزاز الإلكتروني أو التشهير، وهو ما يضع النساء أمام تهديد مباشر لأمنهن الشخصي والأسري وكم من حالات الإنتحار قد حصلت لفتيات تعرض لمكائد الذكاء الاصطناعي  .

والحجاب بالنسبة لكثير من النساء ليس مجرد لباس، بل هو التزام ديني وحماية للخصوصية. وبالتالي، فإن انكشاف المرأة عبر الفيديو أمام موظفي المراقبة أو المتسللين يُعتبر تجاوزاً صارخاً لقيمها، وقد يتسبب في أضرار نفسية واجتماعية يصعب تجاوزها.

لذلك على النساء المحجبات أن يكنّ أكثر وعياً بهذه المخاطر، وألا يستخففن بمكالمات الفيديو حتى وإن بدت عادية أو روتينية. من الضروري: تجنب كشف الوجه أو إظهار تفاصيل شخصية أثناء مكالمات الفيديو  .

إن خطورة مكالمات الفيديو للنساء المحجبات لا تكمن فقط في الاختراقات التقنية، بل في تهديد القيم والخصوصية والكرامة الإنسانية. ومع تصاعد أدوات المراقبة الإلكترونية، يصبح الحذر والوعي ضرورة ملحة، حتى لا تتحول هذه الوسائل الحديثة من أداة للتواصل إلى وسيلة لانتهاك الحريات.

الكاتب من الأردن

 

قد يعجبك ايضا