فادي السمردلي يكتب : الخطأ والخطيئة الخط االفاصل لبقاء الحزب او إسقاطه
بقلم فادي زواد السمردلي …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉
في أي حزب سياسي، لا يكفي مجرد التفاني أو الحماس فالمعيار الحقيقي هو القدرة على التمييز بين الخطأ والخطيئة، بين اللحظة العابرة والسلوك المتعمد المدمر فالخطأ في العمل الحزبي هو فعل بشري، ينشأ عن نقص معلومات، أو سوء تقدير، أو تسرع في اتخاذ القرارات فعضو يخطئ في صياغة خطاب، أو يخطئ في توقيت حملة انتخابية، أو يسيء توزيع الموارد بين المناطق، لا يرتكب جريمة بل لحظة ضعف يمكن إصلاحها وتحويلها إلى درس عملي فالخطأ هنا فرصة للتعلم إن (اراد التعلم) ، لتقوية الأداء، ولتطوير قدرات الحزب على التعامل مع المستقبل.مثال واضح مسؤول يُفرط في التركيز على منطقة واحدة فتخسر مناطق أخرى المشاركة، أو يخطئ في اختيار وسيلة الإعلام المناسبة لنشر رسالة الحزب، فتقل نسبة التأثير.فهذه الأخطاء قابلة للتصحيح، والمراجعة الداخلية تجعل منها أداة لبناء حزب أكثر مرونة وفعالية.
الخطيئة، من جهة أخرى، ليست مجرد خطأ يمكن تجاوزه إنها فعل متعمد يسعى لتدمير الحزب من الداخل فالخطيئة تنبع من الأنانية والطمع والرغبة في المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة، وهي خيانة للقيم والمبادئ التي يقوم عليها العمل الحزبي مثال على ذلك عضو يسرّب خطط الحزب للخصوم، مسؤول يعبث بالتصويت الداخلي لمصلحته، أو قيادي يوجه المناصب والمراكز لتحقيق طموحاته الشخصية فالخطيئة هنا ليست مجرد خطأ يُصحح، بل سم يفتك بالثقة بين الأعضاء ويخلق فجوات عميقة يصعب إصلاحها فأي حزب يتسامح مع الخطيئة أو يخلطها بالخطأ، يفتح الباب للفوضى والانهيار، لأن الأفعال المتعمدة الضارة أسرع انتشارًا وأكثر تأثيرًا من أي خطأ عفوي يمكن تداركه.
التفريق بين الخطأ والخطيئة ليس رفاهية فكرية، بل مسألة بقاء للحزب نفسه فالأخطاء تُعالج عبر النقد البناء، التدريب المستمر، والمراجعة الداخلية، لتصبح وقودًا للنمو والتطوير أما الخطيئة فتتطلب موقفًا صارمًا وعقوبات واضحة، لأنها تهدد ليس فقط وحدة الحزب، بل مصداقيته أمام الجماهير فتجاهل هذا الفرق يعني السماح للفوضى بالتغلغل، وخلق بيئة حزبية سمومية لا ينجو منها أحد.
الأخطاء تعكس الطبيعة البشرية، والخطيئة تعكس النوايا الخبيثة والرغبة في الانقضاض على مصالح الجماعة فعضو يخطئ قد يظل مخلصًا، أما من يرتكب الخطيئة فهو عنصر سام يسعى لتدمير البناء من الداخل فالفرق بين الاثنين هو الفرق بين التطور والسقوط، بين بناء حزب قوي قائم على الثقة والالتزام، وبين انهيار تدريجي يفتك بالوحدة والمصداقية.
العمل الحزبي ليس مجرد توزيع مهام أو جمع أصوات إنه التزام بالقيم وحراسة صارمة للأمانة الجماعية فالخطأ يُغتفر ويُصحح، أما الخطيئة فلا تغتفر ومصيرها العقاب والفصل، لأنها تهدد مستقبل الحزب بأكمله فتمييز الحزب بين الخطأ والخطيئة ليس مجرد قاعدة نظرية، بل سلاح حاسم في صراع البقاء السياسي، لأنه يحدد من يبني ومن يهدم، ومن يبقى ومن يختفي.
الكاتب من الأردن