قوة الدينار الأردني الذي يهزّ العدالة… ومحتال الكيا سيفيا في إجازة!
بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي
………………………
في الأردن، لا تحتاج أن تكون محامي شاطر ولا نصّاب محترف حتى تغيّر مجرى حياتك… كل اللي بدك إياه دينار واحد و”كليك” على التطبيق الغلط!
تخيل معي: إذا استقبلت تحويل دينار بالغلط لواحد ما بتعرفه. فالمفروض أنه يحكي لك “الله يرزقك” أو أنك ترجع تحول المبلغ ،،الدينار،، و ترجعة، بس لأ… بتتفاجأ ثاني يوم إنك مطلوب للعدالة بتهمة “استلام مال بغير وجه حق”!
من هون تبدأ الرحلة: تعاميم، محاكم، جلسات، تأجيلات، محضرين، أوامر جلب، وصداع في آخر الرأس. وإذا كنت مريض وما حضرت جلسة؟ الله يعينك… بتصير مطلوب “مخفورًا”، يعني مطلوب بخفارة وبخاف عليك القانون أكثر من نفسك.
بس الغريب مش هون… الغريب إن المحتال اللي بيلعب لعبة الكيا سيفيا — الختيار اللطيف اللي بيشتري السيارة ب 1400 دينار وبيوقع على وصل أمانة بـ10 آلاف ويدفع فقط 100 رعبون ثم بيختفي مع السيارة التي احتال ليأخذها متعذرا بأنه سوف يلتقي بالبائع غدا بالترخيص من اجل التنازل ثم يختفي لأسابيع وأشهر مع السيارة — هذا ما حد جايبه ولا حتى بسأله “كيفك يا عم؟”.
بالعكس، لما تشتكي عليه بيجي المحكمة مرتب، بيفتح الملف وبيقول للقاضي بثقة: “أنا الميكانيكي تبع السيارة، إلي عليّه 300 دينار!” وهذا وصل الأمانة مزور ،
وبيطلع من المحكمة قبل المشتكي وبسيارته كون القضية حقوقية وليست جزائية بينما صاحب السيارة يستخدم تكسي او اوبر … ليبدأ هذا المحتال جوله جديدة مع أُضحية جديدة وسيارة كيا سيفيا جديدة وكذبة جديدة.
يعني باختصار:
إذا استقبلت تحوّيل دينار بالغلط من مجهول … فأنت مجرم.
وإذا نصبت بعشرة آلاف وسيارة كيا سيفيا ..أنت ذكي و”فاهم بالقانون”!
هيك صارت المعادلة: الدينار أقوى من القانون، والمحفظة الإلكترونية أخطر من الرشاش، أما الكيا سيفيا فهي وسيلة مواصلات من نوع آخر… تنقلك من المحكمة إلى المحكمة ومن الصبر إلى الكفر!
الكاتب من الأردن