مبادرة إنسانية جريئة من وزير الداخلية: لنضع حداً لثقافة التباهي المرهقة في الأفراح والأتراح!

محي الدين غنيم  ….

 

في خطوة جريئة طال انتظارها، أطلق معالي وزير الداخلية الأردني مازن الفرابة مبادرة حضارية تهدف إلى التخفيف عن كاهل المواطنين في مناسبات الفرح والحزن، وذلك بجعل العزاء ليوم واحد فقط بدلاً من ثلاثة، وإلغاء الولائم المكلفة في بيوت العزاء، وكذلك الحد من مظاهر البذخ والمغالاة في الأفراح.

هذه المبادرة ليست مجرد قرار إداري عابر، بل هي دعوة صادقة إلى ثورة اجتماعية على العادات التي أثقلت كاهل الناس وحوّلت المناسبات الإنسانية إلى ساحة للتفاخر والمزايدات الاجتماعية. فكم من عائلة غرقت في الديون بسبب تكاليف عرس مبالغ فيه؟ وكم من أسرة أنهكتها مصاريف العزاء من غداء وضيافة كان يمكن الاستغناء عنها؟

إن من يعارض هذه المبادرة بحجة “العادات” أو “الأصول” إنما يغفل عن جوهر ديننا الحنيف الذي يدعو إلى البساطة والرحمة، ويبتعد عن كل ما يرهق الناس ويثقلهم فوق همومهم. ومن يسيّس هذه الخطوة الإصلاحية إنما يحاول تشويه مشروع وطني راقٍ يصب أولاً وأخيراً في مصلحة المجتمع.

المطلوب اليوم أن نقف جميعاً خلف هذه الرؤية الواعية، وأن نكسر قيود العادات التي لم تجلب لنا سوى الفقر والديون والتفاخر الفارغ. فالموت والحياة مناسبتان للاتعاظ والشكر، لا للاستعراض والتباهي.

تحية لمعالي مازن الفرابة على جرأته في كسر الجمود الاجتماعي، ونأمل أن يتحول هذا الطرح إلى ثقافة عامة، يلتزم بها الجميع، لتبقى مناسباتنا عنواناً للتراحم والتخفيف لا ساحة للتكليف والتبذير.

الكاتب من الأردن

 

قد يعجبك ايضا