“النظام الهاشمي… عظمةٌ لا تُغتال وأخلاقٌ لا تُشترى!”

محي الدين غنيم   ….

في زمنٍ باتت فيه الأنظمة تُقاس بمدى بطشها بمعارضيها، يظلّ النظام الهاشمي الأردني استثناءً مشرفًا في محيطٍ عربيٍّ يضجّ بالقمع والدماء. فمنذ تأسيس الدولة الأردنية وحتى يومنا هذا، لم يُسجَّل في تاريخها أي إعدام سياسي أو اغتيالٍ لمعارضٍ بسبب رأيه، رغم ما شهدته الساحة من اختلافاتٍ ومواقف متباينة. هذه الحقيقة وحدها كفيلة بأن تُظهر للعالم عظمة هذا النظام ورُقيّه الإنساني والسياسي.

لقد بُنيت الدولة الأردنية على قاعدةٍ راسخة من الشرعية الهاشمية النابعة من النسب الشريف، والحكمة، والتسامح. ومن يقرأ تاريخها يدرك أن الهاشميين لم يكونوا يومًا دعاة انتقام، بل أصحاب رسالةٍ إنسانيةٍ وحضارية، تتجلى في تعاملهم مع المعارضة والمخالفين برحابة صدرٍ واحترامٍ للرأي الآخر، ما دام في إطار الوطن ومصلحته العليا.

ولعلّ من المثير للسخرية أن الأبواق المأجورة في الخارج التي تحاول تشويه صورة الأردن وقيادته، تتحدث من دولٍ لم تعرف يومًا معنى الكلمة الحرة، ولم تذق شعوبها سوى القهر والحديد والنار! هؤلاء الذين يقبضون ثمن إساءاتهم من غرف مظلمة، ينسون أن الأردن لم يُغلق يومًا بابه في وجه معارضيه، بل احتضن الكثير منهم وعادوا إلى وطنهم مكرمين آمنين.

إن الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، يواصل نهج والده الراحل الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، في صون كرامة الإنسان الأردني واحترام الرأي والرأي الآخر. فالخلاف في الرأي لا يعني العداء، والنقد لا يستدعي القتل أو الانتقام، لأن الأردن دولة مؤسساتٍ وقانون، لا عصاباتٍ ولا أجهزة تصفية.

ولعلّ هذا ما يجعل الأردن ثابتًا وسط العواصف، آمنًا في محيطٍ مشتعل، ومهابًا رغم صغر مساحته. فالقوة لا تُقاس بعدد البنادق، بل بسمو الأخلاق وعدالة النهج.

فإلى كل من يروّج الأكاذيب ويصطنع القصص الرخيصة ضد وطننا نقول:
الأردن لا يُدار بالدم، بل بالحكمة. والنظام الهاشمي لا يغتال خصومه، بل يغتال بالصبر والعدل كل مؤامرةٍ تحاك ضدّه.

يبقى الأردن كبيرًا بعظمة قيادته، شامخًا بأخلاق ملكه، حصنًا منيعًا في وجه الكذب والفتن، وعنوانًا دائمًا للنبل والشرف العربي الأصيل.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا