يا قوى الشرِّ والإجرامِ.. اليمنُ لا يَنْكسر مهما كانت التحديات أو كانت التهديدات
طوفان الجنيد ….
متى سيفهم الطغاة والمجرمون أعداءُ اللهِ والإنسانيةِ؟ متى يعلم الشيطانُ الأكبرُ والكيانُ المؤقتُ النازيُّ وأدواتُهم ماذا يعني: اليمنُ مقبرةُ الغزاة؟ ومن هم أهلُ الإيمانِ والحكمةِ والقوةِ والبأسِ الشديدِ؟
أما يقرؤونَ التاريخَ ويتعلَّمون من تجاربِهم الفاشلةِ وتجرُّؤهم على الاعتداءِ على اليمن؟
اليمنُ، يا سادة، أساسُ الإيمانِ والإرادةِ والحكمةِ والعزيمةِ، أصلُ الأصالةِ ونواةُ الإنسانيةِ وأكاديميّةُ البطولةِ والثباتِ والإقدامِ والشموخِ والأنفةِ التي لا تنحني عبرَ العصورِ. وهي الحقيقةُ التي لا تحتمل التأويلَ أو اللبسَ.
لقد فهمَ اليمنيون، من خلالِ تجاربِهم المَريرةِ، أن التنازلَ عن السيادةِ لا يُقابِلُهُ إلا مزيدٌ من الطمعِ، وأن مساومةَ الشرفِ لا تُنتِجُ إلا مزيدًا من الذلِّ. فالشعبُ الذي وقفَ شامخًا في وجهِ أعنفِ الإمبراطورياتِ الاحتلاليةِ قديمًا، وتحالفِ الشرِّ والإجرامِ والهيمنةِ والاستكبارِ العالميِّ في هذا العصرِ، يعرفُ جيدًا أن طريقَ الكرامةِ والاستقلالِ والحريةِ محفوفٌ بالأشواكِ والمخاطرِ، لكنه حتمًا يؤدي إلى النصرِ، وأن التحدياتَ مهما عظمتْ ليست سوى وقودٍ لإرادةِ اليمنيين. والتهديداتُ، مهما تكررتْ، ليست سوى دليلٍ على عجزِ الخصمِ عن تحقيقِ مكاسِبهِ في مواجهةِ شعبٍ آمنٍ بقضيتهِ وبات واثقًا من قدراتهِ.
فليسمعْ كلُّ من تسوّلَ له نفسهُ المساسُ بسيادةِ هذا الشعبِ أو الاعتداءُ على أرضِه وشعبِه — سواءً عسكريًا أو اقتصاديًا — أن يعرفَ أن اليمنيين يتحرّكون بمنهجيةٍ وحركةِ القرآنِ لهذا السبب.
فاليمنُ لا يَخنعُ؛ لأنَّ الخُنوعَ موتٌ.
واليمنُ لا يَركعُ؛ لأنَّ الركوعَ انكسارٌ.
واليمنُ لا يتراجعُ؛ لأنَّ التراجعَ خسرانٌ.
واليمنُ لا يساومُ؛ لأنَّ المساومةَ على الثوابتِ تعني الخيانةَ.
والرسالةُ الأولى التي يجب أن يعيها أولياءُ الطغوتِ الأمريكيِّ الصهيونيِّ وأدواتُهم من تحالفِ الأعرابِ والمنافقينَ المتصهينينَ والعبيدِ المنبطحينَ والمجسوبينَ على الأمةِ — وبالاسمِ تحديدًا جارَةُ السوءِ السعوديةُ ودويلةُ الإماراتُ — أن اليمنَ اليومَ قد شبَّ عن الطوقِ، ولا تنطلي عليه التآمراتُ وخبثُ الحواراتِ والمراوغاتُ في المفاوضاتِ، ولن يتحلّى بالصبرِ عليهم كثيرًا؛ فقد طفحَ الكيلُ وبلغَ السيلُ الزبى. فالكرةُ في ملعبِهم: إما سلامٌ يصونُ الحقوقَ، أو الردُّ واللغُوُ والزوالُ — وقد أعذرَ مَن أنذرَ.
خلاصةُ الكلامِ: نقولُ لِـ (يا) نتنياهو — أنتَ وأمريكا وتهديداتُكم تحتَ أقدامِنا؛ نحنُ لا نَخافُ إلا اللهَ وحدَه.
قد تُدمَّرُ الأجسادُ، وتُهدمُ البيوتُ، لكن إرادةَ الشعوبِ الحرةِ لا تُقهَرُ، وإصرارُها على العِزَّةِ لا يَندثرُ، وسيبقى شامخًا وفيًّا لأهلهِ في فلسطينَ، ومدافعًا عن قضيّتهِ ومقدساتِه، بإذنِ الله.
وهيهاتَ منا الذلّةَ.
الكاتب من اليمن