(إشادة وفاء لرجلٍ من ذهب) الى أستاذنا الغالي محمود عبدالقادر الجنيد حفظه الله
بقلم / عبدالوهاب محمد عبدالقادر الجنيد …
بكل فخر واعتزاز، نُسطر كلمات الوفاء لرجلٍ نذر نفسه للخير، وجعل من العطاء منهجًا، ومن الإحسان سلوكًا، ومن التواضع عنوانًا، ومن خدمة الناس شرفًا لا يُضاهى.
رجلٌ لا يُشبهه أحد في عطائه:
فالحديث عنه ليس مجرد سردٍ لمواقف او مجاملات فارغة، بل هو توثيقٌ لمسيرةٍ إنسانيةٍ عظيمة، تتجلى فيها أسمى معاني النبل والكرم منذ طفولته. فقد كان وما يزال سبّاقًا إلى كل خير، حاضرًا في كل موقف، لا يتأخر عن محتاج، ولا يتوانى عن نصرة مظلوم، ولا يتردد في مدّ يد العون بما يستطيع لمن ضاقت بهم السبل. انه رجلٌ لا يعرف التردد حين يُستغاث لديه سجية ورثها من أبائه واجداده ونشأ عليها من طفولته، لا يتأخر حين يُطلب خصوصا ان كانت الحاجة تستدعي ذلك او لا يحتمل التأخير، ولا يتراجع حين يُناشد لتلبية موقف صغيرا كان او كبيرا.
عرف بكونه سندٌ للمجتمع بكل أطيافه .. يعطي بلا منّة، ويساند بلا تمييز، ويؤمن أن الواجب الإنساني لا يُقيد بانتماء أو معرفة.
– يضع الأسر المجاهدة واسر الشهداء والأيتام في مقدمة أولوياته، ويحرص على أن يكون لهم عونًا في السراء والضراء.
– يفتح أبواب الأمل للشباب، فيدعمهم ماديًا ومعنويًا، ويخلق لهم فرصًا في التوظيف والمبادرات، حتى باتوا يرونه أبًا روحيًا وملهمًا.
– يمدّ يده لكل محتاج، ويُسارع إلى كل من ضاقت به السبل، سواء كان يعرفه أو لم يعرفه، فالمعروف عنده لا يُقيد باسم أو عنوان او منطقة فاليمن كلها منطقته واهله وناسه.
له بصمات حاضرٌة في الأفراح والمناسبات .. فلا يكتفي بالعطاء المادي، بل يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم، ويعتبر ذلك واجبًا أخلاقيًا ودينيًا قل ان يجدها الإنسان عند غيره خصوصا إن كان في منصب سياسي كبير يشغله عن المبادرة للمشاركة بمثل هذه المناسبات.
– يرى أن روابط القرابة، والدين، والمعرفة، تلزمه بأن يكون في مقدمة من يسعى لإسعاد الآخرين، ولو بكلمة طيبة أو حضور معنوي مهما كانت لديه الظروف. يواسي المكلوم، ويُفرح المهموم، ويعيد المريض، ويُشعر الجميع بأنهم في قلبه، وأنه معهم في كل لحظة.
رجلٌ لا تهزه المؤامرات وسخافة العقول ودناءة الفعال فبرغم كيدالحاسدين، وتربص الشانئين، إلا انه لا يزال شامخًا، ثابتًا، لا تزيده المحن إلا صلابة. يدرك أن طريق الخير محفوفٌ بالأذى، لكنه لا يلتفت، بل يمضي في طريقه، واثقًا أن الله لا يضيع أجر المحسنين. لا يرد على المسيء إلا بالإحسان، ولا يواجه الحاقد إلا بالصبر، ولا يلتفت إلى دناءاتهم ومؤامراتهم حتى وإن كانت كا الجبال { وَقَدۡ مَكَرُوا۟ مَكۡرَهُمۡ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكۡرُهُمۡ وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ ٱلۡجِبَالُ }
[سُورَةُ إِبۡرَاهِيمَ: ٤٦]
بل يجعلها وقودًا لمزيدا من العطاء.
له بصمات خالدة في سجل التاريخ. وإنجازاته ليست مجرد أفعال عابرة، بل هي بصمات خالدة، يشهد لها القريب والبعيد، ويُشيد بها الصغير والكبير.
– شهرته تجاوزت حدود اليمن، وذاع صيته في الأرجاء، تميز بعلاقة حميمة في اوساط مجتمعه من علماء ومسؤولين ومشائخ ومفكرين .. فلا يتعصب لحزب، ولا ينحاز لفئة، بل ينحاز للحق والخير والإنسانية.
– يبذل من جيبه، ويعطي من قلبه، ويخدم من يعرف ومن لا يعرف، لأنه يرى في ذلك رسالةً سامية، وغايةً نبيلة.هو رجلٌ إن غاب حضوره، بقيت آثاره، وإن غابت صورته، بقيت سيرته، وإن غابت كلماته، بقيت أفعاله تنطق عنه.
ختامًاإن الكلمات تعجز،والمجلدات لا تكفي، والعبارات تقف خجلى أمام عظمة هذا الإنسان. فسلامٌ عليه في كل وقت، ورضا من الرحمن يغمره بسعادة، وان يُبارك الله في عمره وعمله، ويزيده رفعةً في الدنيا والآخرة، وأن يُبعد عنه كيد الحاسدين، وشماتة الحاقدين.
اللهم احفظه بحفظك، وتولاه برعابتك ارفع شأنه بفضلك،
وأتم عليه نعمك ظاهرةً وباطنة.
انه قريب مجيب والسلام عليكم ورحمة الله.
الكاتب من اليمن