الزواج إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات  ….

 

أكتب كمحامي ومن خلال تجاربي في المحاكم، إنّ نشر تفاصيل الحياة الزوجيّة على منصّات التواصل الاجتماعي يعرّض الأسرة لتأثيرات نفسيّة وأجتماعيّة خطيرة، أبرزها الغيرة والحسد وما ينشآن عنه من نزعة عدائيّة قد تتسلّل إلى أدقّ خصوصيّات البيت، فهناك نفوسٌ مريضة لا تعرف الإمتنان، بل تُغذّي نقصها بمحاولة إقتحام حياة الآخرين، مستعدّة أن تهدم بيتك، وتجلس مكانك، وتسرق الضحكة من عيونك وعيون أطفالك بدافع مرض داخلي أسمه الغيرة والحسد .
وتُظهر الدراسات الإجتماعية أن الأستعراض الرقمي يفتح الباب أمام هذه الشخصيات لتغذية مشاعرها السلبية عبر التدخّل أو بثّ الإشاعات أو توليد المقارنات المدمّرة، مما قد ينعكس مباشرة على إستقرار العلاقة الزوجيّة، لذلك يبقى مبدأ “ أقضوا على حوائجكم بالكتمان ” حماية ضرورية، ليس من الآخرين فحسب، بل من هشاشة الأنكشاف العاطفي أمام جمهور لا يُفرَز فيه الصادق من الحاسد .
إنّ صون الحياة الزوجية من أعين الناس ليس ضعفاً، بل وعيٌ وحكمةٌ ومسؤولية تحافظ على سلامة الأسرة وهدوئها، وتحمي ضحكات الأطفال من أن تُسرَق بأسم الغيرة والحسد .

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا