بعض الأعراب منذ تاريخهم وهم حلفاء للمصالح والصفقات بمليارات وتريلونات الدولارات مع أعداء الأمة…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

شاهدنا زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى أمريكا قبل عدة أيام ولقائه مع ترامب وتوقيع الإتفاقيات الإستثمارية والإقتصادية بقيمة ٢٧٠ مليار دولار في وقت الأمة تعاني من ويلات الجوع والفقر والبطالة وضعف البنية التحتية الإقتصادية والمالية والصحية…وغيرها، والتي بعضها كان نتيجة للحروب الطائفية والفتنوية التي أشعلوها في تلك الدول فأثرت على دولا عربية أخرى محيطة بدول النزاع، الأمر الذي زاد من ديون صندوق النقد الدولي وفوائده المركبة على الشعوب، والفاسدين من داخل الدول الذين ينهبون أموال الشعوب دون وجود حسيب ولا رقيب، وبعض هؤلاء الأعراب ومنذ إستلامهم الحكم في الخليج وظهور النفط وهم يتقاسمون ريعه وأمواله بينهم وبين أعداء الأمة لتقويتهم وإضعاف الأمة، دون أن يجدوا من يحاسبهم على ذلك، وهي خيرات وثروات وأموال حباها الله لشعوب الأمة كاملة وليس لبعض حكام الخليج وشعوبهم المترفة…

وإن تصدق هؤلاء الأعراب على بعض دول الأمة ببعض الأموال فإنهم يمنحوها للفاسدين اتباعهم في تلك الدول حتى يصبحوا أصحاب قرار وسلطة ينفذون إملاءاتهم وفقا لمصالحهم، ولا تمنح للشعوب التي لو تركوها تعيش بأمن وآمان في دولها دون إشعال الفتن الطائفية والحروب فيها بأموال البترودولار خدمة وتنفيذا لمشاريع أسيادهم في أمريكا وأوروبا لما إحتاجتهم تلك الشعوب والدول التي أصبحت تعاني الفقر والجوع والبطالة من تدخلاتهم فيها، والأمثلة كثيرة منها العراق سورية ولبنان وحتى ليبيا النفطية جعلوها دولة فقيرة مسيطر عليها من فاسديهم وعصاباتهم التنفيذية التي قتلت وما زالت تقتل بالشعوب العربية والمسلمة…..

فالأعراب أشد كفرا وجهلا ونفاقا وعداء للأمة من الداخل كما قال عنهم رب العزة في كتابه الكريم، وتُقاس علاقاتهم في الدول العربية والإسلامية ومعها حسب مصالحهم المالية والإقتصادية، وتلك المصالح والصفقات لا دين ولا أخلاق لها ولا قيم ولا مبادئ، وما كان يعد من المحرمات أيام أجدادهم وآبائهم أصبح محللا حسب صفقات أهوائهم الشخصية والمالية، متخفين بالعروبة والإسلام وهي منهم براء، وللأسف الشديد أصبح أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية أصدقائهم وحلفائهم، وحولوا الأمة وشعوبها إلى عدوا لهم بل وفتنوها بكل طوائفها ومذاهبها وقومياتها وأشعلوا الحروب الأهلية داخلها…

فأصبحت أمور الأمة وقضاياها معلقة ببعض قادة الخليج وأموالهم وصفقاتهم وعلى رأسها قضية فلسطين المركزية التي تركت محتلة منذ عقود إلى يومنا الحالي، والإبادة الجماعية مستمرة بحق الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي منذ عقود وهم ينظرون ويوقعون إتفاقيات إستسلام وتطبيع مع ذلك العدو الصهيوني المدعوم لوجستيا من أمريكا وترامب الذي يوقعون معه إتفاقيات إقتصادية وإستثمارية بمليارات وتريلونات الدولارات، ليظهروا أمام الشعب الفلسطيني المذبوح من الوريد للوريد منذ عقود لغاية إبادة غزة المستمرة بأنهم معهم ومع القضية المركزية للأمة، ويضعوهم بتلك الإتفاقيات الإبراهيمية المشؤومة والمشبوهة أمام أمرا واقعا مربوطا كما يدعون بحل الدولتين الذي يرفضه قادة ذلك الكيان الصهيوني وقادة أمريكا منذ عقود، وليس فقط في زمن النتن ياهو وسموترتش وبن غفير وترامب وإداراته المتغطرسة وهذه الإتفاقيات لم ولن تكون لصالح القضية الفلسطينية أبدا ولا لصالح شعوب المنطقة كما يروجون لأن هناك إتفاقيات سلام سابقة مشؤومة تم التعدي على بنودها من قبل قادة وجيش الكيان الصهيوني ولم ولن تكن لصالح القضية والشعب الفلسطيني ولا لصالح شعوب تلك الدول لذلك يرفضها الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة كاملة وحتى شعوب أمريكا وأوروبا التي تنادي ليلا ونهارا الحرية لفلسطين كاملة…

وهي مرفوضة نهائيا حتى لو وقعت وتم الإتفاق عليها ستبقى مجرد حبر على ورق ولم ولن ينفذ منها العدو الصهيوني وقادة كيانه أي بند منها ولم ولن يعترفوا أو يقبلوا بحل الدولتين نهائيا لأنهم تحايلوا ومنذ عقود على الأمة وقادتها وحتى على قادة العالم والأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي لكسب الوقت والتمدد والتوسع في فلسطين والمنطقة كاملة لتنفيذ أحلام تلمودهم النازية بإسرائيل الكبرى أو تسمياتها المتجددة الشرق الأوسط الكبير والجديد وآخرها إتفاقيات أبراهام،وكل تلك الأحلام لم ولن تصبح مقبولة لدى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية تحت أي ظرف أو أي أمر واقع….

وما دام هؤلاء الأعراب يقدمون المليارات من الدولارات لقادة أمريكا سابقا ولترامب حاليا دون مقابل فلم ولن يكون هناك عدالة لحل القضية الفلسطينية أبدا، وسيبقى الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي في دائرة الإتهام الصهيوغربية بأنهم هم من أفشل ويفشل حل القضية وهذا كذبا وإفتراء باطل يتم الترويج له منذ عقود كما يروج منذ سنتين عن حماس وفصائل المقاومة وشعب غزة العزة، لأن هذه المليارات التي تمنح لترامب إذا لم يكن فيها فائدة للأمة ومصالحها وقضيتها الفلسطينية المركزية للجم الكيان الصهيوني والضغط عليه ومنع توريد الأسلحة له ومنع أي دعم لوجستي له ليقبل بحل الدولتين فإنها لم ولن تغير موازين القوى بل ستصب فقط في مصلحة ترامب وناخبيه ومصلحة جديدة لتقوية ودعم الكيان الصهيوني لوجستيا بتلك الأموال…

وإذا كان هؤلاء الأعراب يتوقعون بأن عداء العقود الماضية وما أرتكب بحق الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي منذ إحتلال فلسطين لغاية إبادة غزة المستمرة سينسى مستقبلا، ويؤدي إلى تقارب من خلال إتفاقيات أبرهام مع هؤلاء اليهود الصهاينة فهم يرتكبون خطأ فاحشا بحق الله والرسل وشعوبهم وشعوب الأمة فهؤلاء الصهيوغربيين لا عهد ولا ميثاق لهم ولا إتفاق معهم لأنهم لا يراؤون في الأمة إلا ولا ذمة كما قال عنهم خالقهم، فلم ولن يتحول أعداء العقود منذ زمن إلا شركاء وحلفاء وأصدقاء حتى لو غير هؤلاء الأعراب مبادئهم وقيمهم وقناعاتهم وعقيدتهم ليقنعوا أنفسهم وشعوبهم وقادة وشعوب المنطقة بذلك، فالواقع لم ولن يتغير أبدا وما زال التمدد والتوسع مستمرا بأراضي غزة والضفة ولبنان وسورية والقتل والقصف مستمر بحق الشعب الفلسطيني والشعبين اللبناني والسوري لغاية كتابة هذه السطور…

والمصالح البترودولارية هي لحظية مؤقتة فقط ولم ولن تحقق أي تحول جديد يكون لصالح قضيتنا الفلسطينية وشعبها ولا لصالح شعوب الخليج وشعوب الأمة، وهذه ليست مجرد عواطف تجول في خاطر أي مواطن فلسطيني وعربي ومسلم، وإنما هي ذاكرة عقود مضت وخبرات وأقوال لقادة عظماء سابقون ساروا وفقا لمنطق العلاقات والسياسة الدولية والدبلوماسية بأنه لا خصومه ولا عدو دائم وخاضوا حروبا مع ذلك الكيان الصهيوني وأنتصروا عليه، ووقعوا إتفاقيات سلام معه وفي النهاية حينما بقيت قضية فلسطين معلقة لا تنفيذ لأية إتفاقيات ولا لحل الدولتين، وأكتشفوا أن هناك محاولات كثيرة من قبل قادة الصهيوغربيين لتصفيتها وما زالت تلك المحاولات مستمرة أكدوا بأن هذا الكيان الصهيوني لا أمن معه ولا آمان له أبدا وستبقى دولنا وشعوبنا والشعب الفلسطيني يدفعون الثمن ما لم يتم ردع ذلك الكيان الصهيوني وداعميه بالوحدة والمقاومة والقوة فقط…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا