الضمير المؤجَّر والفتوى بغير علم… واقع حال عن جزء من شعبنا الفلسطيني

بقلم د. تيسير فتوح حجه  ….

الأمين العام لحركة عداله
في زمنٍ ازدادت فيه التحدّيات على شعبنا الفلسطيني، برزت ظاهرة خطيرة تهدد وعي الناس ووحدتهم، وهي ظاهرة الضمير المؤجَّر والفتوى بغير علم. فحين تتحول المواقف الوطنية إلى بضاعة تُباع وتُشترى، وتُستغل المنابر للحديث دون معرفة أو مسؤولية، يصبح المجتمع أمام حالة تشويه للحقائق وتضليل للناس عن قصد أو جهل.
إنّ جزءًا من شعبنا اليوم يتلقّى خطابات متناقضة، بعضها يروّج للفرقة ويبرّر العبث بالثوابت، مستندًا إلى أشخاص نصبوا أنفسهم “مفتين” و”محللين” و”قادة رأي” دون أدنى دراية بالقانون أو السياسة أو الواقع الوطني. هؤلاء يتصدرون المشهد بفتاوى لا تستند لعلم، وحكايات لا تستند لصدق، ومواقف لا تستند لضمير.
إنّ الضمير حين يُؤجَّر، يفقد صاحبه القدرة على رؤية الوطن، فيصبح لسانه سيفًا على أخيه، وفعله خنجرًا في ظهر قضيته. وحين يعتاد البعض إصدار الأحكام بلا معرفة، يساهم—عن وعي أو عن جهل—في ضرب النسيج الاجتماعي، وإرباك الرأي العام، والتقليل من قيمة النضال الفلسطيني الذي مضى عليه عقود من التضحيات.
شعبنا الذي قدّم الشهداء والأسرى والجرحى، يستحق خطابًا وطنيًا صادقًا، لا خطابًا مأجورًا. يستحق فتوى مبنية على معرفة وخلق، لا صراخًا في الهواء. ويستحق أن يقود الرأي العام من يحمل ضميرًا حرًا لا يُباع، وعلمًا راسخًا لا يُزوَّر، وموقفًا وطنيًا لا يتلوّن.
إنّ حركة عداله، التي حملت همّ العمال والفقراء وحقوق الإنسان، تؤكّد أن حماية الوعي الجمعي تبدأ بمحاربة التضليل، وكشف أصحاب الضمائر المؤجرة، وفضح الفتاوى الزائفة التي تُطلق عبثًا لتشويه الحقيقة وخدمة أجندات مشبوهة.
وختامًا…
لن يبقى لهذا الشعب إلا وعيه الحر وضميره النظيف. أمّا من باع ضميره، أو نطق بغير علم، فستلفظه الحقيقة كما لفظت كل الطارئين على القضية الفلسطينية عبر التاريخ.

الكاتب من فلسطين

قد يعجبك ايضا