🔺️ البحرُ الأحمرُ والتصعيدُ الجديد: زلزالٌ استراتيجيٌّ يَدكُّ حصونَ الهيمنةِ ويُسقطُ عُروشَ الاستكبارِ العالميّ 🔻
عدنان عبدالله الجنيد …..
🔸️ مقدّمة :حينَ انهارَ الفيتو الأمريكي وارتفعَ الفيتو اليمني:
لم يكن العالم يتخيّل – ولو في أكثر لحظاته اضطرابًا – أن تأتي ضربة من دولةٍ محاصرةٍ لتُسقط آخر ما تبقّى من هيبة الأسطول الأمريكي، وتُعيد رسم حدود القوة في البحر الأحمر.
كانت واشنطن تظنّ نفسها صاحبة الولاية المطلقة على الممرات الدولية؛ فهي التي تضغط وتُقرّر وتُهدّد وتستخدم الفيتو لحماية آلة القتل الإسرائيلية.
لكنّ عاصفة التاريخ هبّت من اليمن، فارتفع “الفيتو البحري” فوق أمواج البحر الأحمر كأعلى بيانٍ لسيادةٍ ولدت من رحم الحصار والصمود.
لقد هُزِمت واشنطن في مجلس الأمن…
ثم هُزمت في البحر الأحمر…
ثم هُزمت أمام إرادة شعبٍ لا يمتلك أساطيل ولا قواعد ولا ميزانيات تسليحية، لكنه يمتلك ما لا تمتلكه الإمبراطوريات: العقيدة والإرادة والمشروعية الأخلاقية.
هنا يبدأ الزلزال.
وهنا يسقطُ العرش.
1⃣ الإهانة الكبرى: سقوط أسطورة البحرية الأمريكية:
لم تكن الضربات اليمنية مجرد صواريخ تُطلق، بل كانت حفلة تشريح عالميّة لجسد الهيمنة الأمريكية.
تكسّرت أمامها رونق حاملات الطائرات، وانهارت معها نظرية “الردع عبر القوة”.
ظهر الأسطول الأمريكي – بكل صلفه – كجسدٍ ضخم بلا روح، وبحرٌ بلا سيادة.
أمريكا التي صدّعت العالم بادعاء “حماية الإنسانية” تلقّت صفعتها الأخلاقية قبل العسكرية؛
⬅️ فالمياه نفسها أعلنت فضيحتهم:
➖ فشل استخباراتي
➖ رعب عملياتي
➖ ارتباك ميداني
➖انهيار صورة “القوة التي لا تُهزم”
والأدهى من الهزيمة..
محاولة واشنطن ترقيع سُترتها الممزقة عبر خطابٍ صاخب وتحالفات خاوية؛ تحالفاتٍ كالبالونات المنتفخة بالهواء، لا وزن لها ولا أثر.
2️⃣ التصعيد الجديد: هروبُ واشنطن إلى الأمام:
بعد تلقيها الضربة اليمنية، بدأت الولايات المتحدة إنتاج نسخة جديدة من الحرب الإعلامية والسياسية:
➖تضخيم خطر اليمن على التجارة العالمية
➖إعادة تدوير “حماية الممرات”
➖ دفع مجلس الأمن لمواقف عدوانية
➖ استدعاء الحلفاء للمشاركة في الضجيج البحري
➖توظيف “المساعدات الإنسانية” كسقف ابتزاز سياسي
لكن الحقيقة ثابتة:
من هُزم في البحر لا يمكن أن يستعيد كبرياءه ببيانات سياسية.
التصعيد الجديد لم يكن تعبيرًا عن قوة…
بل كان صدىً لارتباكٍ عميق.
3️⃣ قرار العقوبات: حين يصبح مجلس الأمن غرفة عمليات أمريكية
دفعت واشنطن مجلس الأمن لتجديد العقوبات على اليمن.
لا لأجل الملاحة…
ولا لأجل الأمن الدولي…
بل لأجل ستر العجز العسكري المُذلّ.
لقد تحوّل مجلس الأمن إلى مكتبٍ خلفي لإدارة هروب واشنطن من هزيمتها في البحر الأحمر.
قرار العقوبات كان فتات قوة، محاولة يائسة لإيقاف صعود اليمن بعد أن أصبح لاعبًا إقليميًا مؤثرًا لا يحتاج إلى اعترافاتهم، بل يفرض وجوده بمنطقه وسلاحه وإرادته.
4️⃣ من إغلاق إيلات… إلى صراخ البيت الأبيض:
حين أغلق اليمن ميناء إيلات بالكامل، لم ينغلق الميناء وحده؛
انغلق معه أفق إسرائيل الاقتصادي والسياسي.
تحوّلت المدينة إلى مستوطنة خاملة بلا وظائف ولا بحر ولا تجارة.
بدأت واشنطن بعد ذلك تبحث عن أي وسيلة لإخفاء الحقيقة:
➖خطاب اقتصادي
➖ ضجيج ديبلوماسي
➖ادعاء حماية الملاحة
➖وتكرار جملة “الخطر اليمني”
لكنّ الجملة الأصح كانت:
الصاروخ اليمني أغلق سبعين عامًا من الهيمنة الأمريكية – الإسرائيلية.
5️⃣ حصار المفاوضات: الرياض وأبوظبي تحت العصا الأمريكية:
ما إن ظهرت معادلة الردع اليمنية حتى سارعت واشنطن إلى إصدار الأوامر:
“أوقفوا التقدّم في المفاوضات. اضغطوا. ابتزّوا. عطّلوا.”
التماطل السعودي لم يكن خيارًا محليًا، بل تعليمات أمريكية دقيقة تهدف إلى:
➖كسر موقف صنعاء
➖نقل الضغط من البحر إلى السياسة
➖إرباك الداخل اليمني
➖ إشغال صنعاء عن غزة والبحر الأحمر
لكنّ صنعاء فهمت اللعبة…
وأفشلتها قبل أن تكتمل.
6️⃣ الفضيحة الأمنية: توريط آل سعود في التخابر الدولي
في سابقة خطيرة، دفعت واشنطن بالنظام السعودي نحو توفير معلومات لمنظمات أمريكية تتخفّى بثوب “المؤسسات الدولية”.
كان الهدف رسم بنك أهداف، وتحديد مواقع وإحداثيات لصالح المشروع الأمريكي.
لكن اليمن كان أسرع.
كشف المخطط، فضح أدواته، وأسقطه أمام العالم، فكشف أكبر فضيحة أمنية سعودية في القرن الجديد.
يتبع …👇
يستكمل …👇🏻
7️⃣ الجيش الأمريكي بالوكالة: المرتزقة، داعش، والقاعدة.
حين سقطت الهيبة الأمريكية، أعادت واشنطن تفعيل أقدم أسلحتها:
➖ عناصر داعش
➖ خلايا القاعدة
➖ مرتزقة الجنوب
➖ مجموعات بلا عقيدة إلا عقيدة الدولار.
لكنّ هذه الأدوات بدورها فشلت:
كما عجزت باتريوت… عجزوا.
كما انهارت إيجيس… انهارت مشاريعهم الميدانية.
8️⃣ المحاور الاستراتيجية: قراءة في قواعد الصراع الجديد.
طبيعة التصعيد:
أمريكا تُصعّد لترميم الردع؛
اليمن يُصعّد لإعادة تعريفه.
الخلفية الاستراتيجية:
البحر الأحمر كان رئة الأسطول الأمريكي منذ عقود؛
واليوم أصبح مقبرة رمزية لهيبته.
الأهداف الحقيقية:
أمريكا: حماية إسرائيل لا الملاحة.
اليمن: حماية غزة وكسر الاستكبار لا التجارة.
أدوات الضغط:
أمريكا: تحالفات – عقوبات – مرتزقة.
اليمن: صواريخ – مسيّرات – إرادة – شرعية أخلاقية.
الاستشراف السياسي والعسكري
العالم يدخل مرحلة جديدة:
لم يعد البحر الأحمر أمريكيًا… بل صار جزءًا من جغرافيا الردع اليمني – المقاوم.
الخاتمة: حين يسقط المكر… وتبقى سنن الله:
إنّ ما شهدته مياه البحر الأحمر ليس معركة…
بل هو فصلٌ جديد من كتاب السنن الإلهية في سقوط الطغاة.
لقد قال الله:
﴿ وَلَا يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾
﴿ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾
وها هي الآيات تتحقّق…
وتتكسّر جباه الاستكبار عند أقدام شعبٍ آمن بعدالة قضيته، ومضى نحو البحر الأحمر بصدورٍ مرفوعة.
اليمن اليوم لا يكسر حصارًا فحسب…
بل يكسر أسطورة.
ويكتب بداية نهايات عهد الهيمنة الأمريكية.
وما النصرُ إلا من عند الله.
الكاتب من اليمن