رسالة شكر وامتنان لقيادة ملتقى كتاب العرب والأحرار
أسماء الجرادي …
تتجلّى عظمة الكلمة الحرة، وتسطع أنوارها في زمنٍ قلّ فيه الوفاء وتكاثرت فيه التحديات، لتُعلن أن القلم ما زال جنديًا في معركة الوعي والكرامة. ومن بين هذه المنارات التي أضاءت دروب الكُتّاب والمثقفين، يأتي ملتقى كتاب العرب والأحرار بقيادته الحكيمة، كقلعةٍ شامخةٍ تحتضن الكلمة الحرة وتُعلي من شأنها.
بقيادة الدكتور إسماعيل النجار، والأستاذ حميد عبد القادر عنتر، المنسق العام للملتقى والأستاذ هشام عنتر، وعدنان الجنيد والاستاذ حسن مرتضى ، وكوكبة من المسؤولين الأوفياء، أثبت الملتقى أنه مشروع نضالي، ورسالة إنسانية، وصرحٌ من صروح الدفاع عن الكلمة والكرامة والحق. لقد جسّد هؤلاء القادة معنى الالتزام الحقيقي بقضايا الأمة، وفتحوا أبوابهم وقلوبهم لكل قلمٍ حرّ، ولكل فكرٍ نقيّ، ولكل صوتٍ يصدح بالحقيقة.
وما التكريم الأخير الذي حظينا به من قِبل هذا الملتقى إلا وسام نعتز به ونحمله بعقولنا وقلوبنا بكل فخر. لقد كان هذا التكريم بمثابة رسالة محبة واعتراف، ورسالة تحفيز لكل من اختار أن يكون قلمه منبرًا للحق، ولسانًا للمظلوم، وصوتًا يصدح في وجه الباطل.
وإنني، كواحدةٍ من فتيات هذا الوطن وهذه الأمة، ومن أقلام هذا الملتقى، أشهد أنكم كنتم وما زلتم اليد التي امتدت لتنشلني من حالة الضعف والانهيار والعجز التي تسبب بها العدوان، وأعدتم لي الثقة والإصرار على النضال والجهاد والمواجهة. فأنتم بعد الله القوة التي دفعتني لأتجاوز الصعاب. في لحظاتٍ يثقل فيها الحمل، وتتراجع فيها الخطى، كان تشجيعكم هو الوقود الذي يُشعل جذوة العزيمة. كنتم السند الذي احتضن أقلامنا، والمنبر الذي رفع أصواتنا، والجسور التي عبرت بمقالاتنا إلى أوسع نطاقٍ في العالم. جهودكم المضنية، وتعبكم المتواصل، واهتمامكم البالغ لأجلنا، لا يُقدر بثمن. لقد زرعتم فينا روح العطاء، وحب الكلمة الصادقة، والوفاء لرسالة الحق.
وعليه فإننا، نُعرب عن بالغ امتناننا وتقديرنا لقيادة هذا الملتقى المبارك، ونُجدد العهد بأن نظل أوفياء للكلمة، مخلصين للرسالة، ثابتين على المبدأ، لا نحيد عن درب الدفاع عن أوطاننا وأمتنا، وعن كل مظلومٍ في هذه الأرض. سيبقى قلمي حُراً ولسانًا لحال كل مظلوم، وصوتًا يصدح بالحق، مستلهمًا من القرآن الكريم ومسترشدًا بتوجيهاتكم. سنبقى نكتب، وننشر، ونُعبّر، ونُجاهد بالكلمة، مستمدين العون من الله، والدعم منكم، أنتم الذين آمنتم بالكلمة الحرة، واحتضنتم أصحابها، وفتحتم لهم نوافذ النور في زمنٍ زادت فيه العتمة.
تحية إجلالٍ وإكبارٍ لكم، أيها المناضلون ، يا من جعلتم من الملتقى منبرًا للكرامة، وفضاءً للحرية، وموئلًا لكل من آمن أن الحرف أمانة، وأن الكتابة موقف.
دمتم منارةً للحق، ورايةً للحرية، وسندًا لكل قلمٍ حرّ.
الكاتبة من اليمن