في فلسطين: كاتب السلطان، والكاتب الجبان، وكاتب الحقيقة مهان

بقلم د. تيسير فتوح حجة  …..

،الأمين العام لحركة عدالة
في فلسطين، كما في كل أرض تعاني من الاحتلال والظلم، يبرز الكتاب في ثلاثة أصناف واضحة: كاتب السلطان، والكاتب الجبان، وكاتب الحقيقة المهان.
كاتب السلطان هو ذلك الذي يكتب لمجد نفسه أو لصالح من يمتلك السلطة والنفوذ، متجاهلًا الحقيقة والضمير. كلماته تُكتب لتجميل الواقع المرير، وتبرير الظلم، وتزوير الحقائق، فتتحول أقلامه إلى أدوات للهيمنة والسيطرة.
أما الكاتب الجبان، فهو الذي يهرب من مواجهة الواقع بكل شجاعة وصدق. يخشى قول الحق خشية العقاب أو النبذ الاجتماعي، فيختار الصمت أو الكتابة نصف الحقيقة، فيصبح كتابه بلا أثر، وكلماته تتلاشى في الرياح دون أن تُحدث تغييرًا أو توعية.
أما كاتب الحقيقة المهان، فهو بطبيعة الحال الأكثر شجاعة، لكنه أيضًا الأكثر عُزلًة. يكتب الحقيقة رغم القهر والظلم، رغم تهديدات السلطان وخوف الجبناء. كلماته تحمل وعيًا وضميرًا، لكنها غالبًا ما تُقابل بالاستهانة أو التحطيم، لأن الحقيقة دائمًا تكون مؤلمة لمن يرفضها.
في فلسطين، يتجلى الصراع ليس فقط على الأرض، بل في الكلمة، في القلم، وفي قدرة الكاتب على قول الحقيقة دون مساومة. وعلينا نحن كشعب وكمجتمع أن نقدر كاتب الحقيقة، رغم المحن، لأنه يحمل ضمير الأمة، ويُذكّرنا أن الحرية لا تتحقق إلا بالصدق والوعي
والشجاعة.
فالكاتب الحقيقي في فلسطين، رغم مهانته في نظر بعض الأقلام والسلطات، يظل رمزًا للكرامة والمقاومة، وسيف الحقيقة الذي لا يصدأ.

الكاتب من فلسطين

قد يعجبك ايضا