في غزة كان لنا بيت يحمينا من الشتاء والصيف واللصوص… وأصبحنا اليوم في خيمة لا تحمينا من شيء

بقلم د. تيسير فتوح حجّه  …..

 

الأمين العام لحركة عداله.
في غزة، لم تكن بيوتنا مجرد حجر وإسمنت؛ كانت كرامتنا ومظلتنا وملاذنا. كانت تحمينا من برد الشتاء وحرّ الصيف، ومن الفوضى واللصوص، ومن الخوف الذي صار جزءًا من يومياتنا. واليوم، وبعد كل ما جرى، أصبحنا نعيش في خيام لا تصدّ مطرًا ولا تمنع هواءً، ولا تحفظ كرامة إنسان.
لكن الحقيقة الأشدّ قسوة ليست في الخيمة… بل في من دفعنا إليها.
فغزة لم تُدمَّر وحدها؛ دُمّرت بسبب حرب لم ترحم صغيرًا ولا كبيرًا، وبسبب حصار طويل خنق الحياة، وبسبب غياب إدارة وطنية مسؤولة تتصدى للمأساة بدل الهروب منها.
دُمّرت لأن العالم يكتفي بالمشاهدة، ولأن المجتمع الدولي يغسل يديه بالتبريرات، ولأن الانقسام والشلل السياسي جعل معاناة الناس آخر أولويات من يفترض
أنهم يمثلونهم.
نعم… الاحتلال قصف البيوت، لكن الإهمال والتقصير والصراع على النفوذ قصف ما تبقى من حياة الناس.
ونعم… الحرب هدمت الجدران، لكن الغياب المتعمد للواجب الوطني هدم ما تبقى من الأمل.
إن ترك أهل غزة في خيام مخزية هو اعتداء على كرامة الإنسان بكل معنى الكلمة. وليس مقبولًا أن يُقال للناس “اصبروا” بينما لا أحد يعمل على إخراجهم من هذا الجحيم.
وليس مقبولًا أن تكون الخيمة قدرًا مفروضًا، بينما هناك من يستطيع—ولا يريد—أن يغيّر الواقع.
حركة “عدالة” تؤكد أن استمرار هذا الوضع هو تقاعس سياسي، وفشل إداري، وتخلٍّ أخلاقي واضح.
ونطالب بخطة فورية لإغاثة الناس، وتأمين مساكن محترمة، ووضع برنامج إلزامي لإعادة الإعمار، ومحاسبة كل جهة قصّرت أو تجاهلت أو تواطأت في إيصال الناس إلى هذه اللحظة القاسية.
لقد سقطت بيوتنا، لكن يجب ألا تسقط كرامة غزة.
وإن لم يتحرك من بيده القرار اليوم… فلن تُغفر له غدًا.

الكاتب من فلسطين

قد يعجبك ايضا