*الجبهة العربية الفلسطينية: هدم مخيم نور شمس جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان*
شبكة الشرق الأوسط نيوز : تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات القرار العسكري الصادر عن قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم 25 مبنى جديد ف مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، في سياق عدوان متواصل وحصار خانق يطال المخيم لليوم الـ309 على التوالي، ومدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ322، في مشهد يعكس بوضوح سياسة إسرائيلية ممنهجة تقوم على التدمير الشامل، والاقتلاع القسري، وإعادة تشكيل الجغرافيا بالقوة.
إن ما يجري في مخيمي طولكرم ونور شمس لا يمكن فصله عن المشروع الاستعماري الصهيوني الهادف إلى تفريغ المخيمات من مضمونها السياسي والوطني، بوصفها شاهداً حياً على جريمة اللجوء المستمرة، ومحاولة كسر رمزيتها كعنوان لحق العودة وذاكرة النكبة. فالهدم الواسع، وإغلاق المداخل بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، ونصب البوابات الحديدية، وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية، ومنع السكان من الوصول إلى بيوتهم، كلها أدوات في حرب شاملة على الإنسان والمكان معاً.
لقد شهد المخيمان خلال الأشهر الماضية تدميراً ممنهجًا طال أكثر من مئة مبنى، وتهجيراً قسريًا لأكثر من خمسة آلاف عائلة، بما يزيد على خمسة وعشرين ألف مواطن، وتدميراً كلياً لأكثر من ستمئة منزل، وجزئياً لآلاف أخرى، في محاولة لتحويل المخيمات إلى مناطق خالية من الحياة، وإعادة إنتاج النكبة بأدوات معاصرة وتحت غطاء أمني زائف.
تؤكد الجبهة العربية الفلسطينية أن هذه الجرائم تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وقرارات الشرعية الدولية، وترقى إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، في ظل صمت دولي مريب، وعجز واضح من المجتمع الدولي عن مساءلة دولة الاحتلال، بل وتواطؤ فعلي عبر توفير الغطاء السياسي لها.
إننا نحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه السياسات الإجرامية، وندعو إلى تحرك دولي عاجل لوقف العدوان، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام المحاكم الدولية. كما نؤكد أن شعبنا، رغم الجراح والحصار والهدم، سيبقى متجذراً في أرضه، متمسكاً بحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
الجبهة العربية الفلسطينية
15 كانون الأول/ديسمبر 2025