2026 يطرق الأبواب… عام جديد فوق ركام 2025 العربي

محي الدين غنيم  …..

نستقبل عام 2026 وقلوبنا مثقلة بذاكرة عام عربي قاسٍ اسمه 2025، عامٌ تكدّست فيه الأوجاع وتعرّت فيه الحقائق، وتقدّم فيه الألم على الأمل في أكثر من بقعة من أوطاننا. كان عامًا للحروب المفتوحة، والأزمات الاقتصادية الخانقة، والانقسامات السياسية، وتراجع العدالة الاجتماعية، حتى بات المواطن العربي يدفع كلفة صراعات لم يخترها وقرارات لم يشارك في صنعها.
في 2025، لم تكن المعاناة خبرا عابرا، بل واقعًا يوميًا: فقرٌ يتمدد، بطالةٌ تلتهم أحلام الشباب، نزوحٌ وتشريد، ومدنٌ أنهكها الصمت قبل القصف. سقطت الأقنعة عن شعاراتٍ براقة، وبدا أن الثمن يُحصّل دائمًا من جيوب البسطاء، بينما تتأجل الإصلاحات وتُدار الأزمات بمنطق الترقيع لا الحل.
ومع ذلك، يطلّ 2026 محمّلًا بسؤال مصيري: هل نتعلم؟
هل يكون العام الجديد فرصة للمراجعة الصادقة، وإعادة الاعتبار للإنسان العربي، وبناء سياسات تحمي الكرامة وتقدّم التنمية على الصراع؟ أم نواصل الدوران في الحلقة ذاتها، نبدّل الأرقام ونُبقي المأساة؟
إن استقبال عام جديد لا يكون بالاحتفالات وحدها، بل بقرارات شجاعة، ومحاسبة حقيقية، وإرادة سياسية تعترف بالأخطاء قبل أن تطلب التفاؤل. 2026 قد يكون بداية الانفراج… إن قررنا أن يكون كذلك. وإلا، سيظل عامًا آخر يُضاف إلى سجل الانتظار الطويل.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا