لبنان يُعوِّل على مؤتمر للمانحين الشهر المقبل لدعم اقتصاده المتراجع

شبكة وهج نيوز : يعول لبنان على مؤتمر للمانحين من المُقَرَّر عقده الشهر المقبل في العاصمة الفرنسية باريس، من أجل دعم اقتصاد البلاد الذي يعاني أوضاعاً صعبة.
وتولي فرنسا أهمية كبيرة لهذا المؤتمر، الذي يشار إليه باسم «سيدر»، وتعمل على إنجاحه. ويأمل اللبنانيون أن يخرج المؤتمر بتعهدات استثمارات ومساعدات تسهم في استقرار اقتصاد بلادهم الذي يعاني مشاكل كثيرة. ويأملون ان يركز «سيدر» بشكل رئيس على وضع خطط إصلاحية اقتصادية وبرامج ومشاريع إنمائية والعشرات من الأهداف الأخرى.
وقال خبراء ومحللون في أحاديث منفصلة أن هدف المؤتمر هو تطوير اقتصاد لبنان في المديين المتوسط والبعيد فضلا عن معالجة الخلل في البُنى التحتية التي تعاني ترهلاً.
ويُعاني لبنان ركودا اقتصاديا حادا جراء غياب الاستقرار السياسي لفترة طويلة وتأثره بالحرب السورية، تداعيات أزمة النزوح السوري بعدما تجاوز عدد النازحين المليون والنصف مليون نازح.
يقول بيار دوكازن، السفير المنتدب من قبل الرئاسة الفرنسية والمكلف الإعداد والتنسيق مع الحكومة اللبنانية لمؤتمر «سيدر»، ان بلاده تحشد لهذا المؤتمر وتجري سلسلة تحضيرات.
وأكد، خلال زيارته لرئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري مؤخرا، أن الاستعدادات تجري بشكل جيد، وهذا الحدث المهم اراده الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون ان يكون فرصة لمساعدة لبنان.
وتعطي فرنسا لبنان اهتماما خاصاً ويدخل في صلب إستراتيجيتها وسياستها الدولية نظراً للعلاقات التاريخية التي تربط البلدين. ويطلق عدد من اللبنانيين لقب (الأمّ الحنون) على فرنسا نظراً لرعايتها الدائمة لمصالح لبنان وإهتمامها بمشاكله. يقول الخبير الاقتصادي إيلي يشوعي ان وضع لبنان الاقتصادي سيء، وهذا الأمر لا يسمح له بالاقتراض من الدول المانحة، مناشداً كل الحريصين على لبنان تقديم مساعدات وليس قروضا سترفع حجم الدَين العام.
وطالب الدول المانحة أن تأتي بمساعداتها إلى لبنان وتنفذ المشاريع بنفسها لغلق بعض الملفات الاقتصادية العالقة منذ 1993، مثل قضية النفايات.
واعتبر أن كل البرامج الاقتصادية السابقة والمؤتمرات الدولية أدت إلى تراكم الدين العام وزيادة العجز الاقتصادي.
وسبق لباريس أن نظمت ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان، عرفت بمؤتمري باريس1 وباريس2، خلال فترة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، فيما جرى تنظيم مؤتمر باريس3 خلال ولاية حكومة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة. ويعاني لبنان من ارتفاع في الدَين العام يفوق 70 مليار دولار. ومؤخرا حذر رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون من أن الدَين قد يصل إلى 110 مليارات دولار، وسيصبح وضع لبنان مثل اليونان.
وأكد يشوعي أن انعقاد المؤتمر وسط غياب الإصلاح واستمرار الفساد يعني مزيدا من الديون ولن يعطي النتائج المرجوة. وسيعقد في السادس من الشهر الحالي في بيروت اجتماع تحضيري لمؤتمر «سيدر» يضم المنظمات الحكومية الدولية مع نحو 50 دولة من الأسرة الدولية ستكون مدعوة من قبل لبنان وفرنسا. ويشترط عدد من الدول على لبنان القيام بإصلاحات في قطاعات عدة نظراً لحجم الفساد الذي بلغته مؤسسات الدولة. وحسب خبراء شاركوا في الإعداد للمؤتمر، من المتوقع ان يخرج «سيدر» بأكبر برنامج استثماري عرفه لبنان منذ نحو 20 عاما، ويحتوي على مشاريع إنمائية تتراوح كلفتها بين 16 و17 مليار دولار على مدى عشر سنوات.
وشدد هؤلاء الخبراء على أن للمؤتمر أبعادا إنمائية مهمة، من شأنها أن تخرج الاقتصاد اللبناني من حال المراوحة والتباطؤ، وتساهم في تعزيز معدلات النمو وخلق فرص العمل وتطوير المرافق الأساسية للبُنى التحتية المتهالكة.

وتوقعوا أن يستقطب المؤتمر إضافة إلى مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وممثلين عن مؤسسات التمويل التنموي العربية والدولية، عددا كبيرا من قادة الشركات والمصارف وصناديق الاستثمار.

المصدر : الأناضول

قد يعجبك ايضا