ما وراء اعتراف إسرائيل بصومالي لاند… وما خفي كان أعظم

محي الدين غنيم  …..

لم يكن الحديث عن اعتراف إسرائيل بإقليم صومالي لاند خطوة عابرة أو معزولة عن سياقها الإقليمي، بل يأتي ضمن حسابات استراتيجية دقيقة تتجاوز البعد السياسي الظاهر. فالإقليم يتمتع بموقع جغرافي بالغ الحساسية على خليج عدن وبالقرب من مضيق باب المندب، ما يمنح أي نفوذ فيه قدرة على التأثير في واحد من أهم الممرات الملاحية في العالم.
هذا الاعتراف يفتح الباب أمام ترتيبات أمنية واستخباراتية قد تُستخدم لمراقبة البحر الأحمر وشرق إفريقيا، ويشكّل في الوقت ذاته سابقة خطيرة بتشجيع النزعات الانفصالية وتقويض وحدة الدول الهشة في المنطقة. كما يندرج ضمن سياسة أوسع تهدف إلى تطويق العالم العربي من خاصرته الإفريقية، واستثمار كيانات تبحث عن الشرعية مقابل النفوذ والحماية.
ما يُعلن اليوم ليس سوى جزء من الصورة، أما ما يُدار في الكواليس فقد يكون أخطر على أمن المنطقة واستقرارها. فالقضية لا تتعلق بصومالي لاند وحدها، بل بمشروع نفوذ طويل الأمد… وما خفي كان أعظم.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا