أسلحة إسرائيل ضد “مسيرة العودة”.. انتهاك للقوانين وتهتيك لأجساد المتظاهرين

شبكة وهج نيوز : يستخدم الجيش الإسرائيلي، ضد المتظاهرين السلميين، المشاركين في مسيرات العودة، قرب الحدود مع قطاع غزة، أسلحة متنوعة، أخطرها أعيرة نارية، تسبب جروحا غائرة وعميقة وتهتكا في الأعضاء والأنسجة، وهو ما تسبب بارتفاع عدد الضحايا.

وللوقوف على طبيعة تلك الأسلحة، وتأثيراتها على المصاب، حاورت الأناضول، مسؤولا طبيا، بالإضافة إلى عدد من الجرحى الفلسطينيين.

– أعيرة تسبب تهتكا في الجسد

يقول الطبيب أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي يستخدم نوع جديد من الرصاص الحي، يسبب تهتكا في جسد المصاب وجروحا عميقة.

وأشار أن ذلك الرصاص، هو أخطر ما يستخدمه الجيش، كونه يُحدث في أجساد المصابين أضرارًا صحية خطيرة، تؤدي إلى الموت في كثير من الأحيان.

ويضيف القدرة في حوار خاص مع الأناضول: “ربما يصيب هذا النوع من الرصاص، الذي لم نحدد نوعه في الوزارة، أكثر من جزء في جسد المصاب، ويسبب تفتتًا في العظام والعضلات والأوعية الدموية والشرايين والأعضاء”.

وأفاد أن ذلك المصابين بذلك النوع من الرصاص يحتاجون إلى ساعات طويلة من التدخل الجراحي، ومتابعة طبية مكثفة، ولفترة طويلة من العلاج.

وتابع: “يخترق العيار الناري جسد المصاب، فينفجر بداخله، وتصيب شظاياه عدة أعضاء، وليس المنطقة المستهدفة فقط، كما أنه ربما يخترق الجسد من جهة ويخرج من الأخرى”.

وقال القدرة إن “هذا الرصاص محرم دوليا، وإسرائيل تستخدمه بشكل ممنهج ومركز، ضد المتظاهرين العزّل”.

الشاب فهد زهد (28 عامًا)، يرقد في المستشفى منذ عدة أسابيع، جراء إصابته بهذا الرصاص في فخذه الأيسر، أثناء تواجده على الحدود الشرقية لمدينة غزة.

ويقول زهد للأناضول، إنه عندما أصيب بالطلق الناري، شاهد مفصل الركبة وهو مفتت وجرح كبير في ساقه.

وأضاف: “بسبب العيار الناري، فقدت 8.5 سنتيمتر من عظامي في مكان الإصابة، وتمزق في الأوعية الدموية والشريان”.

واستأنف حديثه: “عندما وصلت المستشفى، كانت نسبة الدم لدي 3 وحدات ونصف الوحدة فقط، جراء نزفي الشديد بسبب تقطع الشرايين”.

وتابع: “أجريت عدة عمليات جراحية، وتمت زراعة عظام اصطناعية في ساقي، وأشعر بآلام في قدمي حتى الآن”.

ومن الذين قُتلوا بهذا النوع من الرصاص، الشهيد الصحفي، ياسر مرتجى، الذي أصيب (6 إبريل/ نيسان الجاري) برصاصة في بطنه، وتسببت في اختراق الطحال والقولون والحالب والكبد وشظايا انتشرت في جسده، وهو ما تسبب في وفاته رغم إجراء الأطباء عدة عمليات عاجلة له.

– الاختناق بالغاز

ويتطرق الطبيب القدرة، إلى سلاح ثان يستخدمه الجيش الإسرائيلي، وهو الغاز، الذي يحدث الاختناق، مشيرا أن مئات الإصابات التي تعرضت إلى الاختناق، وصلت إلى المشافي.

وقال: “حتى اللحظة، نوعية هذا الغاز مجهول بالنسبة لنا، يؤدي إلى نوبات تشنج عنيفة، وإجهاد عام، وقيء وسعال شديد، وسرعة في دقات القلب”.

وأردف: “هناك عشرات من الحالات المصابة بالغاز عادت إلى المشفى مرة أخرى للمتابعة الصحية، بعد تردي وضعها الصحي”.

وأكدّ القدرة أن الغاز، ليس “غاز مسيل للدموع”، إنما “غاز خطير مجهول الأعراض والأضرار الصحية مستقبلا على جسد المصاب”.

وأصيب الشاب علي شريف، خلال مشاركته في فعاليات مسيرة “العودة”، بالاختناق الشديد، وطلق ناري انفجر في ساقه اليمنى”.

وما زال شريف (31 عامًا)، يتلقى العلاج في “مجمع الشفاء الطبي” منذ إصابته قبل نحو أسبوعين.

ويقول: “عندما أطلقوا قنابل الغاز علينا، لم أستطع التحرك، سقطت مكاني وشعرت باختناق شديد، لم أستطع التنفس”.

وأضاف: “أُصبت حينها بحرقة شديدة في العينين، وشخّص الأطباء أيضاً إصابتي بقرحة بالمعدة، لقد مر على الحادث نحو 8 أيام، وما زلت أتقيء كلما تناولت الطعام”.

وأظهرت مقاطع فيديو، بثها نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي، حالات تشنج شديدة تنتاب بعض الشبان الذين تعرضوا لذلك الغاز.

– أعيرة معدنية مُغلفة بالمطاط

سلاح آخر يستخدمه الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، وهو الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط (الأعيرة المطاطية)، وفق القدرة.

وتابع متحدث وزارة الصحة: “هذه الأعيرة أيضًا لها أضرار صحية خطيرة، فهي تخترق الجمجمة والصدر، وتؤدي إلى تهشم وكسور فيهما”.

ولفت إلى أن أقل أنواع الإصابات التي وصلت مستشفيات القطاع، كانت من الأعيرة المطاطية، فيما بيّن أن معظم شهداء “مسيرة العودة” فقدوا حياتهم بسبب الأعيرة التي تلحق تفتت وتهتك في الأجساد.

ومنذ 30 مارس/ آذار الماضي، يتجمّع فلسطينيون قرب السياج الحدودي الفاصل بين غزة وإسرائيل، ضمن مشاركتهم في مسيرات “العودة” السلمية، المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها عام 1948.

وبلغ عدد الشهداء جراء الاعتداءات الإسرائيلية على المتظاهرين السلميين، منذ بداية المسيرات 35 شهيدًا، فيما أُصيب الآلاف بالرصاص وبالاختناق بفعل الغاز المُدمع منذ ذلك الحين.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في مؤتمر لها الأسبوع الماضي، إن 105 مصابين فلسطينيين يعانون من جراح خطيرة، جراء إصاباتهم برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مشاركتهم في مسيرات “العودة”.

كما وثّقت الوزارة إصابة 176 شخصا في الأجزاء العلوية، و1027 في المناطق السفلية من الجسم.

وأوضحت: “كما تم رصد حوالي 51 إصابة في منطقتي البطن والصدر، و68 إصابة في الحوض”.

المصدر : الأناضول

قد يعجبك ايضا