خروج مهيب وعظيم تعبير عن عظمة يمن الايمان و الحكمة

#عفاف_فيصل_صالح  ….

 

في زحمة الأحداث ومتغيرات الزمن، يظل الشعب اليمني راسخًا كجذور شجرة عتيقة، تجدها تنحني لا أمام العواصف و لا تنكسر. وقد تجلى هذا المعنى الأصيل في خروج مهيب وعظيم، يعبر عنه كل من انضم إلى هذا الحشد الإيماني الأصيل، الذي كان بمثابة رسالة واضحة للعالم أجمع عن قوة الانتماء وثبات المبدأ و صدق الموقف

لقد أشرق يوم هذا الخروج كأنوار بارقة من السماء، عندما أكتست شوارع اليمن بألوان الإيمان، و ثبات الموقف وازدانت الساحات بصوتٍ واحدٍ يردد: “نحن هنا، لن ننسى”. من رأس الجبل إلى عمق الوادي، انطلقت الحناجر لتؤكد أن اليمن ليس مجرد وطن، بل حضارة قائمة على التضحية والفداء و ذات هوية لا ولن تتغير ابدا

وهذه الصورة المشهدية المهيبة ما كانت لتتحقق لولا بركة من الله و التوجيهات الحكيمة من القيادة المباركة، التي جمعت بين الحكمة والتوجه نحو الحق. لقد كانت تلك التوجيهات كالنور الذي أضاء الطريق أمام القلوب، فاستجاب الشعب بكل فخر واعتزاز، مؤكدًا أن الإرادة لا تُقهر وأن الأمل لا يموت و أن الحق لا يضيع

بيض الله وجه هذا الشعب المؤمن، رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، الذين أفاضوا من جهدهم ووقتهم لتظهر هذه الصورة الرائعة لما يمكن أن يتحقق عندما يتوحد الأفراد تحت راية واحدة. كان الأطفال يحثون الخطى مع آبائهم، والنساء ثابتات لأجل مستقبل مزهر، ورجال يقفون كالأشجار القوية لترتسم على وجوههم معاني الصمود والتصميم.

لقد كان هذا الخروج تعبيرًا صادقًا عن الالتزام بقضية أكبر من الذات، قضية نبيلة تحاكي قيم العروبة والإسلام، وتؤكد أن اليمن لا يزال قلبًا نابضًا بمبادئ الحق و أسس الايمان . في ذلك الموقف كان الجميع معًا يتحدون كل التحديات، عاقدين العزم على المضي قدماً نحو غدٍ أفضل.

فبارك الله في كل من خرج وشارك في هذا الموقف الإيماني الديني، وليكن هذا الخروج فارقة في تاريخ الأمة، حاملاً معه خيوط الأمل والمعاني الجليلة. لتتجدد العهود به من جديد، ولتكن خطوات الشعب اليمني بثبات تامة نحو طريق النصر والكرامة، فيدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه.

إنها رسالة إلى كل شعوب الأرض أن الإيمان بالحق لا يزول، وأن هناك دائمًا من يصون ذاكرة الشهداء، ويعبر عن الولاء للأرض الطاهرة، وللراية المرفوعة. فليدوي صوت هذا الشعب في كل الأرجاء وليتبخر أمام أعين العالم ما يحاك خلف الأبواب المغلقة، من خطط الظلم والقهر، ويبقى صوت الحق هو الأصدق، والأبقى في سجلات الزمن..

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا