“عبير أبو نجا” قصةُ فتاةٍ شغوفة من غزة
تقرير شبكة العودة الإخبارية- غزة
كأي فتاةٍ متحمسةٍ لتلتحق بالجامعة وبالتخصص الذي تُحبّ، كانت الشابة عبير أبو نجا من قطاع غزة.. لكنّ الظروف التي كانت عليها عائلتها لم تُسعف والدها العامل البسيط ليوفر مالاً من أجل أن تدخل الجامعة، فلم تجد خياراً إلاّ أن تبيع قلادة ذهبٍ أهداها لها عمّها وتدفع رسوم الفصل الأول على أمل أن تتبدل الظروف لاحقاً..
بعدها بأسبوع رنّ هاتف عبير، كان أحد أقاربها يُخبرها بأنّ هناك منحةً متوفرةً على موقع الجامعة التي التحقت بها، فتملّكها حينها إحساساً كبيراً بأنّ شيءاً في حياتها قد يتغير بفعل هذه الفرصة، وأنّ الفتاة الشغوفة التي في داخلها سوف تحظى بالأفضل. فأسرعت عبير لتأخذ طلب المنحة، وتعبئه سريعاً، وتسلّمه للجامعة، حيث اختارت اللغات (الإنجليزية والفرنسية) تخصصاً.
وتقول عبير لشبكة العودة الإخبارية «بعد أيام اتصلوا بي ليخبروني بأنّني تأهلتُ للمقابلة، وقد كانت تلك أول مقابلةٍ أُجريها في حياتي، ولم أشعر بمثل الذي شعرتُ فيه حينها من توترٍ وقلق.. لم أكن أعرف حتى ما الذي تعنيه “مقابلة”، ولم أجد أحداً يُوجّهني لأتجاوز تلك المقابلة! وبعد أيامٍ رن هاتفي وكانت تلك الكلمات أجمل ما مرّ على أذني “وقع الاختيار على أربع طالباتٍ من آلافٍ قدّمن لهذه المنحة، وأنتِ واحدة من أولئك الأربع”».
وعلى مدى سنين الجامعة الأربعة، عاهدت عبير نفسها ألاّ تعتمد على أحد، وأن تطور نفسها بنفسها، وأن تُحسّن من وضع عائلتها التي دفعتها بقوةٍ لتكون فرداً فعّالاً في هذا المجتمع.. فتخرّجت السنة الماضية وكانت سنداً لشقيقتها الصغرى كي تُكمل تعليمها الجامعي، وتعمل على مشروعها الخاص لتوفر معه دخلاً يساعدها في ذلك.
وتضيف عبير «لقد غيّر التعليم حياتي، فلم أشأ أن أكون تلك الفتاة التي تحيا حياةً عاديةً، أو تلك التي تتزوج قبل أن تبلغ العشرين حتى دون أي إنجاز. لذا فإني أؤمن أن الاستثمار الحقيقي أيضًا هو في تعليم الفتيات، وليس من حق أي فتاةٍ أن تتنازل عن التعليم لأي سببٍ كان».
وعدت عبير نفسها أن تُكمل ما بدأت فيه، وتُكرّس ما تبقى من حياتها لتُساعد الفتيات اللاتي لم يستطعن أن يُكملن تعليمهن.
