بيل غيتس وحقيقته
إقبال الأحمد
«اليوم يستوي العالم والجاهل».. عبارة معبرة وعميقة وبمنزلة اعلان فوضى الرأي والرأي الآخر.. واختلاط الجيد بالسيئ.. والمحترم وعديم الاخلاق.
قرأت للزميل عادل الزواوي ما كتبه من تعليق على ما يرده من تعليقات على ما يقوله وما يعبر عنه من قناعات وافكار.. ايقنت حينها اننا فعلا اصبحنا في عالم خطير.. اختلطت فيه الاصول مع سوء التعبير وتجاوز الاخلاق.. حين تصبح الردود والتعليقات مجرد تعبير عن الاحقاد والضغينة.
للاسف يطال الكثيرين بعد ان يتحدثوا عن موضوع معين او رأي بخصوص قضية ما.. ردود من متابعي اي صفحة بوسائل التواصل الاجتماعي، سواء في تويتر او واتس اب او غيرهما.. ردود وتعليقات اقل ما يقال عن بعضها انها هابطة.. ومعظم هذا النوع من الناس يتسترون وراء اسماء وهمية لانهم يعرفون ان ما يكتبونه لا يدل الا على من يفتقرون الى اولويات الاخلاق واللباقة.
جميل ان يكون هناك رأي ورأي مخالف او معارض، ولكن هناك فرقا كبيرا جدا بين الرد الموضوعي والمبني على الحقائق ممزوجا بالاخلاق والسمو بالرد وبين الانحطاط باستخدام الكلمات والمصطلحات التي يستحي قارئها ان ينطقها.
عبارة «اليوم يستوي العالم والجاهل» قالها بيل غيتس في اليوم الاول لاطلاق مايكروسوفت.. وهذا بالفعل ما حصل للاسف.
الا اننا لا يمكن ابدا ان نلعن مايكروسوفت او نرفضه.. لان الاستفادة منه لا تكون الا عند الواعين والمدركين انهم امام عالم من المعرفة والافق المفتوح للتواصل والعلم والثقافة.. في حين ان شريحة فرحت لانها وجدت ستارا يحجبها عن الآخرين حين يسبون ويلعنون ويسيئون إلى الآخرين او يستخدمون كلمات رخيصة ضد من لا يتفقون معه بالرأي او وجهة النظر.
فعلا اخ عادل الزواوي هناك شعرة دقيقة تفصل بين الثقافة والسخافة، وبين الرد من اجل الرد.. او الرد من اجل تفريغ الاحقاد والعداوات.. فما يفرغه بعض رواد تويتر وغيره من سموم ينم عن مستوى من كتبه لا يجب ابدا ان يواجه بالمثل… لان سمو الاخلاق وعلو الشأن لا يمكن بأي الاحوال ان ينزلا الى هذه المستويات.
اكتب باحترام وعبر عن رأيك باحترام… تكن انسانا محترما.. اما غير ذلك فسوف تلفظه كل الشرائح المحترمة بالمجتمع.
اخ عادل الزواوي.. أنت مهتم بملف مهم جدا وهو «عش دبابير» اثار حولك كثيرين يريدون لسعك لتفريغ سمومهم فيك.. استمر في طريقك ولا تلتفت طالما انت على يقين من وطنيتك وحبك لوطننا الغالي.. والرسالة التي تحملها.
إقبال الأحمد