التحالف بقيادة السعودية يحشد قوات قرب الحديدة وسط إلحاح أمريكي على وقف الحرب
وهج 24 : ذكرت مصادر عسكرية محلية، الأربعاء، أن التحالف الذي تقوده السعودية حشد آلاف الجنود قرب مدينة الحديدة الساحلية، في تحرك للضغط على المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران للعودة إلى محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام والتي دفعت اليمن إلى شفا المجاعة مما زاد من الضغوط على السعودية في وقت تواجه فيه غضبا عالميا إزاء مقتل الصحافي السعودي البارز، جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية باسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول.
وذكرت مصادر عسكرية يمنية موالية للتحالف، بأن التحالف نشر نحو 30 ألف جندي جنوبي الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون، وبالقرب من مدخلها الشرقي.
وقال أحد المصادر: “جرى إرسال آلاف الجنود اليمنيين المدربين على يد التحالف إلى مشارف الحديدة بالإضافة إلى نشر أسلحة حديثة تشمل مركبات مدرعة ودبابات… استعدادا لعملية كبيرة في الأيام المقبلة”.
وذكر سكان أن الحوثيين نشروا أيضا قوات في وسط مدينة الحديدة عند الميناء، وفي الأحياء الجنوبية تحسبا لأي هجوم.
جرى إرسال آلاف الجنود اليمنيين المدربين على يد التحالف إلى مشارف الحديدة بالإضافة إلى نشر أسلحة حديثة تشمل مركبات مدرعة ودبابات… استعدادا لعملية كبيرة في الأيام المقبلة
وقال بيتر سالزبري، الزميل الاستشاري بمعهد تشاتام هاوس، إنه لا يساوره شك في حدوث حشد حاليا لقوات التحالف، غير أنه متشكك بشأن الأعداد المعلنة.
وقال: “أنا متأكد من أن هناك حشدا للقوات ولكن أجد صعوبة من تصديق رقم الثلاثين ألفا”.
ولم يعلق التحالف والحوثيون على التحركات العسكرية.
ويحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، إنقاذ محادثات السلام التي انهارت في سبتمبر/ أيلول، وهو ما زاد المخاطر من تجدد الهجوم على المدينة الواقعة على البحر الأحمر، وهي الميناء الرئيسي للبلاد وشريان الحياة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
ورحب غريفيث بدعوة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الثلاثاء، لوقف العمليات القتالية قبيل المفاوضات المقرر انعقادها في نوفمبر/ تشرين الثاني برعاية الأمم المتحدة.
وأيدت بريطانيا أيضا إنهاء القتال الذي تشير أرقام الأمم المتحدة إلى أنه أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص. وتقول الأمم المتحدة إن نصف سكان اليمن ربما يصبحون قريبا على شفا المجاعة.
وقال غريفيث في بيان صدر يوم الأربعاء: “نظل ملتزمين بالعمل على إقناع الأطراف اليمنية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات خلال شهر. الحوار يظل الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق شامل”.
وحث غريفيث الأطراف المتحاربة على استئناف المشاورات من أجل الاتفاق على إطار عمل للمحادثات السياسية وإجراءات لبناء الثقة مثل دعم البنك المركزي وتبادل الأسرى.
وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحافيين، في نيويورك إن غريفيث يأمل الإعلان عن جولة محادثات “بأسرع ما يمكن لكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد”.
ورحب هشام شرف مسؤول الشؤون الخارجية في حركة الحوثي بجهود غريفيث المتواصلة، لكنه دعا الحكومات الغربية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لفرض هدنة لتهيئة “أوضاع تفضي إلى السلام بعيدا عن أي ضغوط أو إملاءات”.
وفي عام 2015، تدخل التحالف العربي المدعوم من الغرب في حرب اليمن التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة بين السعودية وإيران، وجاء تدخل التحالف لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا.
ولكن بعد السيطرة على مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن وبعض البلدات على الساحل الغربي لم يحرز التحالف أي مكاسب تذكر في حرب مكلفة لإزاحة الحوثيين الذين يسيطرون على معظم المناطق ذات الكثافة السكانية العالية باليمن ومنها العاصمة صنعاء.
وحذرت منظمات الإغاثة من تدهور الأوضاع باليمن.
وقال هيرفي فيرهوسيل المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي: “الزيادة الأخيرة في الأنشطة العسكرية في الحديدة تهدد أمن عملياتنا الرامية لإنقاذ الأرواح”.
وأضاف أن البرنامج لديه من الحبوب ما يكفي لمساعدة 6.4 مليون من اليمنيين الأشد احتياجا وذلك لمدة شهرين ونصف الشهر، وأنه يستهدف الوصول إلى ثمانية ملايين شخص.
وقالت سارة الزوقري، المتحدثة باسم الصليب الأحمر، إن ما يقدر بنحو 3200 عائلة -أي ما بين 22 ألفا و28 ألف شخص- في حاجة ماسة للاحتياجات الأساسية، ومنها الطعام والماء والمأوى في الحديدة بعد أن فر كثيرون من القتال في المناطق الريفية.
وقالت الإمارات والسعودية مرارا إن السيطرة على الحديدة ستجبر حركة الحوثي على الجلوس إلى طاولة التفاوض من خلال قطع خط الإمداد الرئيسي لها. لكن هجوما سابقا على المدينة التي تتمتع بوسائل حماية كبيرة في يونيو/ حزيران لم يحقق أي مكاسب وأوقف التحالف القتال لإعطاء فرصة لمحادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
ولم تجر المحادثات بسبب عدم حضور وفد الحوثيين، واتهم الحوثيون التحالف بعرقلة سفر وفدهم في حين اتهمتهم الحكومة اليمنية بمحاولة إفساد المفاوضات.
إلى ذلك، عززت الإدارة الأمريكية، الأربعاء، دعوتها لوقف إطلاق النار في اليمنوقالت إن “المناخ مواتٍ” لعودة الأطراف المتحاربة لمحادثات سلام تدعمها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وكان وزير خارجية الولايات المتحدة، مايك بومبيو، ووزير دفاعها، جيمس ماتيس، قد حثا، الثلاثاء، على وقف الأعمال القتالية واستئناف المحادثات التي انهارت في سبتمبر/ أيلول في خطوة أشاد بها أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي ينتقدون وقوف الولايات المتحدة بلا حراك إزاء الحرب باليمن.
خلصنا إلى تقييم مفاده أن المناخ مواتٍ في هذا التوقيت للمضي قدما
وحث روبرت بالادينو، نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، الأربعاء، حركة الحوثي المتحالفة مع إيران على وقف الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة في السعودية والإمارات فورا، كما دعا التحالف الذي تقوده السعودية إلى وقف الضربات الجوية في مناطق سكنية باليمن.
وقال للصحافيين: “خلصنا إلى تقييم مفاده أن المناخ مواتٍ في هذا التوقيت للمضي قدما”.
وقال مصدر أمريكي قريب من الأمر إن من بين العوامل الرئيسية وراء هذه الدعوات التقدم الذي أحرزه المبعوث الأمريكي الخاص لليمن مارتن غريفيث خلال زيارة في سبتمبر/ أيلول إلى صنعاء، العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأضاف المصدر أن زعماء الحوثيين أبدوا في ذلك الوقت اهتماما بالمشاركة في محادثات يريد غريفيث إجراءها في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتابع المصدر قائلاً إن الحوثيين “يريدون أن يكونوا حاضرين” مضيفا أن الحرب وشبح حدوث مجاعة وشيكة والوضع الاقتصادي الصعب وتزايد الاستياء العام “ليست في صالحهم أيضا”.
وقال ماتيس، الذي دعا، الثلاثاء، لوقف إطلاق النار في غضون 30 يوما، إنه يبدو أن السعودية والإمارات مستعدتان لدعم مساعي غريفيث للتوصل لتسوية يجري التفاوض عليها.
زعماء الحوثيين أبدوا في ذلك الوقت اهتماما بالمشاركة في محادثات يريد غريفيث إجراءها في نوفمبر
وذكرت مصادر عسكرية محلية، الأربعاء، أن التحالف الذي تقوده السعودية حشد آلاف الجنود قرب مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية باليمن في خطوة للضغط على الحوثيين للعودة للمحادثات.
وقال المصدر الأمريكي إن من بين العوامل الرئيسية الأخرى وراء الدفعة الجديدة للمحادثات حالة الغضب بين أعضاء الكونغرس سواء الديمقراطيين أو الجمهوريين، واستيائهم المتزايد إزاء ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين نتيجة الحملة الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على الحوثيين.
وتزايدت هذه المشاعر إثر مقتل الصحافي السعودي البارز، جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، وكان خاشقجي كاتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست ومقيما بالولايات المتحدة ومنتقدا للأمير محمد بن سلمان ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية.
وأشادت جين شاهين، الديمقراطية بمجلس الشيوخ، وتود يانغ، الجمهوري بالمجلس، واللذان عملا معا على تشريع يتعلق باليمن بما وصفاه “بنشاط دبلوماسي تأخر عما كان ينبغي”.
وقالت شاهين: “كان ينبغي للولايات المتحدة أن تستخدم منذ فترة نفوذها للمساعدة في إنهاء هذه الحرب المروعة”.
وقال يانغ إنه يعتزم طرح تشريع ينهي إعادة التزويد الأمريكي بالوقود في الجو لطائرات التحالف السعودي باليمن، عندما يعود مجلس الشيوخ للانعقاد بعد انتخابات التجديد النصفي في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني.
المصدر : (رويترز)