العنصرية تحولت إلى التيار الرئيسي في إسرائيل

 

الحملات العنصرية في تل أبيب والرملة والعفولة قبل الانتخابات المحلية تبرهن على ترسخ العنصرية كوسيلة دعائية شرعية. أجل، مئير كهانا كان في السابق، كذلك بنيامين نتنياهو مع الفيلم القصير «العرب يتدفقون بجموعهم إلى صناديق الاقتراع» في 2015، ما قيل في الماضي بالهمس يقال الآن بصوت عال، دون اعتذار، على طول البلاد وعرضها. مثلما شخص مدمن يعود المرة تلو الأخرى إلى الصراف الآلي للمخدرات، فإن المرشحين ومستشاري دعايتهم أدمنوا على الطعم الحلو للتحريض والتطوير المستمر للمخاوف. إذا كان هذا هو مقدمة للحملة الانتخابية للكنيست في السنة القادمة، فمطلوب أن يكون هناك رد شديد ـ ليس من جانب مواطنين يخافون على الديمقراطية فحسب، بل من سلطات القانون المسؤولة عن التعامل مع التحريض.
قائمة جزئية من حملة الانتخابات الحالية: في حملة الليكود في تل أبيب جاء ضمن أمور أخرى «إما نحن أو هم ـ المدينة العبرية أو «م.ت.ف»، «إما نحن أو هم ـ المدينة العبرية أو مدينة المتسللين»، «إما نحن أو هم ـ تعليم صهيوني أو نحطم الصمت في المدارس».
هذه الرسائل وجدت تعبيرها في الدعاية الانتخابية، في تعليقات في الشبكات الاجتماعية وفي الرسائل القصيرة التي وصلت لسكان تل أبيب. في فيلم مرافق ظهرت أعلام فلسطين في شوارع المدينة مع كتابات: «إما نحن، الليكود، الذي سيبقي تل أبيب ويافا في إسرائيل، وإما أحزاب تؤيد الفلسطينيين تريد يافا إسلامية ودولة متسللين في الجنوب». المسؤول: رئيس قائمة الليكود في المدينة، ارنون جلعادي.

ما كان يقال في السابق همساً يعلن الآن بصوت عال والسلطات لا توقف التحريض

في الرملة حذرت دعايات للبيت اليهودي ـ ظهرت فيها امرأة محجبة وخلفها شموع السبت والنبيذ المقدس ـ من الزواج المختلط بين العرب واليهود. ومثلما في حالات أخرى في التاريخ، فإن التحذيرات تركزت على «اختطاف» نساء من قبل «آخر» قاتم اللون. «مئات حالات الذوبان في الرملة ولا أحد يهتم. غداً يمكن أن تكون هذه ابنتك»، كتب أسفل الإعلان إلى جانب الشعار الانتخابي «فقط بيت يهودي قوي سيحافظ على الرملة يهودية». المسؤول: رئيس القائمة هرئيل شوهم.
في العفولة قاد أحد المرشحين لرئاسة المدينة، آفي الكباتس، حملة اقترح فيها جباية رسوم على زيارة المتنزه ممن ليسوا مواطنين لمنع «احتلال المكان». وحتى أنه تعهد بالحفاظ على «لون» المكان ومحاربة «مدينة مختلطة». في حيفا أرادت قائمة البيت اليهودي تشكيل قائمة من تجار يهود من أجل التسهيل على الشراء منهم.
«أولاالأخوة، وبعد ذلك أبناء العم»، شرح رئيس القائمة يوآف رماتي. في أعقاب المطالبة بإلغاء القائمة، تراجع أعضاء الحزب عن خطتهم. في الأسبوع الماضي تلقى سكان كثيرون في المدينة بيانًا في رسالة قصيرة دعاهم للتصويت للبيت اليهودي، «إذا كانت سيطرة سكان الوسط (العربي) وهروب الشباب اليهود تخيفك». حسب الحزب فإن الرسالة القصيرة مزيفة. أول أمس تلقى سكان كفار سابا بيانًا غير موقع جاء فيه «غدًا سنطهر كفار سابا من اليساريين! لا تصوتوا للأحزاب اليسارية». يجب أن نضيف إلى كل ذلك حملة جمعية اليمين «المنتدى الجماهيري» التي دعت إلى عدم التصويت للمرشحين الذين يستعينون بـ «صندوق إسرائيل الجديد». «لن نسمح للصندوق الجديد بتدمير حياتنا والمدينة»، كتب في الفيلم القصير الذي يعرض إسرائيل في عام 2048، وفيه رئيس الحكومة هو أحمد الطيبي، ورئيسة الدولة هي زهافا غلئون، وكتب التوراة أصبحت غير قانونية.
المسؤول: ايتي غرانك، نشيط في البيت اليهودي. السم يسري، إعلان نشر في الخضيرة جاء فيه أن الصندوق الجديد يمول أحد القوائم ـ «حزب اليسار المتطرف والحركة الإصلاحية». غرانك هو جزء لا يتجزأ من البيت اليهودي، وقال في السابق إن نشاطه في المنظمة الجديدة ليس منسقًا مع رؤساء الحزب، ولكن حتى قبل بضعة أشهر وقف على رأس منظمة عليا للجمعيات المتدينة التي تعمل في المدارس العلمانية. رؤساء الجمعيات يتماهون مع البيت اليهودي. التمييز بين المستوى السياسي و«المنتدى الجماهيري»، «إذا شئتم» ومنظمات مشابهة، هو تمييز مضلل ومصطنع: الحديث يدور عن وجهين للشيء نفسه.
الرد على الحملة العنيفة لغرانك يثير المخاوف من أن الفيروس اخترق النظام الديمقراطي. وبدلاً من قول الأمر المناسب بأن الصندوق الجديد هو منظمة شرعية وهامة، فإن جزءًا من «المتضررين» اختاروا التوضيح بأنه لا علاقة لهم بالحملة. عن دفاع جبان كهذا يجب دفع الثمن في صناديق الاقتراع. صوت المدعية العامة للدولة المسؤولة عن معالجة التحريض، لم يسمع في الانتخابات المحلية. تحت قيادة اييلت شكيد وبنيامين نتنياهو ليس من المؤكد أن صوتها سيسمع حتى في انتخابات الكنيست. تحولت العنصرية إلى تيار عام، ويبدو أنها أصبحت مكتملة.

أور كشتي
هآرتس 31/10/2018

قد يعجبك ايضا