علاقة ترامب مع ولي العهد السعودي تحت الضغط والتدقيق

وهج 24 : لم يصدر عن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أي بوادر تشير إلى سحبه الدعم عن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رغم تزايد الأدلةعلى تورطه في مقتل الصحافي، جمال خاشقجي، وتصاعد المعارضة على سياسة الرئيس داخل الحزب الجمهوري.
واستمر ترامب في التعبير عن الشك من تورط ولي العهد قبل صدور تقرير متوقع بشأن استنتاجات المخابرات المركزية حول وفاة الصحافي، جمال خاشقجي، الذي يقال إن ولي العهد أصدر الأمر بقتله.
ولم يعلق ترامب بشكل واضح عندما سئل في مقابلة ” فوكس نيوز صنداي” حول احتمال أن ولي العهد قد كذب عليه عندما نفى تورطه في وفاة خاشقجي إذ قال: “لا أعرف، من يعرف، من يستطيع أن يعرف حقا، ولكن يمكنني أن أقول إن لديه الكثير من الاشخاص الذين قالوا إنه لم يكن يعلم بما حدث”.

بغض النظر عن النتائج الواردة في تقرير، الثلاثاء، أشار عدد من أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية قد تغيرت بشكل أساسي نتيجة لقتل خاشقجي

وسلط ترامب الضوء على أن بن سلمان نفى بشكل مباشر تورطه في وفاة خاشقجي حوالي خمس مرات، وأشار ترامب مراراً إلى هذا الإنكار على الرغم من تزايد الثقة في وسط مجتمع المخابرات وصناع السياسة في الكونغرس من كلا الحزبين على تورط بن سلمان في قتل خاشقجي.
وقررت وكالة المخابرات المركزية، وفقا لتقارير متعددة، أن ولي العهد أمر بقتل خاشقجي، وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن التقييم يستند على مصادر متعددة الذكاء تتمتع بثقة عالية، بما في ذلك مكالمة بين شقيق ولي العهد، خالد بن سلمان وخاشقجي.
وقال ترامب للصحافيين، السبت، إنه “سابق لأوانه” القول بأن وكالة المخابرات المركزية توصلت إلى نتيجة، وأضاف إن ادارته ستصدر تقريراً حول هذه المسألة، الثلاثاء.
وانتقد ترامب السعوديين في بعض الأحيان بسبب وفاة خاشقجي، وفي بعض الأحيان دفاعاً عن بن سلمان، وقد أعرب الرئيس عن تردده في تعريض العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية للخطر، في الوقت الذي أدان فيه مقتل الصحافي وانتقد ما وصفه بأنه “أسوأ محاولة للتغطية على الإطلاق”.
وأصدرت الولايات المتحدة عقوبات على 17 سعوديا لدورهم في قتل خاشقجي، وألغت تأشيرات بعض المسؤولين الذين لديهم ارتباطات مع الحادث.
ورفض السيناتور روي بلانت من لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاقتراح الذي قدمه مستشار أوباما السابق، بن رودس، بأن ترامب يتجاهل المعلومات الاستخبارية الأمريكية للتغطية على الزعيم السعودي.
وبغض النظر عن النتائج الواردة في تقرير، الثلاثاء، أشار عدد من أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية قد تغيرت بشكل أساسي نتيجة لقتل خاشقجي.
وأكد السيناتور ليندسي غراهام في “لقاء مع الصحافة” أنه من “المستحيل” بالنسبة له أن يعتقد أن ولي العهد لم يتورط في عملية القتل مشيرا إلى أن السعودية ستعاني لفترة طويلة على المسرح الدولي جراء ذلك.
وقال غراهام: “السعودية حليف مهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بولي العهد فهو غير عقلاني ومزعج، وأعتقد أنه الحق الكثير من الضرر بالعلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، وليس لدي أي نية للعمل معه مرة أخرى”.
وكان غراهام وغيره من الجمهوريين متسقين في اعتقادهم بأن ولي العهد كان له يد في وفاة خاشقجي، وضغطوا على ترامب لاتخاذ موقف متشدد ضد المملكة ردا على ذلك.
وقال السيناتور راند بول “أعتقد أن الأدلة غامرة بأن ولي العهد كان متورطا، ولذا لا اعتقد أننا يمكننا أن نخفي هذا الأمر تحت السجادة”.

المصدر : القدس العربي