وول ستريت جورنال: انقسام واضح بين البيت الأبيض والكونغرس حول بن سلمان

 

وهج 24 : يرى مايكل غوردون في صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مسار سياسة ترامب باتجاه السعودية بات عسيرا. وتحدث عما تعنيه النتيجة التي وصلت لها المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) والتي ترى تورط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بدرجة عالية في جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي الشهر الماضي.

ترامب لا يبدي أي نية لسحب دعمه للحاكم الفعلي للسعودية… والمشرعون البارزون لن يكونوا متسامحين

ويعتقد أن هذه النتيجة تعتبر أكبر تحد تواجهه إدارة ترامب في سياستها مع الرياض. ولم يظهر لا الرئيس ترامب ولا مساعديه أي نية عن سحب دعمهم عن الحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان. لكن المشرعين البارزين لم يكونوا “مسامحين” بنفس الدرجة، وهناك انقسام متزايد بين البيت الأبيض فيما يتعلق بشريك الإدارة الشرق أوسطي. وقال بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ “كل شيء يشير إلى ولي العهد السعودي، م ب س” وأنه من أمر بالقتل.

وقال في تغريدة على تويتر يوم السبت: “يجب على إدارة ترامب تحديد المسؤولية قبل أن يعدم (م ب س) الرجال الذين نفذوا أوامره”. وقال غوردون إن  السؤال القائم يتعلق فيما إن كان  البيت الأبيض سيرد على الضغوط المتزايدة من الكونغرس بتعديل استراتيجيته من السعودية أو يواصل دعمه اللامحدود لولي عهدها.  خاصة بعد مقتل خاشقجي والقلق المتزايد من التدخل العسكري السعودي في البلد الجار اليمن.

وقال جون أولترمان، من المركز الاستراتيجي للدراسات الدولية “أعتقد أن السعودية ستتحول إلى هراوة سيلوح بها الديمقراطيون في وجه ترامب وسياسته الخارجية العام المقبل” و”سيكون هناك دعم من بعض الجمهوريين ولكنني لا أعرف إن كان كافياً لتمرير تشريعات، وأياً كان الحال فتحول السعودية لـ”كيس لكمات” سيكون صادما للسعوديين الذين ليس لديهم بديل جيد عن العلاقة مع الولايات المتحدة”.

وكانت السعودية المحطة الأولى في زيارته الخارجية بعد دخول البيت الأبيض وفي إشارة عن أهميتها رشح في الأسبوع الماضي جنرالا متقاعدا بأربع نجوم لكي يكون سفيرا في الرياض. وهو جون أبي زيد، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط.

ويرى الكاتب أن هناك عدة  أسباب تجعل السعودية بارزة في حسابات البيت الأبيض منها  العدو الإيراني المر، وكون السعودية حليفاً مهماً للحد من التأثير الإيراني بالمنطقة. ويتطلع البيت الأبيض إلى السعودية لدعم خطة السلام الإسرائيلية- الفلسطينية إن كان سيكشف عنها. وتحدث جاريد كوشنر، مستشار ترامب عدة مرات مع ولي العهد محمد بن سلمان. بالإضافة لمنظور صفقات السلاح المربحة التي تعهدت السعودية بتوقيعها وشرائها من الولايات المتحدة، وهي سبب دائما ما يظهر في تصريحات ترامب. ونتج عن هذه المصالح وضع غير مريح للتوازن والذي حاولت إدارة ترامب موازنته في ظل التقييمات المتعددة من خبراء الشرق الأوسط والآن تقييم “سي آي إيه” من أن محمد بن سلمان هو الذي أمر أو علم بقتل خاشقجي.

وتمسكت الإدارة بموقفها وأسلوب ردها على أي كشف يتعلق بالجريمة. فقد نفت المتحدثة باسم الخارجية هيذر نوريت، أن تكون الحكومة الأمريكية قد توصلت إلى تقييم نهائي وعلاقة القيادة السعودية بالجريمة. وقال ترامب قبل محادثته مع جينا هاسبل، مديرة سي آي إيه: “لدينا حليف مهم في السعودية” و”أعطونا الكثير من الصفقات وأنا رئيس وعلي التفكير في كل الاعتبارات”. وبعد مقاطعة العديد من مدراء الشركات المؤتمر ااستثماري في الرياض لا يزال عدد من الشركات الكبرى يحتفظ بعلاقات مهمة.

إلا أن عددا من  المشرعين يرى أن العلاقة تعتبر عبئا وتهمة وليست منفعة. فالقلق المتزايد من الحرب الكارثية  في اليمن والقمع المتزايد ضد المعارضين للنظام السعودي والأدلة المتواترة عن تهور ولي العهد أدى لتنفير المشرعين في الكونغرس حتى من عبر حماس كبير للدفاع عن المصالح السعودية ولديه مواقف متشددة من إيران.

وبالنسبة للكونغرس فمقتل خاشقجي والتحقيق السعودي الذي برأ ولي العهد كان القشة الأخيرة. وكانت نتيجة لهذا هو قيام ليندزي غراهام السيناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا وبوب مينينديز، السيناتور الديمقراطي عن نيوجيرسي، بتقديم مشروع قرار لتعليق صفقات السلاح إلى السعودية في محاولة لفرض حل سياسي في اليمن. ودعا السيناتور الإدارة لتعليق المحادثات التي يجريها البيت الأبيض مع السعودية بشأن إنشاء مفاعلات نووية للاستخدام المدني.

ويعتقد غوردون أن تقييم “سي آي إيه” الأخير يعني أن السعودية ستظل في مركز اهتمام الكونغرس. وقال كوركر الأسبوع الماضي إنه طلب مقابلة مع جينا هاسبل، مديرة” سي آي إيه” ووزير الخارجية مايك بومبيو والدفاع جيمس ماتيس. وطلب منهم الصراحة في موضوع الرد على السعودية في ظل المطالب المتزايدة “داخل مجلس الشيوخ”.

وعبر بروس ريدل، الزميل في معهد بروكينغز عن أمله من رد جراء الضغوط المتزايدة بما في ذلك التهديد بحظر تصدير قطع الغيار لسلاح الجو السعودي بشكل يؤدي لتعطله. وقال: “أدى مقتل خاشقجي إلى تحفيز التعاون بين الحزبين من أجل وقف حرب اليمن” مشيرا إلى أن آخر مقالة نشرها خاشقجي طالبت بوقف الحرب من أجل اليمنيين والسعوديين على حد سواء “وهو المكان المناسب لتخليد ذكراه”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا