2018: سنة الغزو الداخلي..!

أ.د. بهيجة بهبهاني

 

تكاتف اهل الكويت جميعهم، من كل الطوائف والقبائل والانتماءات، في فترة الغزو العراقي الغاشم عام 1990 صفا واحدا خلف قيادتهم الشرعية، حيث تمسكوا بقوة بشرعيتهم ودافعوا بشراسة عن وطنهم من أجل تحريره من الغزاة، وقد سجل التاريخ للحكومة حينها سياستها الحكيمة وقدرتها الفائقة في حشد التأييد الدولي غير المسبوق، وبناء عليه تدخلت الدول الكبرى لدعم الحق الكويتي وتم بذلك تحرير الكويت. وفي فترة الغزو الغاشم انطلق الشعب الكويتي الصامد مواجها الجيوش الغازية بكل قواه، وبكل ما يملك، فتشكلت فرق المقاومة في كل مناطق الكويت وكانت تزود اهالي المنطقة بالطعام والماء والمال حرصا على استمرارية حياتهم، واصبحت حياة هؤلاء الصامدين مرهونة بقدرتهم على مقاومة جيوش الاحتلال الذين اباحوا لأنفسهم، من دون رادع من اخلاق او ضمير، سلب الارواح من الاجساد وسرقة الممتلكات وتدمير الاخضر واليابس بالبلاد..
وما أشبه دمار اليوم بدمار البارحة، فقد تعرضت الكويت مؤخرا الى غزو داخلي من قبل بعض الشركات، حيث نجحت – وغالبا بالواسطة – بالحصول على مناقصات بملايين ومليارات الدنانير لإعمار البلاد، الا ان نفسها الامارة بالسوء، جعلتها تخون الامانة المكلفة بها وتعمل على اقامة منشآت وبناء مدن وطرق بالدولة بأسوأ المواصفات واقل المواد سعرا، لكي تربح الملايين من دون اعتبار لسلامة المواطنين والمقيمين.. ولم تكلف تلك الشركات نفسها عناء البحث واعداد دراسات الجدوى للمشاريع المكلفة بها، فكانت النتيجة الحتمية هي اعادة مآسي الغزو عام 1990م، فمات مواطن وتهدمت الجسور وانقطعت الكهرباء وانهارت البيوت وداهمتها الامطار وتكسرت الشوارع بسبب السيول الجارفة، وخرج المارد الكويتي – كعادته في الازمات والكوارث – من القمقم وصارع بكل قواه ذلك الدمار، وذلك بالتعاون مع الشباب الكويتي في عدة مؤسسات حكومية هي الجيش الكويتي والحرس الوطني ووزارة الداخلية والدفاع المدني وادارة الاطفاء ووزارة الاعلام، وكذلك قام الشباب الكويتي متطوعا بتقديم المساعدة للمواطنين والمقيمين والذين تضرروا من غزارة الامطار ومن دون فترات راحة لفترة تتجاوز 48 ساعة. وبهذا يا حكومة هل اقنعكم الشاب الكويتي بانه مبدع في عمله ومتميز في انجازه؟

 

قد يعجبك ايضا