ليبيا: معارك عنيفة في محيط مطار طرابلس… ولا أفق لحل سياسي

 

وهج 24 : استؤنفت  الخميس المعارك بعنف في جميع المحاور جنوب العاصمة الليبية طرابلس وشرقها، بعد هدوء نسبي خلال الأيام الماضية. وأفادت مصادر في طرابلس في اتصالات هاتفية، أن الاشتباكات الأعنف جرت في محيط مطار طرابلس الدولي، والذي توقف تسيير الرحلات منه وإليه منذ 2014. واندلعت منذ صباح أمس اشتباكات عنيفة بين قوات جيش الشرق الذي يقوده من قاعدة «الرجمة» القريبة من بنغازي، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، من جهة، وقوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، من جهة ثانية، مع سماع تحليق للطيران الحربي فوق مناطق الاشتباك. وكانت أصوات القذف المدفعي تُسمع في تخوم العاصمة، وخاصة في محور الرملة القريب من المطار الدولي، ومنطقة مشروع الهضبة، مع تكاثف طلعات الطيران في مناطق القتال. كما سُمع قصف شديد بالمدفعية الثقيلة في منطقة الخلة بعد اندلاع اشتباكات قوية بين قوات تابعة لحفتر وأخرى مؤيدة لحكومة الوفاق.

دبلوماسيون أمريكيون: السيسي طلب من ترامب دعم حفتر

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أمس عن نشر جراحين عامين وجراح أوعية دموية في مستشفى بالقرب من طرابلس، منوهةً إلى أن مستشفيات الخطوط الأمامية في ليبيا تساعد فرق الطوارئ الطبية التابعة للمنظمة على مواجهة تدفق الجرحى والذين بلغ عددهم أمس 1332 جريحا إلى جانب 278 قتيلا طبقا لإحصاءات غير مكتملة.
دبلوماسيا أوضحت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية أمس، نقلا عن ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين مطلعين على الملف الليبي أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أبلغ اللواء حفتر خلال محادثاتهما الهاتفية يوم 15 أبريل/ نيسان الجاري، والتي لم يُعلن عنها رسميا إلا بعد أربعة أيام من إجرائها، دعمه لهجومه على طرابلس للإطاحة بحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة. وأكد الدبلوماسيون الثلاثة أن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، جون بولتون، أجرى أيضا مكالمة هاتفية مع حفتر قبل ذلك، ملمحا إلى وجود ضوء أخضر أمريكي للهجوم على طرابلس. وكشفت مصادر مطلعة النقاب عن أن الرئيس الأمريكي، ترامب، أيد هجوم قوات حفتر على العاصمة طرابلس، بتوصية من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي. وأشارت «بلومبيرغ» إلى أن محادثات ترامب مع حفتر جاءت بعد أن استقبل الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، يوم 9 أبريل/ نيسان، الرئيس المصري. وأفادت الوكالة، استنادا إلى مصدرين مطلعين على فحوى اللقاء، أن السيسي حث ترامب على دعم حفتر، وهو ما فعله عندما اتصل بهذا الأخير هاتفيا.
وشكل هذا التطور ارتدادا في موقف الولايات المتحدة من الأحداث في ليبيا، إذ أكدت في وقت سابق عبر قنوات عدة رفضها الشديد للحلول العسكرية، محذرة من تداعيات الهجوم على العاصمة طرابلس، كما جددت الدعم لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا. لكن ترامب لم يخاطب السراج، واكتفى بالاستجابة لـ«نصيحة» السيسي. أما الموقف الروسي فبات أميل إلى دعم الحلول السلمية، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف أول من أمس الأربعاء، في كلمته أمام مؤتمر موسكو حول الأمن الدولي، وأكدته أمس الخميس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، التي أعلنت أن روسيا مستعدة للمساهمة في التوصل إلى تسوية سلمية في ليبيا، باستخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية. وأضافت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي «موقفنا لم يتغير. نحن نأمل التوصل إلى تسوية سلمية في ليبيا، باستخدام الأساليب السياسية والدبلوماسية، بعيدا عن العنف، وقد عبرنا مرارًا وتكرارًا وبالتفصيل عن النهج الذي نتبعه في هذه المسألة».

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا