فرنسا: هل يقود برنار كازنوف الحزب الاشتراكي الجريح في انتخابات 2022؟
وهج 24 : بعد النكستين التاريخيتين التي مُني بهما في الانتخابات الرئاسية والتشريعية عام 2017، تعرض الحزبُ الاشتراكي الفرنسي لهزيمة مدوية جديدة فيانتخابات البرلمان الأوروبي التي أجريت يوم الأحد المنصرم بحصول قائمته على نحو 6 في المئة فقط من أصوات النّاخبين، وذلك استمرار اليسار الفرنسي في التشرذم.
وفي مواجهة هذا الوضع الحساس للغاية الذي يضع مستقبل أعرق حزب فرنسي على المحك، خرج رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق برنار كازنوف عن صمته ودعا إلى ضرورة توحد اليسار الفرنسي؛ مشدداً على أنه لم يعد مسموحاً تعريض الجمهورية والديمقراطية لخطر المواجهة بين حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان وحركة الرئيس إيمانويل ماكرون الجمهورية إلى الأمام الحاكمة.
وقال كازنوف – أحد المقربين من الرئيس السابق فرانسوا أولاند-إنه على اليسار: “ تشكيل قوة اجتماعية وبيئية تمنح فرنسا الأمل، باعتبار أن ذلك هو الطريق الذي يجب على أولئك الذين يؤمنون باليسار الإنساني سلكه الآن أكثر من أي وقت مضى”.
وتحدثت صحيفة “لوبارزين” الفرنسية عن أن رئيس الوزراء الاشتراكي السابق يعتزم لعب دور في إعادة بناء عائلته السياسية، ولما دور البطولة.
كما كشفت اليومية الفرنسية أن برنار كازنوف جمع قبل أشهر فريقاً مصغراً من أقرب المقربين منه من أجل إعادة البناء؛ حيث تعمل مجموعات من المنتخبين المحليين و الخبراء بشكل سري في هذا الإطار حول جملة من القضايا، بما فيها القضايا الاجتماعية والبيئية.
والأسبوع الماضي، أكدت “لوبارزين” أن كازنوف يجري مشاورات مكثفة في الوقت الحالي، وأنه يستعد لما بعد انتخابات البرلمان الأوروبي يوم السادس والعشرين مايو/أيار الجاري. ويؤكد النائب البرلماني الاشتراكي السابق جيل سافاري للصحيفة أن تم التواصل معه.
وقال وزيرٌ سابقٌ للصحيفة الفرنسية: “ برنار كازنوف ذهب للبحث عن أصحاب الكفاءات من اقتصاديين و نقابيين. كما أنه التقى بكل أولئك الذين تخلوا عن الرئيس السابق فرانسوا أولاند في أوج فترة حكمه. إنه يعمل”.
كما يؤكد عدد من القيادات والمنتخبين في الحزب الاشتراكي أن رئيس الوزراء السابق ووزير الداخلية قبل ذلك؛ ينوي إطلاق “ناديه” هذا الصيف، نقلاً عن أسبوعية “لوجورنال دو ديمانش”.
غير أن الرئيس السابق فرانسوا أولاند، كان قد أكد الأسبوع الماضي في حوار تلفزيوني، أنه لم يتخل عن السياسة وأنه “مستعد لخدمة بلده” إذا لزم الأمر. فهل يعني ذلك أننا قد نكون أمام مواجهة بين أولاند وكازنوف في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي، لاختيار مرشحه في الانتخابات الرئاسية عام 2022؟
رداً على هذا السؤال؛ نقلت “لوجورنال دو ديمانش” عن قياديٌ بارز في الحزب قوله: “ برنار كازنوف رجل مخلص، و يعلم أنه لا يمكنه مواجهة أولاند. ولكنه يقول إنه في حالة لم يترشح الرئيس السابق، فإن يمكنه في هذه الحالة خوض السباق”. ويقول مقرب من رئيس الوزراء السابق أن الرجلين يتحدثان مع بعضهما البعض وأن ذلك سيتمخض عنه “اتفاق شرف”.
المصدر : القدس العربي