جمعة رجب ولاء وانتماء وجهاد

زهراء العرجلي  …..

 

جمعة رجب يومٌ لم يكن عند أهل اليمن كسائر الأيام، بل هو يومٌ حمل لهم الإيمان والقرآن ومكارم الأخلاق، يومٌ سكنت فيه النفوس بالإيمان، وأنيرت القلوب بنور آيات القرآن العظيم.
إنه عيدُ دخول اليمانيين الإسلام على يد أعظم رجلٍ بعد رسول الله، حين جاءهم الإمام عليّ داعيًا إلى الإيمان، فلبَّوه بالنفس والمال. فقال عنهم رسول الله: “الإيمان يمان، والحكمة يمانية، أتاكم أهل اليمن أرقُّ قلوبًا وألينُ أفئدة”. فعمَّروا بيوتهم بالإيمان، وجعلوا زادهم هدى الله، وناصروا دينه.

وفي كل عامٍ، يحيي اليمانيون عيدَ جمعة رجب، تغمرهم الفرحة وتكسوهم البهجة، يحتفلون به بالجهاد، وبالرجوع إلى القرآن وتطبيق آياته، وبالتولي لأولياء الله ومعاداة أعدائه، وبالذكر والتسبيح، والبرِّ والإحسان وزيارة الأرحام، وترسيخ قيم الإيمان ومبادئه في قلوب الأجيال. هكذا يحيي اليمانيون جمعةَ رجب من كل عام.

﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾.
في جمعة رجب، لبس اليمانيون حُلَّةَ الإيمان، فعادوا إلى بيوتهم حاملين على أكفِّهم الهوية الإيمانية، تلك الهوية التي تُعرِّفك: مَن أنت؟ وإلى مَن تنتمي؟ هل أنت إنسان له هوية وانتماء، أم مجرد شخص ضائع تائه لا هدف له في الحياة سوى اللهو واللعب؟
فالهوية الإيمانية تعني إيمانًا يبدأ بالله وينتهي بمواجهة أعدائه، تعني الحفاظ على طهر القلب وسلامة الإيمان، وتعني تزويدك بأمتن حصانة تجاه مكائد الأعداء، وهي هوية تكسبك القوة والعزة، والرفعة والعظمة، هوية تَحقِّق لحاملها خيرَ الدنيا والآخرة، بها تتحقَّق الغاية من وجودك على هذه الأرض، ومنها تبني حاضرَك ومستقبلك.

فما دورنا تجاه هذه الهوية؟ هل نتمسّك بها ونحافظ عليها، أم نفرط فيها ونستبدلها بهوية أخرى تجعل منا ـ بعد أن كنا أعِزَّة ـ أذلة؟!
حاشا لله أن نستبدل هويتنا الإيمانية بهوية شيطانية! سنتمسّك بها، ونتحرك على أساسها، ونربّي الأجيال ليحملوها بإيمان أكبر ويقين أعظم. وكما أثبت الواقع والحاضر أن الشعب الوحيد الذي حمل الهوية الإيمانية وجسَّدها قولاً وعملاً هو الشعب اليمني، فسيُثبت المستقبل أن الأجيال القادمة ستحملها بعزيمة أشد، وإيمان أرسخ، وثقة بالله أعظم، وسيحققون بتمسكهم بها النصر الأعظم.

وهذا من أعظم ما يغيظ الأعداء؛ لقد أرادوا تجريد الأمة الإسلامية من قيمها ومبادئها وهويتها، وظنوا أنهم قد نجحوا، فاعتدوا على المقدسات ودنّسوها وأساءوا لكتاب الله العظيم. لكن جاء اليمن ليثبت للعالم أجمع، وتزامنًا مع جمعة رجب، ليُظهر تمسكه بمبادئه وقيمه وقرآنه، ثار ليعلن أن الإيمان صلاة وتمسك، وصوم وجهاد، وزكاة ومواجهة، وأنه لا خير في إسلام لا يحركك لمواجهة أعداء الله والدفاع عن كتابه ونصرة دينه.

فقوموا يا شعب الإيمان، وجسِّدوا تمسككم بهويتكم بالجهاد في سبيل الله، أعلنوا النفير والغضب، وأثبتوا للعالم أنه لا مكان فيه لمن اعتدى على ديننا وقرآننا ومقدساتنا. فإننا شعب الجهاد، وسنجاهد أعداء الله، شعب الانتصار، وسننتصر عليهم بفضل الله. أعدّوا لهم ما استطعتم من قوة، وقوموا فاتحين مُلبِّين، وسيفتح الله على أيديكم، ويمدكم بالنصر المبين.

#كاتِبات_الثورة_التحرُرية
#الإتحاد_العربي_للإعلام_الإكتروني
#الحملة_الدولية_لفك_الحصار_لمطار_صنعاء_الدولي

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا