المسلم والمسيحي والسامري إخوة رغم الحاقدين علاقة تجمعهم منذ آلاف السنين… ولن يضربها جهل الجاهلين وصنّاع الفتن .. فلسطين للجميع

بقلم: د. تيسير فتوح حجه  …..

الأمين العام لحركة عداله
منذ آلاف السنين، وعلى هذه الأرض المقدسة، تشكّلت هوية فلسطين الجامعة، لا بهوية دين واحد ولا بطائفة واحدة، بل بفسيفساء إنسانية أصيلة جمعت المسلم والمسيحي والسامري في علاقة أخوّة وحياة ومصير مشترك. علاقة لم تكن طارئة ولا شكلية، بل قامت على العِشرة، والجوار، والعمل المشترك، وحماية الأرض في مواجهة الغزاة والطامعين.
فلسطين لم تكن يومًا ساحة صراع ديني بين أبنائها، بل كانت وما زالت ساحة صراع بين الحق والباطل، بين صاحب الأرض ومن يسعى لاقتلاعها. المسلم لم ينظر إلى المسيحي كغريب، ولا المسيحي رأى في المسلم خصمًا، ولا السامري عاش خارج النسيج الوطني. الجميع أبناء هذه الأرض، يشربون من ذات الماء، ويصلّون على ذات التراب، ويحملون الوجع ذاته والحلم ذاته.
ومن هذا الفهم الوطني العميق، تنطلق حركة عداله في موقفها الثابت والواضح، بأن وحدة الشعب الفلسطيني، بكل مكوناته الدينية والثقافية، هي خط أحمر لا يجوز المساس به. ترى حركة عداله أن التنوع الديني في فلسطين ليس عبئًا، بل ثروة وطنية وأخلاقية، وأن أي خطاب إقصائي أو تحريضي إنما يخدم الاحتلال بشكل مباشر، مهما لبس من شعارات أو تبريرات.
إن حركة عداله تؤكد أن الصراع مع الاحتلال هو صراع تحرر وطني وعدالة تاريخية، لا صراع أديان، وترفض رفضًا قاطعًا الزجّ بالدين في معارك الفتنة الداخلية. فالمحتل لا يفرّق بين مسجد وكنيسة ومقام سامري، ولا يميّز بين مسلم ومسيحي وسامري، وكل محاولات التقسيم الداخلي ليست سوى أدوات لإضعاف الموقف الفلسطيني وتمزيق وحدته.
لقد حاول صُنّاع الفتن عبر التاريخ دقّ إسفين الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، مستندين إلى الجهل، والتحريض، وتزييف الوعي، لأنهم يدركون أن وحدة الفلسطينيين هي الخطر الحقيقي على مشاريعهم. إلا أن هذه المحاولات فشلت، وستفشل، أمام حقيقة راسخة: ما جمعه التاريخ والدم والمصير، لا تفرّقه خطابات مأجورة ولا عقول مريضة.
وتشدد حركة عداله على أن فلسطين وطن جامع لكل أبنائها، لا يُختزل بدين، ولا يُدار بمنطق الغلبة، بل بمنطق الشراكة والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات. فالوطن الذي يتسع لتاريخه المتعدد، هو الأقدر على حماية
مستقبله..
ستبقى العلاقة بين المسلم والمسيحي والسامري علاقة أخوّة متجذّرة في عمق التاريخ الفلسطيني، عصيّة على الكسر، لأن ما بناه آلاف السنين من العيش المشترك، لن تهدمه فتن عابرة ولا مؤامرات مدروسة. وستبقى فلسطين للجميع، حرة موحدة، رغم أنف الحاقدين، ورغم كل صُنّاع الفتن.

الكاتب من فلسطين

قد يعجبك ايضا