نريدها فعلاً سنة «جديدة»

محمد ناصر السنعوسي

 

عند نهاية كل عام، نكرر التمنيات نفسها التي لم تتحقق في العام الذي مضى، وما قبله، وما قبل قبله.. ومع التكرار تتراكم خيبات الأمل، بات رجاء المواطنين أن يبقى شيء من الوطن بعدما تآكل على يد السياسيين. لكن الفارق بين العام الفائت والعام المقبل كبير جداً، كوننا ملأنا الفراغ برئيس وزراء ووزارة جديدة، الأمل في الغد الأفضل في وزارة ما.. إنما بمدى قدرة الوزارة الجديدة على الاستجابة لمطالب الشعب.. والإدارة السياسية التي تدفعها.. وتهيئ لها الأرضية المناسبة للحركة والإنجاز.. ثم القادرة أيضاً على محاسبتها. إن أولى مهام الوزارة الجديدة من وجهة نظر شعبية.. أن تفعل الوزارة الجديدة كل ما يمكن عمله.. وأقصى ما يمكن عمله لطمأنة الشارع السياسي وتحفيز القوى السياسية المدنية. لا بد أن نعترف بخطورة عدم تطبيق القانون بصرامة على الجميع من دون تفرقة.. إن تطهير النفوس.. يعني توقف النفاق.. والابتعاد عن الأنانية.. وعدم الجري وراء مصالح خاصة.. أو البحث عن زعامة والبحث عن منصب أو ترقية أو الحصول على ما في أيدي غيرنا من دون وجه حق. إن تطهير النفوس يتطلب توقف الانفلات الأخلاقي وعدم التطاول والإساءة.. أو تشويه السمعة.. أو سوء استغلال السلطة التي في أيدينا.. إن تطهير النفوس نحتاجه في كل موقع عمل أو إنتاج.. نحتاجه الآن أكثر من أي وقت آخر.. تطهير النفوس مطلوب أيضاً في حياتنا السياسية وفي كل مجالات حياتنا.. تطهير النفوس ليس مستحيلاً.. ولكنه صعب.. تطهير النفوس يعني تخفيف المعاناة عن الناس. وعدم استغلال الفرص لزيادة الأزمات.. فإن الانفلات الأمني والأخلاقي وراء الانهيار الذي نواجهه في كل مكان.. فهل ننتبه ولتكن البداية والاستقرار السياسي! والأهم توفير البيئة الصالحة للاستثمار والمستثمرين وأن نطمئن الموظفين وكبار المسؤولين أنه لا مساءلة إلا عند الانحراف، أما الخطأ غير المقصود فله قبوله لأن الأيدي المرتعشة والقلوب الخائفة لا يمكن أن تبني وطناً. يبقى السؤال: كيف سيلتف لصوص الدولة على القانون لتحقيق مآربهم السطوية والمادية؟ وهنا الطرق الملتوية كثيرة، وسبل التعطيل متعددة، وقد اعتدنا عليها عبر الزمن والعهود. لكن الأهم أن العودة إلى الوراء غير ممكنة، وكل خطوة إلى الأمام ستعيد الثقة باستمرارية الوطن. «حمى الله الكويت وحفظها من كل سوء»

محمد ناصر السنعوسي

قد يعجبك ايضا