الجنرال الأردني حسين حواتمة في أول “اشتعال إلكتروني”: شرعية “صفعة لمواطن” أم “كمين محتمل”؟
وهج 24 : هل ألمح منبر إعلامي شبه رسمي يتبع القوات المسلحة الأردنية إلى “مكيدة ما” تستهدف مدير الدمج الأمني والجنرال القوي اللواء حسين حواتمة بعد أيام فقط من الثقة الملكية بتعيينه؟
هذا سؤال بات مطروحا بالمستوى السياسي في ظل التحقيق الذي أجراه الأمن العام بحادثة شارع مفاجئة تعرض لها الجنرال القوي وهو في “مشوار عائلي” برفقة نجليه.
الأهم في تلميحات شبه بيان سبق موقع “هلا أخبار” التابع للسلطات الرسمية جميع المواقع في نشره هو تلك التلميحة لأن ظرفا مريبا ما أحاط بالحادث الغامض وأن السلطات اعتقلت شخصين أحدهما “رجل أمن”.
الأكثر أهمية أن كبار مسئولي إدارة الأمن العام بعد دمجها يريدون بشغف معرفة “هوية كاميرا هاتفية” سجلت بطريقة غامضة من أعلى حادثا تقصد أن يسيء للجنرال الحواتمة، والأكثر خطورة معرفة خلفية قرار المصور الغامض بالبث والتوزيع الأفقي على كل مجموعات التواصل.
الفيديو انتشر اعتبارا من عصر السبت كالنار في الهشيم وتداوله فجأة عشرات الآلاف من الأردنيين كما يحصل بالعادة مع مؤشر على “هوس التصوير والبث والتفاعل” عبر المنصات الإلكترونية.
شاب بسيط تعبر الشارع بطريقة متمايلة وتقف أمام سيارة دفع رباعي يقودها شخصيا مدير الأمن الجنرال الحواتمة برفقة ولديه بالقرب من مدينة مادبا شرق العاصمة عمان.
حسب الفيديو يترجل الجنرال بالزي المدني ويأمر سائق السيارة الشاب بالنزول ثم “يصفعه” على وجهه ويأمره بـ”انبطح على الأرض”، فيستسلم الشاب تماما، قبل أن يظهر بصورة أنيقة على هامش صورة إثر “صلحة” جمعته بـ”الباشا” كبير الأجهزة الأمنية الثلاثة المدمجة.
في الأثناء ينزل نجلا الجنرال من باب الفضول وحرصا على والدهما (لا ترافقه بالمناسبة أي سيارة عسكرية للحراسة) ويشاهد سلاح بيد أحد الولدين، ثم يأتي رجل قاد سيارته بالاتجاه المعاكس ويسمع صارخا ويجمع الناس ويدفع بالجنرال إلى سيارته موحيا بأنه “رجل أمن” يتولى الموقف.
تفاعل “صاعق” على المنصات لحق ببث الفيديو وسرعان ما صدر توضيح المصدر الرسمي على الأساس التالي: الجنرال حواتمة لا يستخدم سيارته الرسمية –كعادته- في الحركة العائلية، ويأمر بأن لا ترافقه حراسات رسمية أو مركبات أمنية، وخلال مسيرته الطبيعية مع نجليه بدأت سيارة صغيرة “مطفأة الأضواء” تتمايل بصورة مريبة بالطريق العام وتزاحم وتضايق سيارة الجنرال.
الخبر الرسمي المنشور يقول أيضا: اضطر الجنرال للنزول وطلب من ولديه “حمايته” خلال نزوله للشارع كأب والسلاح الظاهر يعود له شخصيا.
يبدو أن مستوى الاشتباه بالسيارة وظروف قيادتها دفعا الجنرال الذي خطف الأضواء مؤخرا بتعيينه مشرفا على مشروع الدمج الأمني لاستعمال قواعد الاشتباك الأمنية الحرفية في مثل هذه الحالات، لأنه لم يكن يعلم ماذا سيواجه بالسيارة التي تخالف القانون.
قواعد الاشتباك المعتمدة أمنيا بالمناسبة تقول بتوجيه أمر مباشر لسائق سيارة بمثل الظرف الحاصل بالترجل ثم إضافته والسيطرة عليه ومطالبته فورا بالنزول على الأرض تحسبا لوجود سلاح أو مواد متفجرة.
الجنرال تصرف كـ”أب” ونزل بدلا من ولديه لمواجهة مشكلة محتملة وخطر محتمل، لكنه طلب من ولديه الانتباه وتأمينه حتى لا يتعرض لأي اعتداء
بمعنى آخر الجنرال تصرف كـ”أب” ونزل بدلا من ولديه لمواجهة مشكلة محتملة وخطر محتمل، لكنه طلب من ولديه الانتباه وتأمينه حتى لا يتعرض لأي اعتداء، خصوصا وأنه يرتدي الزي المدني ولا ترافقه حراسات رسمية ويقود سيارته الشخصية.
لاحقا عندما ترجل السائق الشاب تصرف الجنرال معه وفقا لبروتوكول “أمني معتاد”، ومن الطبيعي أن يطلب منه الجلوس على الأرض عن بعد ويخيفه بسبب ظروف تجلب الشبهة ومشكلة بالشارع ومزاحمة مع سيارة أحد أهم جنرالات المؤسسة الأمنية.
شخص ما التقط صورا للمشهد برمته وقام ببثها عبر مواقع التواصل.
لذلك اشتعل الجدل في المنصات الاجتماعية وبدأت سلسلة اتهامات للجنرال الحواتمة تتحدث عن “تصرف بالشارع يمس بكرامة المواطن”، وثمة بطبيعة الحال من سيحاول استغلال المسألة خلافا لأن ما حصل بمصادفته وتوقيت التصوير ثم البث ومحاولات تشويه المسألة مسائل تثير تساؤلات بالجملة، مع العلم بأن الشارع الأردني سيواصل كالعادة لعدة أيام هوسه التواصلي تحت نفس العنوان.
فتح تحقيق مهني بكل التفاصيل وتم توقيف شخصين والبحث جار عن المصور والشكوك مبكرة بكمين محتمل يستهدف عرقلة الجنرال الجديد، أو “صدفة” تنطوي على “سوء حظ” ليس أكثر، بالتوازي مع جدل عام سيثار حول “شرعية ورسالة” الصفعة التي وجهها الجنرال في شارع عام لسائق شاب “أرعن” أثار الاشتباه.
المصدر : القدس العربي