اعادة تأهيل مجتمعات الظلام !!!

نايل هاشم المجالي

 

كثير هي المجتمعات العربية بالدول التي عانت من ويلات الحروب والارهاب بانواعه اصبحت تعيش في عصر الظلام اكثر منه في عصر النهضة ، لذلك فهي تحتاج الى امكانيات كبيرة جداً لاعادة تأهيل مجتمعاتها من كافة النواحي فكرياً وثقافياً واجتماعياً ، من خلال مؤسسات واكاديميات متخصصة بذلك بسبب ترسخ مفاهيم وعقائد وسلوكيات تركتها خلفها المنظمات الارهابية ، سبّبت تخلفاً مجتمعياً .
اي ان تلك الدول بسبب هذه الحروب وبسبب هذه المنظمات الارهابية والفكر المنحرف الذي زرعته في المجتمعات ليولد صراعات دائمة قد ادى الى النوم الحضاري لتلك الدول ، وتوقف الابداع الفكري والتطور الاجتماعي بكافة جوانبه ، وترسيخ مفاهيم وعادات وتقاليد وانماط فكرية وسلوكية ، حيث تكوّن فكر اجتماعي مغلق ، وظهرت بعض المحاولات الفكرية نخبوية طامحة لاحداث تغيير حضاري .
الا ان تلك المحاولات بقيت محدودة وجاءت باسلوب وعظى من منبر فوقي وغير مدروس ، مما يستدعي الوضع لاستجلاب منظمات اجتماعية ثقافية من مجتمعات متطورة لبناء فكر نهضوي متحضر حتى لا تنهار وتتهاوى المجتمعات في الفكر المغلق المنحرف ، لتبقى في سجن الزمن وليستمر الهرم كضريبة الانغلاق الفكري ، ولتتخبط المجتمعات دون السعي لتحديثها ، فلا بد من طرح برامج تحديثية اصلاحية نهضوية بابداعات فكرية وفلسفية لمنظمات اجتماعية وانسانية عربية بدلاً من الغربية ، فالنهضة والاصلاح بحاجة الى رواد فكر اصحاب خبرة ومعرفة وتجربة عربية والمام بالعادات والتقاليد والمفاهيم القيمية والاخلاقية .
فهنك فكر اجتماعي يحتاج الى تخليصة من الشوائب الذي علقت فيه على مدار سنين طويلة من الصراع تغلغل وترسخ في عقول المواطنين رجالاً ونساءاً واطفالاً ، وهم بحاجة الان الى اعادة تكوين وبناء لمجتمع معاصر مبدع ومدرك لمسؤولياته الاجتماعية ضمن منظومات مختلفة ومتفاعلة ، يكون فيها الفرد مبدعاً لمحو الامية الفكرية الارهابية من عقولهم واصبحت مجتمعاتهم بدائية ، فنحن امام صورة قاتمة وتحد خطير يواجه تلك المجتمعات التي عانت من الدمار والتفكك .
والاردن لديه من الخبرات والكفاءات والجمعيات مختلفة التخصصات ، ولدينا الكثير من متقاعدين من الوزارات والمؤسسات اصحاب خبرة بهذا المجال ، وبالامكان تشكيل منظمات اجتماعية وانسانية وثقافية في مختلف الاختصاصات لتدريب وتأهيل في الاردن ، ابناء تلك المجتمعات بالتنسيق مع الجهات المعنية الرسمية لدولهم ، لاعادة تمكينهم وفق برامج تدريبية وتأهيلية متخصصة .
خاصة اننا متقدمون ومتطورون بهذا المجال وليتم تصدير خبراتنا ذات الكفاءة المشهود لها بذلك لتلك الدول وفق برامج ، فالتمويل للبرامج الاجتماعية والانسانية متوفر من الدول والمنظمات الداعمة لمثل هذه البرامج .

نايل هاشم المجالي
[email protected]

قد يعجبك ايضا