عملية “الطحينة النابلسية”.. فضيحة جديدة تطيح بضباط استخبارات في جيش الاحتلال
وهج 24 : كشف النقاب في إسرائيل عن فضيحة داخل وحدة الاستخبارات العسكرية الخاصة (وحدة 504) بعدما تورط بعض قادتها بإرسال وكيل سري لمدينة نابلس من أجل استحضار “طحينة نابلسية” لضابط الأمن الرئيسي في هذه الوحدة السرية.
وكشف الناطق العسكري الإسرائيلي عن عمليات إطاحة واعتقالات وتوبيخ لبعض قادة الوحدة بعد تورطهم في الفضيحة، وفي تقديم تقارير كاذبة حول عمل الوحدة. ويستدل مما نشره الناطق العسكري أن قائد جيش الاحتلال أفيف كوخافي قد صادق على الإطاحة بأحد قادة الوحدة “504” المسؤولة عن تشغيل وكلاء في دول معادية، بعدما كُشف أنه قام بإرسال وكيل للضفة الغربية من أجل استحضار “طحينة نابلسية” كهدية لضابط الاستخبارات في الوحدة.
وفيما تم طرد ضابط الاستخبارات الذي أعطى تعليماته للوكيل، تم توبيخ ضابط كبير وقائد الوحدة السرية من قبل كوخافي، واعتقل ضابط آخر بعدما حكم عليه بالسجن 28 يوما.

وحسب الناطق العسكري، فقد أقال قائد الاستخبارات العسكرية تمير هايمن ضابطا كبيرا في وحدة 504 سبق وأرسل مرتين وكيلا للوحدة إلى مدينة نابلس لاستحضار علب طحينة قدمت كهدايا لضابط كبير في الوحدة.
وأوضح الناطق بلسان جيش الاحتلال أنه تم توبيخ ثلاثة من قادة الوحدة 504 من بينهم العميد يوفال شمعوني ضابط الأمن الرئيسي في هذه الوحدة.
وجاء كل ذلك بعد نشر القناة الإسرائيلية 12 تحقيقا قال فيه ضابط مسؤول عن تشغيل وكلاء، إن ضباطا أعلى مرتبة منه قد أمروه بإرسال وكيل لاستحضار علب طحينة من نابلس، ومن جهتهم وفي معرض دفاعهم عن أنفسهم، قال هؤلاء الضباط إن ذلك تم في نطاق عملية استخباراتية ولم يتم إرسال الوكيل خصيصا من أجل جلب الطحينة.
لكن الضابط المسؤول عن تشغيل الوكلاء نفى ذلك، مؤكدا في التحقيق التلفزيوني أنه طُلب منه إرسال الوكيل خصيصا لاستحضار الطحينة التي قدمت لضابط الأمن المركزي في الوحدة بعد التثبت منها ومن أنها غير مفخخة.
ونقلت القناة 12 عن مصدر مطلع قوله إن وحدة استخباراتية عملياتية كالوحدة 504 ينبغي أن تنشغل بالعمليات فقط، وعدم الخلط بينها وبين محاولات تزلف للقيادة فيها. وتبين أن الضابط الذي تلقى تعليمات بإرسال الوكيل إلى نابلس قد توجه للشرطة العسكرية وأطلعها على تفاصيل “عملية الطحينة” وتبين أنه فيما كان التحقيق جاريا تم استحضار كمية أخرى من الطحينة بذات الطريقة ولذات الغرض دون أن يعلم المتورطون بالفساد أنه تم فتح ملف تحقيق سري.

وطلبت الشرطة العسكرية من الضابط المشتكي أن يخرج “عملية الطحينة” الثانية لحيز التنفيذ وفقا للتعليمات من رؤسائه وذلك من أجل تعزيز الأدلة ضد المتهمين. وهذه المرة استحضر الوكيل كمية أكبر من الطحينة النابلسية لصالح العميد شمعوني دون أن تكون هناك أي صلة بالعمل الاستخباراتي للوحدة السرية.
ويقول الضابط الذي أرسل الوكيل إنه لم يتخيل مرة أن يرى نفسه متداخلا بعملية في الضفة الغربية هدفها الحصول على طحينة. وتبنى قائد الجيش كوخافي توصيات رئيس الاستخبارات العسكرية باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتورطين بـ”عملية الطحينة”.
ونقل عن كوخافي قوله إنه ينظر ببالغ الخطورة لما جرى، ويعتبره خرقا فظّاً للميثاق الأخلاقي والمهني للجيش، خاصة أن تحقيق الشرطة العسكرية قد كشف محاولات للتغطية على ما جرى بالكذب والتدليس من قبل متورطين بها.
من جهته قال الناطق العسكري لجيش الاحتلال الذي اعترف بما جاء في التحقيق التلفزيوني، إن الحديث يدور عن حادثة خطيرة وشاذة لا تدلل على حقيقة وجوهر الوحدة 504 التي تقوم بعمليات معقدة وحيوية وبنجاح كبير طيلة عقود.
المصدر : القدس العربي