كيف غيرت صفقة ترامب الأردن؟ مشعل على “المملكة” ومخيم “البقعة” يتحرك.. والأمني “تراخى قليلا”
وهج 24 : لا أحد يعلم المسافة التي يمكن للأردن أن يقطعها سياسيا محتفظا بـ“كلا الثلاثية” في وجه صفقة القرن، لكن بعض تأثيرات الصفقة بدت “سريعة وفعالة”.
وفي حال استمرارها قد تعيد خلط بعض الأوراق محليا وينتج عنها “مستجدات” لها علاقة هذه المرة باصطفاف الشارع والدولة والملك خلف نفس الموقف.
بين المستجدات التي من الصعب عدم ملاحظتها، شطب مؤقت لاسم القيادي البارز في حركة حماس و”الأردني سابقا” خالد مشعل من قائمة”المحظورات” في الإعلام المحلي “شبه الرسمي”.
وهو ما حصل عندما استضافت قناة “المملكة” التي تعتبر من أذرع الدولة الاعلامية، مشعل في حديث خاص وبصورة نادرة.
مشعل تحدث في الثوابت نفسها التي يتحدث بها الأردن وخاطب الجمهور الأردني معتبرا أن “مملكتهم” متضررة جدا من صفقة القرن.
في الاتجاه الموازي، حصل ما لم يحصل في الماضي ودون اعتراض السلطات: أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في العاصمة عمان يتحرك في تظاهرة سياسيةبحضور آلاف من سكانه داخل محيط المخيم متوحدا تحت هتاف واحد: “الموت ولا المذلة”.
في الماضي القريب كان تحرك اللاجئين في الشارع الأردني وتحديدا في مخيم البقعة الضخم وأوساط المخيمات يقرع كل أجراس الإنذار الرسمية.
وقد تمكن الأهالي وحتى بدون “حضور أمني” ملموس أو ظاهر من التجمع والهتاف ضد صفقة القرن. هذا أيضا مستجد لا يمنع بعد الآن في ظل الخطر الموحد من توجيه رسائل أردنية”مخيماتية” قريبا.
في الأثناء عاد الإسلاميون -وبدون اعتراض- للواجهة عبر تشكيل “التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن” وهي صيغة تعني بأن الحركة الاسلامية تتهيأ لسلسلة أطول من اعتراضات الشارع ومسيراته لكن بدون “فيتو أمني” هذه المرة.
التحالف عبّر عن نفسه بعد صلاة الجمعة الأخيرة وسط العاصمة عمان وقرب المسجد الحسيني، رغم اجواء الطقس والصقيع، حيث حضر مئات المشاركين وسط هتافات حارة ايضا لم تعترضها السلطات.
القبضة الأمنية “تراخت قليلا” خلال اليومين الماضيين، بسبب صعوبة أي عملية هضم رسمية أو مؤسسية لمقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبرأي سياسيين قد تتطور مثل هذه الميكانيزمات الحيوية في الشارع الأردني، خصوصا وأن الملك عبدالله الثاني اتصل الجمعة هاتفيا بالرئيس محمود عباس متضامنا، وأبلغه بأن الأردن خلف المؤسسة الفلسطينية، ولن تقبل ما لا يقبله الفلسطينيون، محتفظا بنفس الموقف القديم من حل الدولتين ودولة فلسطينية بعاصمة في القدس الشرقية وعلى حدود الرابع من حزيران.
المصدر : القدس العربي