وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأمريكية في الدار البيضاء
وهج 24 : تواصل القوى والأحزاب السياسية المغربية إدانتها لصفقة ترامب – نتنياهو التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، كما تنتقد الموقف الرسمي المغربي من هذه الصفقة والذي تساوق مع المواقف العربية الرسمية التي عبرت عن دعمها للجهود الأمريكية لـ«السلام» قي الشرق الاوسط.
ووسط إجراءات أمنية مشددة، نظم المغاربة، مساء أول أمس الخميس، بدعوة من هيئات ومنظمات حقوقية وسياسية، وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة الدار البيضاء رفضاً لـ»صفقة القرن». وطوقت الشرطة مقر القنصلية وأغلقت الشوارع المقابلة لها بالحواجز الأمنية ومنعت حركة السير والراجلين من المرور منها، ما دفع المحتجين إلى الوقوف بعيداً عنها.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، الحسن عبيابة، إن موقف المغرب واضح بخصوص «صفقة القرن»، مؤكداً أن بلاده تؤيد الجهود المبذولة من طرف الإدارة الأمريكية خصوصاً في النقاط التي يرى فيها المغرب بوادر إيجابية كحل الدولتين وإنصاف الشعب الفلسطيني في الحق في دولة قائمة بجميع مواصفاتها ونفى عبيابة أن يكون الموقف الغامض للخارجية المغربية من «صفقة القرن»، وقال: «إن المغرب له الحق أن يتريث في النقاط الأخرى الواردة في صفقة القرن حتى تتضح الأمور» و»كما تعرفون الأمور في القضايا الدولية لا تحل سريعاً لأن هناك نقاشاً ومفاوضات، بحيث هناك ما يتم الاتفاق عليه وهناك ما يتم تأجيله». وقال أحمد ويحمان، رئيس «المرصد المغربي لمناهضة التطبيع» في كلمة بالوقفة إن «كل المتخاذلين والمتآمرين من الحكام العرب الخانعين سيسقطون، هذا منطق التاريخ عندما تكون القضايا عادلة وأصحابها مقتنعون بقضيتهم، فإن النصر حليفهم ولا توجد قوة في الأرض يمكن أن تنتصر عليهم.
وعلق ويحمان على تصريحات وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، والتي عبر فيها عن تقدير المغرب «جهود السلام البناءة المبذولة من طرف الإدارة الأمريكية الحالية، من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم ومنصف بالشرق الأوسط»، وقال ويحمان إن «تقدير بوريطة لصفقة القرن أسقط المغرب في موقف يلتحق فيه بالعملاء والخونة، وهذه «بداية الانزلاق للحد الأدنى المقبول من الجانب الرسمي تجاه القضية الفلسطينية»، وأضاف: «أحياناً نتباهى بالموقف المغربي، رغم أن الموقف الرسمي ليس في مستوى نبض الشارع المغربي وموقفه من القضية الفلسطينية الذي عبر عنه في مسيرات مليونية، كما أن الموقف الرسمي لم يصل للحضيض الذي وصل إليه موقف حكام الخليج الذي هو موقف تجاوز الانبطاح ليصبح في مربع خيانة قضايا الأمة».
وقال خالد السفياني، رئيس مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إن تصريحات ناصر بوريطة، وزير الخارجية، لا تمثل موقف الشعب المغربي من القضية الفلسطينية، وأضاف أنه صدم من موقف الوزير، مؤكداً أن هذا الموقف لا يعتبره موقفاً رسمياً للمغرب، لأن موقف وزير الخارجية لا يجسد الموقف الملكي ولا موقف الشعب المغربي بالنسبة للقضية الفلسطينية.
وأضاف السفياني: «أي عار هذا وأي منطق اعتمده (بوريطة) لقول ما قال. تصريحه لا علاقة له بموقف المغاربة من المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، حقيقة صدمني تصريحه».
وأعلن عبد الصمد فتحي، رئيس «الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة» عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان أن «الوقفة الاحتجاجية التي تشارك فيها جميع الهيئات الداعمة للقضية الفلسطينية ضد الخطة الجهنمية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تريد القضاء على القضية الفلسطينة وأن تنال من الحقوق التاريخية للفلسطينيين».
وكشف الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عزيز هناوي، عزم هيئات مدنية مناصرة للقضية الفلسطينية تنظيم مظاهرة شعبية كبيرة، من المتوقع أن تكون على شكل مسيرة، الأسبوع المقبل رفضاً للصفقة الأمريكية الصهيونية، وقال إن عدداً من المنظمات سيجتمعون اليوم السبت في مقر الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني من أجل الاتفاق حول توقيت ومكان المظاهرة الشعبية التي ستنظم خلال الأسبوع المقبل.
وفي الإطار نفسه، يرتفع عدد الموقعين من الدعاة والمثقفين والنشطاء المغاربة على عريضة ضد «صفقة القرن» وضد التطبيع بكل أشكاله، ومنه تطبيع المؤسسات الدينية وأكدت العريضة المفتوحة» دعمهم لصمود الشعب الفلسطيني وحقه وحق الأمة في القدس وفي كل فلسطين.
وعبَّر حزب الاستقلال عن رفضه المطلق لـمضامين «صفقة القرن» التي تترجم رؤية الإدارة الأمريكية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، محذراً من «التبعات الخطيرة للمحاولات الجارية لفرضها في تحيز مكشوف للجانب الإسرائيلي، وعلى حساب الشعب الفلسطيني، مما يزيد في هشاشة الأمن والاستقرار بالمنطقة.
ونددت «فيدرالية اليسار الديمقراطي» بالصفقة المعلن عنها، واعتبرتها «مؤامرة جديدة على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، بما تتضمنه من بنود ستكون لها تداعيات خطيرة على الشعب الفلسطيني وعلى كل شعوب المنطقة». وأدانت الفيدرالية «الأنظمة العربية الرجعية المتواطئة مع ترامب والكيان الصهيوني، على تمرير مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، وتأمين مستقبل كيان استعماري واستيطاني عنصري، يشكل عائقاً لتحرر وتقدم بلدان المنطقة».
ودعا منتدى الكرامة لحقوق الإنسان (المقرب من حزب العدالة والتنمية، الحزب الرئيسي بالحكومة) البرلمان والحكومة المغربية إلى التسريع في إقرار قانون تجريم التطبيع، مؤكداً على رفضه المطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني. وعبر عن إدانته الشديدة لإقدام الرئيس الأمريكي على إعلان ما تسمى بخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط (صفقة القرن)، رافضاً مضامينها العنصرية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
المصدر : القدس العربي