قطع طرقات في الخرطوم احتجاجاً على قمع الشرطة تظاهرة طالبت بهيكلة الجيش
وهج 24 : أغلق مئات المحتجين السودانيين، الجمعة، طرقا رئيسية في الخرطوم؛ احتجاجا على تعامل الشرطة «العنيف» مع المظاهرات التي طالبت الخميس بإعادة هيكلة الجيش.
وقال شهود عيان إن مئات المحتجين أغلقوا الشارع الرئيسي الذي يربط مطار الخرطوم بمناطق جنوب العاصمة السودانية بالإطارات المشتعلة.
كما وضع شبان محتجون متاريس أمام مدخل جسر المنشية الذي يربط الخرطوم بمناطق شرق النيل.
وحسب مصادر في الخرطوم، أغلق المحتجون طريق منطقة الرميلة الذي يربط مناطق من جنوب العاصمة مع وسطها.
كما شهدت مناطق في مدينة أم درمان غربي النيل إغلاقا للطرق.
والثلاثاء، أصدر رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، كشوفات تقاعد شملت ضباطا انحازوا لثورة ديسمبر 2018 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير.
إقصاء 74 ضابطاً
وضمت كشوفات التقاعد 74 ضابطاً بينهم من أعلنوا انحيازهم للثورة، وأبرزهم الملازم أول محمد صديق إبراهيم، والنقيب سليمان بابكر.
وأدان الحزب الشيوعي السوداني في بيان الجمعة، استخدام القوة المفرطة ضد موكب احتجاجات الخميس.
وقال «خرجت جماهير العاصمة في مظاهرة سلمية أول أمس الخميس تعبيراً عن امتنانها لما قدمته مجموعة من القوات المسلحة في الدفاع وحماية الاعتصام أمام القيادة العامة «.
وزاد: «تعرضت المظاهرة إلى هجوم عنيف من أجهزة الشرطة التي استخدمت القوة المفرطة والرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ونتج عن ذلك وقوع إصابات متباينة وسط المتظاهرين السلميين» .
وأضاف «ندين هذا التصرف البشع وغير المبرر والذي يأتي مخالفاً لمبدأ احترام التظاهر السلمي والتعبير في إطار القانون».
وطالب بـ»التحقيق فيما جرى عصر ومساء الخميس»، كما طالب بـ»توضيح من إدارة الشرطة لملابسات ما حدث، الى جانب ذلك نعتبر ما قامت به الشرطة ووزارة الداخلية ووزير الداخلية خرقاً واضحاً لما جاء في الوثيقة الدستورية التي ضمت أشياء أخرى تشير إلى احترام التظاهر السلمي وحق التعبير، ويأتي هجوم الشرطة على المتظاهرين كجزء لا يتجزأ من حلقة من حلقات التآمر على مكتسبات ثورة ديسمبر والهجوم على الثوار بقصد ترويعهم ومنعهم من ممارسة حقوقهم، في الوقت الذي تكتفي فيه السلطات بموقف المتفرج إبان تنظيم أذيال النظام المخلوع لمسيرة الزحف الاخضر رغماً عن اقتنائهم للأسلحة».
والخميس أعلنت «لجنة أطباء السودان المركزية» إصابة 17 شخصا، في مواجهات في العاصمة الخرطوم بين الشرطة ومحتجين يطالبون بإعادة هيكلة مؤسسة الجيش.
لكن وزارة الصحة أكدت فجر الجمعة، ارتفاع عدد الإصابات إلى 53.
وأوضحت في بيان «بلغ مجمل عدد الإصابات 53 شخصا، بينهم أطفال وشباب ونساء، تمت مهاجمتهم، إما أثناء تعبيرهم السلمي عن آرائهم ومطالبهم في الموكب، أو لمجرد وجودهم أو مرورهم بالقرب منه أو أثناء خروج الموظفين منهم من مكاتب الدولة أو شركات ومحال تجارية في نهاية دوام العمل» .
وتابعت «تم إطلاق قنابل مسيلة للدموع داخل حرم مجلس التخصصات الطبية التابع لوزارة الصحة الاتحادية في منطقة مكتظة بالمرضى في مستشفى الخرطوم التعليمي وما جاوره من مرافق صحية وعيادات» .
وزادت «كما تم الهجوم على حافلة تنقل أطفالا إلى منازلهم من إحدى المدارس مما تسبب في إصابة العديد منهم» .
وأشارت إلى أن «وسائل الهجوم تباينت بين رصاص حي، إلى قنابل الغاز المسيل للدموع، إلى الضرب العنيف بالعصي ومواسير الحديد والركل والرشق بالحجارة».
وأعلنت الحكومة السودانية أنها ستحقق فيما جرى من استخدام عنف مفرط في تظاهرة الخميس، ومحاكمة المتسببين في العنف.
جاء ذلك في بيان صادر عن مجلس الوزراء تلاه المتحدث باسم الحكومة وزير الإعلام، فيصل محمد صالح، عبر التلفزيون الرسمي.
وقال صالح إن «الشركاء في الحكم من مجلس السيادة، ومجلس الوزراء، وقوى إعلان الحرية يؤكدون حرية المواكب السلمية، ويشددون على صيانة مكتسبات الثورة وحق الجماهير في التعبير».
محاسبة المرتكبين
وأضاف «أنه تم استخدام مفرط للعنف والقوة ضد الجماهير أسفرت عن حدوث إصابات بين المتظاهرين تجري متابعتها من قبل السلطات». وتابع «سيتم التحقيق فيما جرى في تلك الأحداث، ومحاكمة المتسببين بالعنف» .
ودعا المتحدث الشعب السوداني والثور إلى «الانتباه لوجود مخططات لبعض القوى(لم يسمها) التي تريد استغلال هذه المسيرات السلمية لإحداث بلبلة وعنف وقيادة البلاد نحو الفوضى» .
وأشار إلى أن «أجهزة الحكم الانتقالي ستلتزم بحق الجماهير في تنظيم المواكب السلمية وحمايتها» .
ودعا المتظاهرون الخميس إلى إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وإزالة عناصر النظام السابق من صفوفها، وتفكيك الميليشيات، وبناء جيش وطني قومي، وإعادة كل الضباط المستبعدين من الخدمة العسكرية.
وطالبت «قوى إعلان الحرية والتغيير» بمساءلة ومحاكمة كل من تسبب من أفراد الأمن بالتصعيد مع المتظاهرين في الخرطوم.
ويشهد السودان تطورات متسارعة، منذ عزل الجيش للبشير، تحت وطأة احتجاجات شعبية، بدأت أواخرعام 2018، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
المصدر : القدس العربي