الصناعيون الأتراك يرون في انتشار فيروس الـ «كورونا» فرصة للتوسع في السوق الأمريكي

وهج 24 : ينظر القطاع الصناعي في تركيا إلى الولايات المتحدة كواحد من الأسواق الرئيسية حول العالم، وسط مساع متواصلة لتوسيع نشاطاته في السوق الأمريكية.

ومع تفشي فيروس «كورونا» الجديد في الصين، وتعطل إمدادات المواد الخام والمواد المُصنَّعة من بكين إلى الولايات المتحدة، يُنظر إلى تركيا لتكون أحد الخيارات المناسبة للتوسع في إمداد السوق الأمريكي. ويرى علي عثمان أكات، رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك والأمريكيين، أن الشركات التركية من الممكن أن تدخل إلى السوق الأمريكي لإمدادها ببعض المنتجات التي كانت ا الولايات المتحدة تستوردها من الصين.
وأمس الجمعة قال في مقابلة «أرى من المهم للشركات التركية المُصنِّعة والمُصدِّرة إظهار رد فعل سريع في هذا الصدد، واستغلال الفرصة المتاحة أمامهم.. ثلث التجارة العالمية تقوم بها الولايات المتحدة، وعلى رجال الأعمال الأتراك أن يكونوا أكثر نشاطًاً ومبادرة».
وأضاف «الشرط الأساسي للنمو التجاري في البلدان بصفة عامة هو العمل ضمن منظومة قائمة على الاتحاد والتعاون.. يمكن لرجال الأعمال الأتراك الحصول على حصة أكبر في السوق الأمريكي من خلال إقامة شراكات».
وتعاني الصين من تفشي فيروس «كورونا» المستجد، وسط جهود تبذلها لخفض عدد الإصابات من خلال تعطيل العمل في عديد المدن الكبرى، قبل أن تستأنف نشاطها تدريجيا.
وحسب أكات، فإنه «كلما نمت العلامات التجارية التركية في السوق الأمريكي، فإن ذلك سيؤدي بالطبع إلى دخول مزيد من الضرائب في خزانة الدولة، وخلق فرص عمل كثيرة في البلاد، وفرض العلامة التجارية لهذه الماركات التركية».
وأضاف «يمكن لمن يرغبون في إقامة علاقات تجارية مع الولايات المتحدة التواصل مع جمعية رجال الأعمال الأتراك والأمريكيين بهذا الخصوص.. ويمكن أيضا استشارة المستشاريين التجاريين الأتراك الموجودين في الولايات المتحدة».
وقال أيضا «هناك إمكانية لتسويق المنتجات التركية عبر الإنترنت، من خلال المواقع الإلكترونية العملاقة للبيع بالتجزئة.. تحتاج الشركات إلى زيادة قدراتها في مجال التجارة الخارجية، كي تنفتح على الدول الأجنبية».
وأضاف أنه يتوجب على رجال الأعمال الأتراك رصد الفراغ الحاصل في السوق والتحرك بسرعة من أجل تعويض النقص.
ومن القطاعات التي قد يستفيد المصَدِّرون الأتراك إلى الولايات المتحدة المواد الكيميائية والأثاث، ولعب الأطفال والمواد البلاستيكية والمنسوجات والأحذية، والجلود والإطارات والسيراميك.
وتابع المسؤول التركي أن طلبيات الشراء المقدمة للشركات التركية من المستوردين الأمريكيين، كشركة «لاكتون» التي تعمل في مجال مستحضرات التجميل زادت أربعة أضعاف تقريباً في الخمسة عشر يوماً الأخيرة.
وقال أيضا «الزيادة لم تكن فقط في الطلبيات الآتية من الولايات المتحدة فحسب، بل في الطلبيات الآتية من دول الاتحاد الأوربي أيضاً.. لأن مستحضرات التجميل التي كانت تستوردها هذه الدول من الصين قبل ذلك أصبحت تستوردها الآن من تركيا».
وأضاف «حدوث مثل هذا التأثير في هذه الفترة الزمنية القصيرة يعطينا إشارات تدل على أن الواردات الصينية سيتم الاستعاضة عنها من خلال استيرادها من دول أخرى في الأيام المقبلة».
وقال أيضا «أرى أنه من المهم أن تُظهر الشركات المُنتِّجة والمُصدِّرة التركية رد فعل سريعا في هذا الأمر، وتعمل على استغلال هذه الفرصة المتاحة أمامها، من أجل دخول السوق الأمريكي والعمل على تثبيت مكانها وتقوية نفسها هناك».

المصدر : الأناضول

قد يعجبك ايضا