مراكز خدمات طواريء بالمناطق النائية !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
على الرغم من ان خدمات الطواريء والاسعاف تعتبر بشكل اساسي من مهام الرعاية الصحية الثانوية لما تحتاجه من امكانيات واجهزة وخدمات مساندة متعددة ، لا تتوفر في كل لحظة بينما تتوفر في المستشفيات الكبرى .
الا انه في كثير من المناطق النائية لا يوجد فيها الا مراكز صحية اولية ، تستقبل عدداً لا يستهان به من المراجعين بالحالات الطارئة بدرجات مختلفة بسيطة ومتوسطة ، لذلك كان لا بد من اعتماد مراكز صحية رئيسية في عدة مناطق من المحافظات ، كمراكز طواريء مجهزة بالاجهزة والكوادر الطبية اللازمة لاستقبال حالات الطواريء المختلفة .
كذلك تطوير برنامج خدمات الطواريء في الرعاية الصحية الاولية للعاملين في تلك المراكز للارتقاء في مستوى التعامل مع الحالات الطارئة خاصة الشديدة منها ، وتجهيز تلك المراكز بأجهزة الانعاش القلبي والاجهزة الاخرى ومختبر مصغر لاجراء الفحوصات المخبرية ، كذلك تجهيزه بالادوية اللازمة لعلاج الحالات الطارئة وسيارة اسعاف ، وتجهيز غرفة خاصة للطواريء تتسع لعدة اشخاص مع التجهيزات الضرورية لذلك ، والخدمات المساندة مثل اجهزة الاشعة وتمديد ساعات العمل خاصة بالفترة المسائية وتوفير خط ساخن ووسائل الاتصال الحديثة مع الاطباء والممرضين .
حيث اننا نلاحظ ان العديد من المراكز الصحية في تلك المناطق تفتقر لادنى مقومات مواجهة الحالات الطارئة ، لعدم توفير المخصصات المالية اللازمة لذلك والتي يجب ان تكون على سلم اولويات موازنة الدولة او من المنح المقدمة من وزارة التخطيط ، فعند حدوث فياضانات او زلازل او حوادث سير او ضيق تنفس او جلطات وكسور وحروق وغيرها ، فان الكل وعلى مبدأ الفزعة ينقل المصابين الى اقرب المستشفيات ، علماً بان كل ثانية تنقذ المريض من المضاعفات التي تؤثر على صحته ، والحوادث كثيرة التي حدثت في مناطق مختلفة من غرق بسبب السيول او حوادث السير وغيرها ، ولم يتم التمكن من معالجتها بالسرعة المطلوبة وكانت النتائج عكسية وسلبية .
والرعاية الطبية عند استقبال الحالات وآلية التعامل معها بالسرعة الممكنة تعطي نتائج ايجابية ، خاصة عندما تكون تلك المراكز على أهبة الاستعداد باستمرار للاستجابة مع اي طاريء ، فهناك تزايد بالطلب خاصة بالمناطق التي يرتادها المواطنون والسائحون لتلبية الاحتياجات الصحية الطارئة ، خاصة ان السواح من كبار السن .
وهناك بالدول المتحضرة برامج تعزيز وبناء القدرات للتأهب لحالات الطواريء الصحية تساهم فيه كافة القطاعات حكومية واهلية وقطاعات خاصة شركات ومصانع ومنظمات دولية .
فهل ستكون هناك استراتيجية وطنية لبناء وتجهيز مثل هذه المراكز في مناطق يتم اختيارها من قبل لجان مختصة ، وتساهم في تجهيزها ايضاً القطاع الخاص والمنظمات الدولية ام سنبقى نعمل على مبدأ الفزعة .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]