قلوبنا معكم وتعازينا الحارة برحيل أمير الإنسانية الشيخ صباح جابر الأحمد الصباح

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

قال تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم

رحل أمير الإنسانية الشيخ صباح جابر الأحمد الصباح بعد صراع مع المرض في الولايات المتحدة حيث وافته المنية اليوم الثلاثاء 29/9/2020م رحمه الله وأدخله فسيح جناته…

تولى رحمه الله مقاليد الحكم عام 2006 بإجماع مجلس الوزراء…ومواقفه كانت معروفة لدى الجميع إتجاه القضايا العربية وبالذات القضية الفلسطينية فكانت الكويت من الدول الأولى التي دعمت الثورة الفلسطينية والراحل ياسر عرفات وزملائه في الثورة الفلسطينية فكان الشيخ صباح هو سند لفلسطين وللشعب الفلسطيني…وأيضا كان دائما الصوت العاقل ذو الحكمة والبصيرة إتجاه دول الأمة العربية والإسلامية وفي حل النزاعات فيما بينها منذ ان كان وزيرا للإرشاد ثم وزيرا للإعلام ثم وزيرا للخارجية وقد لقب بمهندس السياسة الخارجية الكويتية…..

وبقي على خط التوازن والحكمة والعقل الذي كان يسير عليه حتى بعد توليه مقاليد الحكم وإمتاز بفطنة سياسية معروفة لدى كل العرب والغرب، وكانت علاقاته ممتازة مع الجميع وله إحترام وتقدير لدى الشقيق والصديق وحتى الأعداء كانوا يحترمونه لمواقفه الواضحة ولعدم تنازله عن حقوق أمته العربية والإسلامية، وفي الكثير من الأزمات العربية والخليجية بالذات كان دائما يعمل على تقريب وجهات النظر بين المختلفين ويحاول لم الشمل الخليجي والعربي والإسلامي وكان يرفض أي أجندات خارجية أو فتن طائفية بين أبناء شعبه أو أبناء أمته المجيدة ولم يشارك بأية حروب على دول الأمة في المؤامرة الأخيرة أو ما سمي بالثورات العربية المفتعلة أو الربيع العربي الدامي لأنه كان يعلم بأنها مؤامرة صهيوأمريكية على دول الأمة ونهب لخيراتها وثرواتها ومحرقة لأبنائها لتنفيذ مشاريع صهيونية عالمية….

ولم يكن يحمل أي أجندات خارجية غربية على حساب وطنه وأمته العربية والإسلامية وكان شفافا ووصريحا وواضحا في كل أقواله وأفعاله، وفي الأزمة الخليجية الأخيرة والمؤامرة على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين حاول كل جهده لإصلاح ذات البين وعودة العلاقات بين الدول الخليجية لكن وللأسف الشديد كان هناك تعنت من قبل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ولم يصل إلى حل مع هؤلاء المتعنتين أو بريق أمل للحل لإعادة العلاقات وفتح صفحة جديدة بين تلك الدول المختلفة، وبذلك ترك الأمور للأيام لعلها تنهي الخلاف…

ولا ننسى مواقفه الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ولم يلحق بالدول المهرولة للتطبيع مع ذلك الكيان الغاصب لفلسطين أرض العرب والمسلمين ولم يعترف بذلك الكيان لا خفية من تحت الطاولة كما فعل غيره من حكام الخليج ولا علنا بل كان دائما داعم للحقوق الفلسطينية ويطالب في كل إجتماع عربي أو إسلامي أو أممي بالحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، فالأمة اليوم فقدت رمزا من رموزها وقامة من قاماتها الشامخة والثابتة على المواقف المشرفة والبطولية التي رسخها في إمارته المباركة ونشرها في قلوب وعقول كل الشعب الكويتي الشقيق، فالرحمة على روحه الطاهرة وإلى جنات الخلد مع الأنبياء والمرسلين والصحابة والصديقين والصالحين يا أمير الإنسانية…

تعازينا الحارة للأمة العربية والإسلامية وللشعب الكويتي الشقيق عامة ولآل الصباح خاصة متمنين من سمو الامير الجديد الشيخ نواف الأحمد الصباح ان يسير على خطى الراحل العظيم الشيخ صباح جابر الأحمد الصباح رحمه الله وأدخله فسيح جناته في كل خطواته والتي جعلت للكويت والشعب الكويتي مكانة عظيمة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي ومحبة في قلوب وأرواح وعقول كل الشعوب العربية والإسلامية…
إنا لله وإنا إليه راجعون….
قال تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي) صدق الله العظيم….

الكاتب والباحث السياسي…أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

قد يعجبك ايضا