البعد الإسترتيجي للتطبيع إنشاء تحالف ضد إيران ومحور المقاومة العالمي

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

إن ترامب وإدارته وحزبهم الجمهوري خدم الصهيونية العالمية في أمريكا لن يكلوا أو يملوا من تحركاتهم الفتنوية في المنطقة والعالم محاولين في ما تبقى من فترة حكمهم 40 يوم بأن يعملوا المستحيل لتنفيذ ما عجزوا عن تنفيذه خلال الأربعة سنوات الماضية، ففي بعض دولنا العربية يقومون بترهيب البعض من الجبناء للتطبيع مع الكيان الصهيوني كالإمارات والبحرين والبعض الآخر بالترغيب لحل مشاكل تاريخية هم من أنشائها قديما كالسودان والمغرب ولا ندري من سيطبع في الأيام القادمة من خونة الأمة وسفائها والذين باعوا فلسطين ودماء شهداء الأمة مئات المرات لتبقى عروشهم إلى يوم القيامة كبني سعود، وهؤلاء لن يحصدوا في النهاية إلا الندم والخزي والعار والويلات من تلك الإتفاقيات التي تفتح الحدود كاملة لقادة عصابات الكيان الصهيوني وهذا حسب معتقداتهم بأنهم نجحوا بتنفيذ المرحلة الأولى من فكرهم التلمودي ومخططاتهم بإسرائيل الكبرى من النيل للفرات…

وهؤلاء المطبعين من الحكام الصهاينة والذين لا تعرف الشعوب العربية ما هي أصولهم ومنابتهم لكن أفعالهم التاريخية تظهر وتكشف حقيقتهم اليهودية الصهيونية فهم أحفاد يهود بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير وحكام بريطانيا العظمى قديما والذين كانوا وما زالوا يتبعون الفكر التلمودي اليهودي الصهيوني في منطقتنا يعرفونها، لذلك سلمتهم حكم الشعوب العربية وهي تعلم بأنهم من أصول يهودية حتى يخدموا يهوديتهم من داخل الأمة وقد نجحوا بذلك عبر عشرات السنوات وهم أقوياء بأموال الأمة التي يتحكمون بها ويبعثرونها هناك وهناك وأيضا لتنفيذ الخطط الصهيوأمريكية في فلسطين ولمحاربة كل من يفكر ويعمل لتحرير فلسطين، ولتنفيذ خططهم بتدمير وإضعاف دولنا العربية والإسلامية وشعوبها وجيوشها سواء بالفتن الدينية والطائفية او بشن حروب بالوكالة عن اليهودية الصهيونية العالمية وأعضائها في أمريكا وأوروبا او بغيرها من أساليبهم الشيطانية والخبيثة وحربهم على اليمن وقتل الشعب اليمني اليومي بجرائم يندى لها جبين الإنسانية والقواعد الصهيوأمريكية الأوروبية والفرنسية بالذات والتي أصبحت مقرا لسجن وتعذيب اليمنيين الشرفاء المناهضين لحكم هادي وحاشيته التابعين لبني سعود وبني زايد المتصهينين جميعا، وما جرى وما زال يجري في العراق وسورية وليبيا ليس ببعيد وهو دليل على كل ما ذكر سابقا….

ومنذ أن وقفت إيران مع فلسطين وقضيتها العادلة أي منذ نجاح الثورة ألإيرانية الإسلامية وهي محاربة من قبل كل هؤلاء الصهاينة، وأيضا بعد أن دعمت إيران المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية بالمال والسلاح والتدريب…..وغيره ومنعت الكيان الصهيوني من التوسع فقيدته حركات المقاومة في غزة فلسطين وفي لبنان وأصبح العدو الصهيوني يقف على رجل ونص من الخوف بل جعلوه يحسب ألف حساب قبل أن يرتكب أية مغامرة توسعية في المنطقة وحاصرته داخل جداره والذي سيهدم على رأسه قريبا بإذن الله تعالى….

واليوم هذا التحالف لبعض من يسمون أنفسهم حكام العرب ضد ايران ومحور المقاومة العربي والإسلامي والعالمي سيسقط ويفشل ويرمى في مزابل التاريخ لأن الشعوب العربية والإسلامية حية ولم ولن تموت أبدا مهما حاول هؤلاء الصهاينة والمتصهينين قمعهم وترهيبهم بالسجون والإعتقالات والتعذيب وإذلالهم بالفقر المطقع أو ترغيبهم بالأموال والغنى المفرط ولم تعد الشعوب العربية والإسلامية تجهل ما يدور حولها من مخططات صهيوأمريكية وهي تعلم من هو عدوها الحقيقي، وأيضا لأن دولة الكيان الصهيوني وأمريكا معقل الصهيونية العالمية يعلمون جيدا بأن إيران ومحورها المقاوم قوي جدا وليس من السهل هزيمته في أية معركة قادمة، وأيضا هم يعلمون جيدا بأن إيران لها حلفاء أقوياء على مستوى حركات وأحزاب ومستقلين مقاومين وعلى مستوى دول كبرى مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وحتى فنزويلا في أمريكا الجنوبية وفي حال إرتكاب أية مغامرة صهيوأمريكية مستعربة ومتأسلمة ضد ذلك المحور المقاوم العالمي، فإن محور المقاومة سينتصر وسيدخل معه تحالفات جديدة مثل الدول المحيطة بإيران كباكستان وأفغانستان وحتى أذربيجان وتركيا وقطر…

وما جرى من سوء تفاهم في القصيدة الشعرية التي ألقاها أردوغان بإحتفال النصر في باكو هي سحابة عابرة بين إيران وتركيا وهي مناوشات سياسية تاريخية بين تركيا وإيران، وبالرغم من أن إيران إحتجت على استهداف وحدة أراضيها بقصيدة شعرية وهو حق لها، وتنزعج من تركيا بعلاقتها مع حلف الناتو وأيضا علاقاتها مع إسرائيل وعلاقة أذربيجان مع إسرائيل، وأيضا حلم تركيا بإعادة إمبراطوريتها العثمانية ولكن هذه النقاط وعبر التاريخ لم ولن تؤدي إلى خلاف كبير بين البلدين الكبيرين والقويين والذين يمثلان المسلمين العرب والعجم كافة سنة وشيعة، وبنفس الوقت لاننسى بأن هناك نقاط توافق كثيرة بينهما على معظم الأمور في المنطقة…

لذلك يجب على تركيا أن تظهر حسن النوايا وأن توقف تدخلاتها في الأراضي السورية وأن تسحب جيشها وكل المرتزقة من كل الأراضي السورية والعراقية ليكون هناك توافق تام بين البلدين وبنفس الوقت ليعملوا على تطمين العرب الذين لم يطبعوا مع الكيان الصهيوني بحسن نواياهم وأن يقوموا بعمل تحالف عربي إسلامي كبير لإنهاء كل الأزمات المفتعلة في دولنا وبالذات في سورية الحبيبة والتي عانت الأمرين وما زالت من المؤامرة الكونية التي فرضت عليها لمواقفها المشرفة إتجاه الأمة العربية والإسلامية وإتجاه فلسطين ودعم مقاومتها، سورية المقاومة التي دافعت عن الأمة كاملة وتحملت الكثير من خيانة القريب والغريب والجار ونصرها الله سبحانه وتعالى على كل المتآمرين عليها وستنتصر في أية مؤامرة قادمة لأنها على حق ومع الحق وهذا وعد من الله الحق سبحانه وتعالى ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام بنصرة بلاد الشام والله على ذلك لقدير، وأرجو من القائد السوري الرمز الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية والشعب السوري أن يتبعوا خطوات حلفاء محورنا المقاوم الروس والإيرانيين في علاقاتهم الجيدة مع الأتراك والقطريين والإخوان المسلمين وأن يتم نسيان ما جرى في سبيل إعادة وحدة الأمة ونهضتها من جديد في ظل المؤامرات التي تحاك ضدها ليلا ونهارا وأن يتم فتح صفحة جديدة من العلاقات العربية والإسلامية بين تلك البلدان، وأن لا يأمنوا أبدا لداعمي فكر القتلة والمجرمين وآكلي الأكباد ومنتهكي الأعراض وناهبي الثروات من القواعد والدواعش حملة الفكر الوهابي السعودي والإماراتي الصهيوني…

لذلك حان وقت التوافق وحل كل الخلافات بين تركيا وقطر من جهة وبين سورية وإيران من جهة أخرى للوقوف ضد إتفاقيات التطبيع وضد القادة المهرولين في منطقتنا واحدا تلو الآخر بالترغيب والترهيب من ترامب وإدارته الخادمة للصهيونية العالمية وهم يستطيعون ذلك ليس فقط لما تمر به منطقتنا من أحداث قديمة ومتجددة أي منذ أكثر من عشرة سنوات مضت ولكن من أجل مستقبل هذه الأمة ودورها على مستوى المنطقة والعالم…

أما قطر ورغم إعلان المصالحة الخليجية إلا ان قطر والشعب القطري لن ينسوا ما جرى لهم من قبل السعودية والإمارات والبحرين من حصار ومحاولة إلصاق كل ما إرتكبوه بالدول العربية بها وبتركيا، ولن ينسى القطريون أيضا الموقف الإيراني المشرف معها في فترة الحصار السعودي الإماراتي البحريني وبالتالي لن توافق قطر على ترك علاقتها بحليفتها تركيا أو مع إيران وعلاقات قطر جيدة مع إيران وستقف تركيا وقطر في موقفها مع إيران، لأن تركيا وقطر يعلمون جيدا بأن ذلك الحلف السعودي الإماراتي والبحريني قد تآمروا عليهم في المؤامرة السابقة على سورية وأوقعوهم في الفخ المفتعل بما سمي بالثورات العربية، وبعد هزيمتهم جميعا من محور سورية إيران روسيا أصبح حلفاء الأمس أعداء اليوم وحاولوا إلصاق كل ما إرتكبوه هم ودواعشهم وقواعدهم من مؤامرات وجرائم مشتركة بينهم يندى لها جبين الإنسانية بقطر وتركيا فقط وأصبحوا يتآمرون عليهم بكل أنواع المؤامرات التي نفذوها على سورية وبدأت ملاحقة حكمهم في كل بلد إستلموا حكمه وتم إسقاطهم في تونس ومصر وليبيا وحاولوا في تركيا وقطر لكنهم فشلوا فبدأ محور الصهيوأمريكي الأوروبي السعودي الإمارات البحريني المصري بملاحقة الإخوان المسلمين داخل دولهم وفي كل مكان من العالم لذلك لن يأمنوا لمحور السعودية أبدا…
لذلك سينضم حلف قطر تركيا إلى محور إيران وروسيا وسورية في نهاية المطاف لأنه لا بديل لهم غير ذلك أبدا، وإذا لم يتبعوا محور المقاومة ويقوموا بحل كل الخلافات الشائكة ويتم التوافق فإن محور أمريكا والسعودية والإمارات الصهيوني سيوقعهم بأفخخاخ ومؤامرات أخرى وبعد هزيمتهم سيلصقون التهم بتركيا وقطر مرة أخرى، والعقوبات الأوروبية على تركيا جاهزة وبدأ تنفيذها ولكن هذه العقوبات هل هي كما يقولون لإستفزازات تركيا في المتوسط وتدخله في دعم أذريبيجان بإستعادة أراضيها المحتلة من أرمينيا أم لأن تركيا تستفزهم عمدا لأنهم اوقعوها في فخ المؤامرة على سورية؟!!!!

والكل يعلم بأن تلك الدول الأوروبية دعمت وتدعم تركيا بتدخلها في سورية ولا تعترض على ذلك أبدا وإنما تنتقد تدخلاته في مناطق أخرى إذا ما هو الهدف من ذلك؟ هل هو لإعادة تركيا وبالتالي قطر للحضن الصهيوأمريكي الأوروبي السعودي الإماراتي البحريني للمؤامرة القادمة على إيران ومحور المقاومة؟؟!!
وهل سترضخ تركيا لما يخطط له الأوروبيين والأمريكان وحلف السعودية لأية معركة قادمة مع إيران أو أقلها لمحاصرة إيران من كل الأطراف؟؟!!
وما الطريق الذي ستتخذه تركيا للخلاص من تلك الضغوطات والعقوبات إذا رفضت تلك العقوبات والضغوطات؟!!

وهل ستبتعد تركيا عن مراوغاتها السياسية مع روسيا وإيران وستعود إلى التحالف الشامل والكلي مع روسيا وإيران ومحور المقاومة العالمي لحل كل الخلافات العالقة بينهم وبالذات سورية؟!!
وهل ستنسحب تركيا من إدلب السورية وباقي المناطق وأيضا من بعض الأراضي العراقية؟!! وهل ستقبل سورية إذا تم الإنسحاب التركي من سورية بشكل كامل بالإتفاق التركي الروسي الإيراني وبالتالي المصالحة مع تركيا وبالتالي مع قطر ومن ثم الإخوان المسلمين؟!!!

أسئلة كثيرة ستجيب عليها الأيام والأشهر والسنوات القادمة والأحداث المتسارعة التي تجري في منطقتنا وفي العالم، لذلك نرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يوحد الأمة ودولها مع محور المقاومة العالمي وأن ننسى أو نتناسى كل ما جرى في السنوات الماضية من مؤامرات لأننا إنتصرنا عليها جميعها بعون الله تعالى لمحورنا المقاوم…

والمؤامرة القادمة من حكام ودول التطبيع الصهاينة مع إخوانهم في الكيان الصهيوني وإخوانهم الصهاينة حكام امريكا وأوروبا وتحالفهم ضد إيران وروسيا والصين ومحورنا المقاوم يجب أن ننتصر عليها وذلك بلقاء بين عدة دول روسيا والصين وإيران وسورية وفلسطين والعراق ولبنان وصنعاء اليمن وتركيا وقطر وهناك تونس والجزائر والكويت والذين يرفضون التطبيع نهائيا مع ذلك الكيان الغاصب والأردن — الذي يرفض التطبيع رغم عملية السلام المشؤومة التي فرضت عليه للواقع العربي المخزي الذي كان في وقتها، والموقف الأردني المشرف بعدم التنازل عن الوصاية الهاشمية التاريخية عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وعن المسجد الأقصى رغم الضغوطات الكبيرة من الخارج الصهيوأمريكي ومن حكام السعودية والإمارات…وغيرها ورغم الظروف الإقتصادية والمالية التعيسة وأسبابها الرئيسية فرضت من الخارج والتي يمر بها الأردن منذ حرب الخليج وبعدها إحتلال العراق والثورات والأزمات المفتعلة إلى يومنا الحالي والترغيب بمليارات الدولارات للأردن إلا أن مواقف القيادة الهاشمية والشعب الأردني بكل أصوله ومنابته ثابتة ولم ولن تتغير أبدا بعون الله تعالى — …. وغيرها من الدول التي تريد الخلاص من المؤامرات الصهيوأمريكية الأوروبية والسعودية والإماراتية وبذلك يتم إفشال خططهم التلمودية للمرحلة الأولى إسرائيل الكبرى والمرحلة الثانية بحكم الأرض وما عليها مجرد أن عقد ذلك الإجتماع أو المؤتمر العالمي لمقاومة الصهيونية العالمية، ويتم هزيمة تحالفهم ومؤامرتهم القادمة على روسيا وإيران وسورية وفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين وعلى تركيا وقطر وعلى المنطقة برمتها وبالذات على فلسطين والشعب الفلسطيني بضربة واحدة وصفعة قوية لا تجعلهم يصحون من بعدها أبدا، وسيرحلون من منطقتنا والعالم وسترمى كل مخططاتهم ومشاريعهم التلمودية اليهودية الصهيونية في مزابل التاريخ والله على ذلك لقدير إنه نعم المولى ونعم النصير…

الكاتب والباحث والمحلل السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي..

قد يعجبك ايضا