انقضاء عامٍ ثقيلٍ بما حمل، ودخول عامٍ جديدٍ بما قد يحمل
المهندس أحمد الغزو …..
مع انقضاء عامٍ ثقيلٍ بما حمل، ودخول عامٍ جديدٍ بما قد يحمل، نقف لحظة صدق مع أنفسنا قبل أن نقف أمام الآخرين.
نُدرك أن الأوطان لا تُبنى بالضجيج، ولا تُدار بالتسحيج، ولا تُنقَذ بالشعارات، بل تُصان بالمسؤولية، وبالعدل، وبالعمل الصامت الذي لا ينتظر تصفيقًا.
أقول للداخل:
آن الأوان لمصالحة حقيقية مع الضمير المهني، مع القانون، ومع مصلحة الناس لا مصلحة الأفراد. آن الأوان أن نُعيد الاعتبار للكفاءة، وأن نقول بوضوح: لا مكان للواسطة حين تكون الحقوق على المحك، ولا شرعية لقرارٍ يظلم الحاضر ويُفلس المستقبل.
واقول للخارج:
نقابتنا ومجتمعنا الهندسي ليسا عبئًا على الوطن، بل رافعة له إن أُحسن الإصغاء إليهما. نحن أبناء هذا البلد، وخبرته المتراكمة، وسياجه المهني، وما نطلبه ليس امتيازًا بل عدالة، وليس صراعًا بل شراكة على أساس واضح وشفاف.
ولمجتمعنا الهندسي أقول.
اختلافنا صحي إن كان على الرأي، وخطير إن كان على القيم. قوتنا في وحدتنا، ووحدتنا لا تعني الصمت، بل تعني أن نختلف بشرف، ونتفق على أن كرامة المهندس، وحماية حقوقه، وصون أمواله التقاعدية، خطوط لا تُساوَم ولا تُؤجَّل.
أما للعام الجديد، فاقول :
ندخلك بلا أوهام، لكن بأملٍ عنيد. نُحمّلك مسؤولية أن تكون عام المكاشفة لا المجاملة، عام الإصلاح لا التدوير، عام الشجاعة في القرار لا الهروب منه.
عام يُقال فيه الحق ولو كان ثقيلًا، ويُقدَّم فيه الصالح العام ولو على حساب المصالح الضيقة.
سنة جديدة نريدها سنة ضمير حي، وكلمة صادقة، وعملٍ نافع.
سنة خيرٍ للوطن، وعدلٍ للمؤسسات، وكرامةٍ لكل مهندسٍ شريف.
وكل عام وأنتم بخير…
ما دمنا نقول ما نؤمن به، ونعمل بما نقول.
الكاتب من الأردن