الناطق باسم الحكومة: الجزائر لن تهرول للتطبيع وجاهزة لكل الاحتمالات
وهج نيوز : قال وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة الجزائرية عمار بلحيمر إن الجزائر لن تهرول للتطبيع، وإنها لم تتفاجأ من خطوة المغرب بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وشدد على أن الرباط واهمة “إذا رأت أنها يمكن أن تغير مواقف الجزائر من القضايا العادلة”، من خلال علاقاتها مع إسرائيل.
جدد الناطق باسم الحكومة الجزائرية الوزير عمار موقف الجزائر من التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، على خلفية تطبيع المغرب علاقاته مع الأخير ضمن الصفقة الثلاثية التي أعلن عنها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، حيث قال في مقابلة مع موقع قناة “الميادين” على الإنترنت، إن الجزائر تابعت الوضع “عن كثب ونحن نأخذ الأمور بالجدية التي تناسب بلادنا، وكلام الرئيس يعكس موقف الشعب الجزائري كافة وكما قال سابقاً: الجزائر لن تهرول نحو التطبيع ولن تباركه”. وأشار إلى أن “الجزائر كانت وستظل جاهزة لكل الاحتمالات، ونذكر أيضاً أننا على يقين بأن نظام المخزن (المغرب) إن كان يطمح لأن يحقق أهدافاً سياسية من خلال هذا التطبيع أو يغير من موقفنا تجاه القضايا العادلة فهو واهم”.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد أكد في أول خطاب له بعد تعافيه من مضاعفات مرض كوفيد-19، بأن “ما يحدث في المنطقة حاليا منتظر والجزائر أقوى مما يظنه البعض”، في إشارة إلى تطبيع المغرب مع الكيان الإسرائيلي، واعتراف الرئيس الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وفي سياق مواقف الجزائر من التطورات الأخيرة التي عرفتها قضية الصحراء الغربية قال الوزير بلحيمر إن “عدالة قضية الصحراء الغربية باعتبارها قضية تصفية استعمار عبر إجراء استفتاء تقرير المصير تسندها الشرعية الدولية”، مشيرا إلى مخرجات القمة الإفريقية الأخيرة التي دعت إلى “تمكين الشعب الصحراوي من التمتع بحقوقه غير القابلة للتصرف في تقرير المصير”.
ووقف الوزير أيضا في تصريحاته عند الجدل الذي تفجر مؤخرا حول السفير الفرنسي في الجزائر، فرنوسوا غويات، الذي نشرت تسريبات إعلامية انزعاج السلطات الجزائرية من تحركاته، حيث قال إن “هناك أعرافاً دولية وممارسات دبلوماسية متفقاً عليها يجب على كل تمثيلية أجنبية في أي بلد كان الالتزام بها واحترامها، وإلا عد ذلك من قبل التصرفات غير اللائقة وأصحابها من الأشخاص غير المرغوب فيهم”. ولفت إلى أنه “لا يمكن لأي دبلوماسي بمن فيهم السفير الفرنسي الحالي تجاهل هذه القواعد الأساسية في الممارسة الدبلوماسية وإلا خضع من الدولة المستضيفة للإجراءات السيادية ذات الصلة”، مشيراً إلى أن “احتراماً لهذه القواعد وعملاً بها يمكن لأي دبلوماسي الالتقاء بأطراف رسمية أو بأطراف معارضة مرخصة”.
وفي سياق رده على ما تردد في وسائل الإعلام عن سيناريو المرحلة الانتقالية الذي تدفع إليه فرنسا شدد الوزير بلحيمر قائلا: “اليوم كما بالأمس نجدد بكل وضوح رفضنا القاطع للطرح الفرنسي لأن مرحلتهم الانتقالية مرفوضة جملة وتفصيلاً لأنها تجلب للوطن الدم والدمار، كما قال الرئيس تبون، ولأن الشعب الجزائري قابلها بالخيارات الدستورية”، وأشار إلى أن “محاولات بعض الأطراف اللعب على ورقة التهديدات الأمنية” هي واقع تؤكده آخر التطورات بالمنطقة التي تستهدف الجزائر بالذات.
وعلى الصعيد الداخلي، خاصة فيما يتعلق بالمطالب الشعبية بتحقيق مطالب الحراك، أكد على أن الدولة الجزائرية تبنت “مطالب الحراك المشروعة بدسترته بإجراء الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على التعديل الدستوري قاطعةً بذلك الطريق أمام عرابي الفوضى ودعاة الفتن ومهندسي الدمار تحت مسميات براقة كالثورات الملونة والمرحلة الانتقالية”.
واعتبر الناطق باسم الحكومة أن “مصلحة الوطن هي القاسم المشترك الذي يجمع الجزائريين والذي يسمو على كافة المصالح وتذوب لأجله كل الخلافات مهما كانت طبيعتها خاصة إذا كان المقصود منها محاولة التأثير على مواقف الجزائر المبدئية والثابتة الداعمة لقضايا التحرر وفي طليعتها القضية الفلسطينية”.
المصدر : القدس العربي