الجماعات الاستيطانية المتطرفة توسع هجماتها لنهب المزيد من الأراضي الفلسطينية
وهج نيوز : تتواصل التحذيرات الفلسطينية، من خطر محدق يلوح في الأفق؛ بسبب التوجه الإسرائيلي إلى سياسات اليمين المتطرف، الداعمة بشكل خطير للاستيطان، خاصة وأن الأيام الماضية شهدت هجمات عنيفة وإرهابية للمستوطنين، طالت مناطق شمال ووسط وجنوب الضفة.
وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن الهجمة الاستيطانية الهادفة إلى تهويد القدس ومحاولة طمس هويتها العربية الفلسطينية، شهدت تصاعدا كبيرا في السنوات الأربع الأخيرة في ظل إدارة أمريكية منحازة لدولة الاحتلال، وأوضحت أن هذا التصعيد الاستيطاني ضد المدينة المقدسة تضاعف بصورة خطيرة خلال عام 2020، خاصة خلال الأشهر الأخيرة، التي شهدت سباقا استيطانيا محموما، وبالتحديد منذ اتضاح نتائج الانتخابات الأمريكية.
وقالت الخارجية، إنه إلى جانب ذلك صعّدت سلطات الاحتلال حملات الاعتقال والإبعاد والإعدامات الميدانية وسحب الهويات وتجريف الأراضي وفصل القدس عن القرى والبلدات المحيطة بالحواجز العسكرية، ومحاولات ضرب نشاط المؤسسات الفلسطينية في القدس المحتلة ومحاصرة وتعطيل الفعاليات الثقافية والرياضية، وأبرزها انتهاك حرية التعليم ومحاولة فرض المناهج الإسرائيلية للتحكم بوعي الأجيال الناشئة.
وأكدت أن المقدسات الإسلامية والمسيحية كانت هي الأخرى في دائرة الاستهداف الإسرائيلية، حيث تضاعفت اقتحامات المجموعات اليهودية المتطرفة لباحات المسجد الأقصى المبارك وتكثفت المحاولات الهادفة إلى توسيع دائرة التقسيم الزماني ومحاولة تكريس حالة من التقسيم المكاني للحرم القدسي الشريف، مشيرة إلى أن “التخاذل الدولي” عن الوقوف في وجه الاستعمار والظلم “يعقد المشكلة ويزعزع الثقة بجدية المجتمع الدولي في تنفيذ مهامه ومسؤولياته”.
وفي هذا السياق، أشار التقرير الأسبوعي، الذي يصدره المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى المخطط الخطير، الذي يحمله قادة الاحتلال الذين يتنافسون على أصوات اليمين واليمين المتطرف ونواته الصلبة من المستوطنين.
ويوضح أن الموقف هذا يفسره ادعاء وزير الاستيطان الإسرائيلي تساحي هنغبي أن حكومته ستمضي قدما في تنفيذ الرؤية القائمة على جلب أكثر من مليون يهودي للمستوطنات في الضفة الغربية، خلال مشاركته في افتتاح مبنى جديد لمجلس المنطقة الصناعية في “شاعر بنيامين”، داخل مستوطنة بساغوت، بحضور وزراء وأعضاء كنيست وشخصيات عامة، حيث أشاد هنغبي بالتطورات الحاصلة في المستوطنات وتطويرها، وأكد بأن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق حكومة يقودها “الليكود” لتحقيق ذلك الهدف بعد القانون الذي تم تمريره بالقراءة الأولى في “الكنيست” حول تنظيم وشرعنة البؤر الاستيطانية.
ويحذر التقرير من المخطط القادم لدولة الاحتلال، لجلب مليون مستوطن إلى أراضي الضفة، خاصة وأن وزيرة المواصلات الليكودية في الحكومة الاسرائيلية ميري ريغيف، صادقت من أجل تطبيق هذه الخطوة، على مشروع شق شارع التفافي استيطاني ضخم شمال الضفة الغربية، يلتهم آلاف الدونمات الزراعية، ورصدت لذلك 76 مليون شيكل لتغطية النفقات، وأطلق عليه اسم “التفافي اللّبن” والذي يمر بالقرب من قرية اللّبن الغربي، حيث تأتي المصادقة على المشروع، في إطار خطة المصادقة على البدء بشق شوارع التفافية ضخمة شمال وجنوب الضفة، فيما وافقت الحكومة الإسرائيلية على تحويل منحة مالية أمنية لصالح مستوطنات الضفة بتخصيص 34.5 مليون شيكل لذلك، في حين تم تخصيص 5.5 مليون شيكل لتدعيم السلطات المحلية في تلك المستوطنات (الدولار الأمريكي يساوي 3.3 شيكل).
وقال التقرير إنه بعد الفشل في التوصل إلى تسوية الخلافات حول الموازنة العامة في إسرائيل، وقرار حل الكنيست، أصبحت دولة الاحتلال أمام استحقاق انتخابات برلمانية جديدة في مارس/ آذار المقبل وهي الرابعة خلال عامين، لافتا إلى أن هذه الانتخابات ستجرى في ظل التنافس بين كتل اليمين واليمين المتطرف على أصوات المستوطنين، الذين باتوا يلعبون دورا مؤثرا في هذه الانتخابات، وأشار إلى انشاق شخصيات من حزب “الليكود” على رأسهم جدعون ساعر، الذي أسس حزب أطلق عليه اسم “أمل جديد – وحدة اسرائيل”، حيث يقدم نفسه منافسا في المعركة على كسب أصوات اليمين المتطرف وأصوات المستوطنين، الذين يشكلون نواته الصلبة. وهو حزب وضع على جدول أعماله “تنمية الدولة وتشجيع سياسات التوزيع السكاني وتقوية المحيط الاجتماعي والجغرافي وتشجيع الاستيطان”، حيث يحذر التقرير الفلسطيني، من مخاطر برامج أحزاب اليمين الداعمة للاستيطان، من أجل كسب المزيد من الأصوات الانتخابية.
وقد تطرق التقرير، إلى مخططات الاستيطان الجديدة، والمناقصة التي نشرتها ما تسمى دائرة أراضي إسرائيل، لبناء 290 وحدة استيطانية في مستوطنة “غيلو”، جنوب مدينة القدس الشرقية المحتلة بعد أن كانت لجنة التخطيط اللوائية الإسرائيلية قد صادقت على مخطط البناء في نوفمبر من عام 2019، حيث سيتم إقامة الوحدات الاستيطانية الجديدة في منطقة ملاصقة على طول المسار المخطط للقطار الخفيف في القدس قيد الإنشاء حالياً، ما يسهل بشكل كبير الوصل بين مستوطنة “جيلو” والقدس الغربية، هذا إلى جانب مخطط لبناء 253 وحدة استيطانية أخرى في ذات المستوطنة، ستتم مناقشتها هي الأخرى في لجنة التخطيط اللوائية، بهدف توسيع مستوطنة “جيلو” جنوباً باتجاه بيت جالا، في الوقت الذي شرع فيه مستوطنو “كوخاف يعقوب” بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة دير جرير شرق رام الله بالقرب من مستوطنتي “كوكب الصباح” و”رومنيم” المقامتين على أراضي الفلسطينيين في المنطقة حيث نصبو خيمة وبركسات كمقدمة لإقامة بؤرة استيطانية فيها، تحت حماية قوات الاحتلال.
وفي السياق، رصد التقرير تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية حيث شهدت كافة المحافظات الفلسطينية عربدة غير مسبوقة واعتداءات واسعة من قبل المستوطنين شملت احتلال مفارق الطرق بين المدن والمحافظات وإغلاقها، واعتداءات جسدية وتخريب ممتلكات، ورشق سيارات الفلسطينيين بالحجارة بحماية جيش الاحتلال.
إلى ذلك، فقد وثّق التقرير الانتهاكات الأسبوعية التي اقترفتها قوات الاحتلال والمستوطنين، وشملت هدم العديد من المنازل وإنذار أخرى بالهدم القريب، وكذلك اقتلاع أشجار وتدمير محاصيل وتخريب ممتلكات زراعية، وغيرها من الهجمات الاستيطانية، التي اشتملت على ملاحقة المزارعين، بهدف طردهم من أراضيهم، من أجل توسعة المستوطنات.
المصدر : القدس العربي