دماء شهداء الأمة سليماني والمهندس ستحقق الأمن القومي العربي والإسلامي
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
لو عدنا بالتاريخ منذ التخطيط لإحتلال فلسطين ومنحها لعصابات اليهود الصهاينة الغربيين وبعد الإحتلال وقتل عشرات الآلآف بمجازر إبادة جماعية وتهجير الشعب الفلسطيني في الدول العربية والإسلامية والعالمية، وكل ذلك جرى على مرأى من العالم وكان بدعم وموافقة بعض الدول العربية والإسلامية، وبعض حكام الدول العربية كان يدعم تلك العصابات بالسر خوفا من كشف حقيقتهم كعصابات لا ندري ما هي أصولهم الحقيقية وخوفا من ثورة الشعوب عليهم ومنهم حكام بني سعود ومن لف لفيفهم، وكان هناك قادة أيضا يقاومون ذلك الإحتلال ويعملون ليلا ونهارا لتحرير فلسطين لكن الصهيوغربيين وصهاينتهم داخل الأمة كانوا يتآمرون عليهم بكل السبل ويعملون على إفشال مقاومتهم ويمنعون أية صفقة قد تتم لشراء السلاح ليتم تحرير الأرض المباركة والإنسان وبنفس الوقت كانوا يدعمون عصابات الصهاينة بكل أنواع السلاح البري والبحري والجوي لتبقى تلك العصابات هي القوة الوحيدة في المنطقة والعالم ومن ثم تتوسع وتتمدد لتنفيذ أحلام فكرها التلمودي اليهودي الصهيوني…
ومن الدول الأعجمية الإسلامية الكبرى في المنطقة آنذاك كانت إيران بقيادة العميل الشاه وتركيا بقيادة أتاتورك وهم حكام كانوا داعمين لتلك العصابات الصهيونية وبشكل علني لأن تلك القيادتيين العميلتين للصهيوغربيين كانتا أول الدول التي إعترفت بمى سمي بدولة إسرائيل وكانت تدعم ذلك الكيان الصهيوغربي بكل ما يلزمه من أموال ونفط وغيره، لأن الشاه كان الشرطي الصهيوغربي في المنطقة وكانت إيران متنزه ومنطقة إستجمام لبعض حكام الخليج انذاك….
فكان بعض حكام العرب يلتقون ليلا ونهارا مع الشاه بالذات ويأمرهم وهم يطيعون وينفذون ولم يكن وقتها مسموح لهم ولإعلامهم بإثارة أية فتن دينية مسلمين ومسيحيين أو قومية كفرس وعرب أو فتن طائفية شيعة وسنة لأن الصهيوغربيين كانوا يريدون تثبيت قاعدة أبدية لهم في المنطقة واليهود الصهاينة الغربيين كانوا يعملون ويسخرون خطط الغرب لتنفيذ أحلام فكرهم التلمودي الصهيوني في فلسطين والمنطقة والعالم، المرحلة الأولى هي تثبيت دولتهم على أرض ليست لهم وبعد ذلك التوسع لتحقيق المرحلة الثانية وهي إسرائيل الكبرى، والمرحلة الثالثة هي حكم الأرض وما عليها لأنهم وحسب معتقداتهم هم شعب الله المختار وباقي الشعوب من مسلمين ومسيحيين هم خدما لهم أو يتهودوا بفكرهم المجرم والقاتل للبشرية جمعاء…
فمنذ ذلك الوقت إلى اليوم الحالي والأمن القومي العربي والإسلامي مستباح ومخترق من قبل الصهيوغربيين للسيطرة على المنطقة وخيراتها مدى الحياة، ووقعت عدة حروب عربية مع الصهيوغربيين وكان يتحقق النصر لوحدة الدم والمصير العربي والإسلامي على هذه الأرض المباركة ولكن كان هناك من داخل الأمة من يشكك بتلك الإنتصارات ويتآمر عليها حتى يقوي دولة عصابات الصهاينة ويعيد ثقتها بنفسها ويضعف موقف المنتصرين من الدول العربية لتنهار منظومة المقاومة على مستوى أفراد أو جماعات أو دول ومن أمثلة النصر معركة الكرامة الأردنية الفلسطينية 68 وبعدها حرب 73 سوريا ومصر وغيرها من الحروب التي إنتصر فيها مقاومي الأمة، واثناء كل نصر أو بعده كان يتم التلاعب وإدخال الشكوك والظنون والنزاعات والمشاكل بين المنتصرين ويتم إيقاع الخلاف بينهم بل والحروب حتى لا تبقى قوتهم قائمة وحتى يتم إضعافهم وتفشل الأهداف التي رسمت بعد النصر على تلك العصابات الصهيوغربية وحتى لا تصبح تلك الإنتصارات منهج يتوحد من خلاله العرب والمسلمون تحت قيادة واحدة وهدف واحد وهو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر ومن النهر إلى البحر وغيرها من الأراضي العربية المحتلة…
وأيضا كانت الصهيوغربية وأدواتها من بعض حكام العرب يتآمرون على أية قيادة عربية أو إسلامية تفكر بالحفاظ وحماية الأمن القومي العربي والإسلامي وتطالب بذلك وتعمل لتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى فكانوا يدخلونها في نزاعات فتنوية داخلية مع دول عربية أو إسلامية أخرى ومن ثم يشنون عليها الحصار والحروب حتى تسقط تلك القيادة شعبيا سقوطا كاملا والأمثلة كثيرة من تلك القيادات العربية والإسلامية …
فالأمن القومي العربي والإسلامي كان وما زال مخترقا ومستباحا للصهيوغربيين وأدواتهم من بعض حكام المنطقة وهم أنفسهم من تآمر سابقا على الإنتصارات وعلى القادة الشرفاء وعلى كل المقاوميين الأحرار، ومنذ أن جاءت الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني رحمه الله، كان ينادي دائما قادة العرب والمسلمين للوحدة والحفاظ على الأمن القومي والعربي والإسلامي من أي إختراق أو تدخل خارجي، ويجب أن لا يكون مستباحا للصهيوغربيين ولأدواتهم من حكام وقادة…وغيرهم، ومنذ التحضير من قبل السيد الخميني ورفاقه للثورة وهم ينادون بتحرير فلسطين ويطالبون الشاه بقطع علاقاته مع المحتلين الصهاينة وعدم دعمهم بالنفط والسلاح ليزدادوا قوة ولكن لم يجدوا أية آذان صاغية للشاه عميل الصهيوغربيين آنذاك…
فأتخذ القرار بعد الإعداد لعدة سنوات لذلك للقيام بالثورة الإسلامية الإيرانية وقد نجحت الثورة الإسلامية الإيرانية عام 79 ومنذ أن تسلم الخميني رحمه الله الحكم أمر بطرد السفير الصهيوني وأمر بإسقاط العلم الصهيوني عن السفارة الصهيونية ورفع علم فلسطين وطلب من منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الشهيد ياسر عرفات بتعين سفير لدولة فلسطين فكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول دولة إسلامية تعيد دولة فلسطين لأمتها وللعالم ولا تعترف بالكيان الصهيوني وبأي وجود له على هذه الأرض المباركة فلسطين وتعيد الكرامة والعلم والدولة والأرض للفلسطينين بإقامة سفارة لهم في العاصمة طهران، بينما كانت الدول العربية ودولها وقادتها لا يستطيعون فتح سفارة لفلسطين ورفع علم عليها علنا لضغوط صهيوغربية حتى يظهر الإحتلال الصهيوغربي كأنه أرض متنازع عليها بين الفلسطينيون واليهود الصهاينة ويتم فيما بعد عمل تسويات بينهم وإتفاقيات وغيرها وتم ذلك بالطبع كما خطط هؤلاء الصهيوغربيين ولم تفتح سفارة لفلسطين في الكثير من الدول العربية والإسلامية آنذاك إلا بعد دخول السلطة الفلسطينية في التسعينات بعد إتفاقية السلام المشؤومة للأسف الشديد…
فكان العرب يمرون بحالات مقاومة تارة وتارة أخرى حالة توهان وتارة ثالثة بين هذه وتلك دون أن يعرفوا عدوهم من شقيقهم وصديقهم وكان ذلك التوهان خطة ممنهجة من الصهيوغربيين ليبقى الأمن القومي العربي ساحة مستباحة لهم يتدخلون فيه كلما أرادوا تنفيذ أية خطط أو معارك أو فتن أو حروب داخلية بين دولنا العربية والإسلامية لتنفيذ أهدافهم وإستعمارهم المبطن وخططهم الشيطانية الصهيوغربية في المنطقة والعالم، لذلك وعبر سنوات مضت لم تتوحد الأمة ولو على قرار واحد ليعيد كرامتها الضائعة وكأنهم إتفقوا على أن لا يتفقوا لكثرة التدخلات الداخلية والخارجية حتى بالمنظمات العربية والإسلامية بمى يسمى بجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وهي فشلت بكل ما تعنيه الكلمة من فشل ولم تستطيع العمل على تنفيذ ما تتطلع إليه الشعوب العربية والإسلامية وبكل المجالات السياسية والدينية والعسكرية والإقتصادية وحتى الإجتماعية التي تعيد قوة الأمة وشموخها وعزتها بين الأمم وتحافظ على أمنها برا وبحرا وجوا….
وكل ذلك من التدخلات الصهيوغربية وعملائها المتصهينين داخل الأمة والتي سيرت بعض دول الأمة للعمل لتأمين مصالحها في المنطقة والدفاع عن الكيان العنصري اليهودي الصهيوني المحتل لفلسطين ولتقويته بأموال النفط العربي الإسلامي والذي هو حق لكل دول وشعوب الأمة وليس لحكام بعض دول الخليج، وكل ذلك الدعم مقابل البقاء على عروشهم والثمن كان فلسطين وشعبها ومن ثم دول الأمة العربية والإسلامية وشعوبها بمراحل أخرى وهذا ما تم حقا وأستبيحت دول الأمة وأمنها القومي العربي والإسلامي بكل أنواع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء…
ولكن الله سبحانه وتعالى أعد دولا وقادة وجيوش وحركات وأحزاب وأفراد مستقلين مقاوميين عربا وعجما مسلمين ومسيحيين للدفاع عن الأمة وخيراتها وكرامتها وعنفوانها وأوطانها وشعوبها وخيراتها وأرضها وسمائها وبشكل علني دون مصلحة أو خوف أو جلل من أعداء الله والرسل والأمة ومن قوتهم المزعومة والزائفة وأسلحتهم حتى المحرمة دوليا وبوارجهم وطائراتهم وجيوشهم وعصاباتهم العابرة للدول والقارات، وكل أسلحتهم البرية والجوية والبحرية لا تخيف محور المقاومة أبدا ودخولهم في السنوات الماضية وفي كل الميادين بحروب أثبتت ذلك أمام العالم أجمع لأنهم أناس واثقين ومتيقنين كل اليقين بأن الله معهم ومع مقاومتهم لأنهم على حق والله هو الحق ويعين الحق وأهله ضد الباطل الزاهق وأهله مهما حاولوا أعداء الله والرسل واعوأنهم من تزينه بفتنهم الدينية والطائفية والقومية البغيضة أمام شعوب الأمة والعالم ليدحضوا به الحق، بسم الله الرحمن الرحيم ( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) صدق الله العظيم…
وجاء اليوم الذي تم وضع حد لهؤلاء الأعوان والخونة والمتآمرين والمعتدين على دول الأمة وشعوبها من الخارج والداخل ويقومون بحروب وفتن وإقتتال بين المسلمين عربا وعجما لأنهم لن يكتفوا بأعمالهم الشيطانية وسيبقون في غيهم يعمهون، ولأن ما بعد إغتيال الشهداء الأبرار سليماني وابو مهدي المهندس ليس كما قبله لأن دمائهم الطاهرة ستحقق في الأيام والأشهر والسنوات القادمة الأمن القومي العربي والإسلامي للمنطقة برمتها وسيخرج المحتلين وقواعدهم وجيوشهم وعصاباتهم الصهيونية والداعشية من كل دولنا العربية والإسلامية ، فاغتيال الشهداء العظام سيزيد محورنا المقاوم قوة وتصميما لنصرة قضايانا العادلة والمحقة وكل مظلوم على وجه هذه الأرض المباركة، وهم شهداء أمة لأنهم قادة عظام من قادة الأمة العربية والإسلامية الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نصرة الله ورسوله الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آل بيته الكرام الطيبين وصحبه أجمعين ونصرة الأمة والدفاع عنها وعن الإسلام والمسيحية الحقيقية دون أن يفرقوا بين مسلم ومسيحي أو سني وشيعي او أية طائفة أو قومية أخرى تقيم في العراق وسورية وفلسطين واليمن كما يدعي المتآمرين ومطبعي إتفاقيات الخزي والذل والعار مع الكيان الصهيوني وقنواتهم الإعلامية الكاذبة والفتنوية والمدبلجة، أما الحاج سليماني والحاج أبو مهدي المهندس فنالوا شرف الشهادة العظيم فكانوا إخوة متعاونين يعملون في دنياهم لآخرتهم إرضاءا لله سبحانه وتعالى وهؤلاء قال الله سبحانه وتعالى عن سابقيهم بدرب الشهادة والعز والفخار والشموخ والكرامة وعنهم في كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم…
فمن يعتقد من التائهين من الأمة العربية والإسلامية والذين ساروا وراء فكر العصابات الوهابية التلمودية الصهيونية للقادة المتصهينين والمطبعين والمتآمرين على الأمة وشعوبها ودولها منذ زمن بعيد أي منذ أن نصبهم الإستعمار القديم وبريطانيا بالذات جالبت المصائب والكوارث والعصابات والقتل والتهجير لفلسطين ولمنطقتنا وللعالم لتنفيذ مخططات أسيادهم الصهيوغربية مقابل بقاء عروشهم إلى يوم القيامة فمن يعتقد منهم أن الصهيوغربيين يعنيهم أمنهم وأمانهم ويحافظون على دولهم وشعوبهم وتحميهم فهم مخطئون إلى أبعد الحدود وبذلك تعدوا حدود الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام حينما يتعاونون معهم وينفذون أوامرهم لتدمير الأمة وإستنزافها من الداخل وللتحريض على إغتيال قامات عظيمة جدا عند الله والعباد الذين تم حمايتهم من المخططات الصهيونية والقتل والإبادة الجماعية وإنتهاك الأعراض ونهب الخيرات وتهجير الشعوب بقوة السلاح الصهيوغربي…
والصهيونية الغربية الأمريكية والأوروبية لا يهما إلى تنفيذ مخططات فكرها التلمودي اليهودي الصهيوني في فلسطين والمنطقة والعالم وهم يعملون منذ زمن بعيد لتنفيذها، لكن المقاوميين كانوا يعملون على إفشال مخططاتهم وفي العشرة سنوات الأخيرة هم يعملون على تنفيذ مراحل مخططاتهم مرة واحدة وفي كل مكان على وجه هذه الأرض المباركة….
لذلك يجب أن تتكاتف الجهود وتتوحد الأمة ويعود التائهين والمغرمين بحب أمريكا وأوروبا والصهاينة اليهود إلى موقعهم الطبيعي ومكانهم الصحيح وهو محور المقاومة والذي سيعيد كرامة الأمة وعزتها وقوتها على مستوى العالم وحينها سيتم التحرير والنصر النهائي بإذن الله تعالى لفلسطين والجولان ومزارع شبعا والأرض والإنسان من الظلم والإضطهاد والعنصرية وسيتم رمي كل المشاريع الصهيوغربية إلى مزابل التاريخ دون عودة لها وسيكون الجميع شريك بالنصر وبالتحرير وستنهض الأمة بعربها وعجمها وبمسلميها ومسيحييها من جديد بإذن الله تعالى وبعون الله لمحورنا المقاوم إنه على كل شيئ قدير إنه نعم المولى ونعم النصير…
الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…