لوموند: صفحة جديدة في الأزمة الخليجية مع مشاركة أمير قطر في قمة العلا ورفع الرياض حصارها عن الدوحة
وهج نيوز : تحدثت صحيفة “لوموند” الفرنسية عن صفحة جديدة فيما يخص الأزمة الخليجية، مع مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشكل شخصي في قمة دول مجلس التعاون الخليجي في العلا، وإعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر.
وأوضحت “لوموند” أنه مقابل هذا التنازل، وافقت قطر على تجميد جميع الإجراءات القانونية المتخذة ضد جيرانها، ولا سيما في محكمة العدل الدولية. كما اتفق الطرفان على القضاء على الحرب الإعلامية المستعرة بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات عبر قنواتهم ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
وتنقل “لوموند” عن مسؤول خليجي رفيع المستوى فضل عدم ذكر اسمه، قوله: “إننا أمام خطوة أولى مهمة، لكن ستكون هناك حاجة إلى العديد من الإجراءات الأخرى لاستعادة الثقة بين الطرفين. وسوف تستغرق العودة إلى الوضع الطبيعي بعض الوقت، بين القادة والشعوب على حد سواء. هذه بداية عملية يمكن أن تنجح كما يمكن أن تفشل”.
مسؤول خليجي رفيع المستوى: إننا أمام خطوة أولى مهمة، لكن ستكون هناك حاجة إلى العديد من الإجراءات الأخرى لاستعادة الثقة بين الطرفين
كما رأت “لوموند” أن الوضع لم ينضج بعد للمصالحة الشاملة بين قطر وجيرانها (السعودية – الإمارات- البحرين)، خاصة بسبب الآثار التي تركتها سلسلة “الأخبار الكاذبة” المناهضة لقطر الصادرة من الإعلام والذباب الإلكتروني الموالي للرياض وأبوظبي. وهناك انعدام الثقة لدى القطريين، لأنهم يعلمون أن الأزمة نشأت من عملية قرصنة لوكالتهم الإخبارية الرسمية، تم تنسيقها من البداية إلى النهاية من قبل الإمارات العربية المتحدة، توضح الصحيفة الفرنسية.
وتابعت “لوموند” القول إنه بالنسبة لقطر، فإن نصرا دبلوماسيا يلوح في الأفق، قائلة في الوقت نفسه إن الدوحة ستضطر إلى إعادة تركيز الخط التحريري لقناة الجزيرة، التي ركزت في السنوات الأخيرة على الإخفاقات المتعددة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقضية جمال خاشقجي. كما قد تضطر قطر أيضا إلى النأي بنفسها عن المعارضين السعوديين المنفيين، الذين تقول الرياض إنهم يتلقون أموالا قطرية، وربما قطع العلاقات مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. ولكن، مقارنة بالمطالب الـ13 التي أقرتها اللجنة الرباعية المناهضة للدوحة في عام 2017، والتي تضمنت إغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية التي أقيمت على الأراضي القطرية، ومراجعة علاقاتها مع إيران، فإن هذه الخطوات تبدو ثانوية.
ونقلت “لوموند” عن المحلل السياسي الكويتي بدر السيف تحذيره من مغبة أن “جذور الأزمة المرتبطة بخلافات دبلوماسية أساسية ما زالت قائمة.. حيث تغلغلت الأزمة في وعي شعوب الخليج بشكل غير مسبوق. وسيستغرق شفاء كل هذا وقتا. لكن الآن، على الأقل، سيتحدث القادة مع بعضهم البعض. إنها بداية جيدة”.
المصدر : القدس العربي