قمة العلا بشموخ جبالها وتراثها العربي الإسلامي الأصيل هل حقا مثلت إسمها…؟!

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

طبيعة الإنسان منذ أن خلقه الله سبحانه وتعالى وهو محب للسلام والتسامح والمحبة مع أخيه الإنسان بغض النظر عن الخلافات الدينية أو الطائفية أو القومية …وغيرها الموجودة على وجه هذه الأرض المباركة، لكن ومنذ الخليقة بدأ أهل الشر والباطل بقتل أهل الخير والحق للحقد والكره ولتدخلات شياطين الجن والإنس بين الإخوة، والكل يعلم بأن أول جريمة حصلت في تاريخ الإنسانية كانت بين أبناء آدم حينما قتل أحدهما الآخر بتحريض من إبليس اللعين، إلى نهاية القصة والندم الذي أصاب القاتل لقتله أخيه بدون سبب يستحق القتل، وتوالت الجرائم الإنسانية بعدها إلى يومنا الحالي للأسف الشديد…

لذلك كانت الإنسانية الإلهية التي أرادها الله سبحانه وتعالى لعباده في الأرض تتعرض لإنتهاكات خطيرة من تدخلات إبليس وأتباعه، وللحفاظ عليها وحمايتها وإعادتها إلى إرادته سبحانه وتعالى كان يرسل الأنبياء والمرسلين لنشر رسالته الإنسانية وهي شهادة الوحدانية لله لا شريك له وأن ذلك المرسل النبي هو عبد الله ونبيه أرسله الله ليخرج الناس من ظلمات إبليس وشره وحقده وكره وظلمه وتحريضه وفتنه بين الإنسان وأخيه الإنسان وإجرامه بحق الإنسانية إلى نور الإيمان والإخوة والمحبة والسلام والتعاون والشراكة ورفع الظلم عن المظلوين والهداية الربانية الإنسانية كداعي لإعادة العباد إلى الطريق الإنساني والصحيح والسليم الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى بإتباعه ما دامت السموات والأرض…

ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا الحالي والإنسانية عامة تمر بنفس أحداث أبناء آدم وقتل أحدهما للآخر، وأيضا أصبح للقاتل الظالم أتباع وللمقتول المظلوم أتباع، فالقاتل الظالم أتباعه أهل الشر والباطل والطريق الذي سلكه بتحريض من إبليس، والمقتول المظلوم أتباعه أهل الخير والحق والذين يحاولون نصرة ذلك الظالم بردعه عن ظلمه وإعادته إلى الطريق الصحيح الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى ورسله الكرام وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على دربهم إلى يوم الدين….

وتوالت الجرائم وعبر التاريخ الإنساني وأصبحت منذ عشرات ومئات السنين بتحريض من أتباع إبليس من الإنس أهل الشر والباطل وهم الغرب الإستعماري والصهيونية اليهودية العالمية، وعبر تاريخ الإنسانية الحقيقي وفي نهاية أية معركة بين الحق والباطل وبين الخير والشر ومهما طالت سنواتها تكون الغلبة لأهل الخير والحق الإنساني الإلهي وبدعم وعون من الله سبحانه وتعالى…

واليوم تابعنا قمة العلا ومجلس التعاون الخليجي والذي كان منذ إنشائه فكرة الراحل أمير الكويت جابر الصباح رحمه الله منذ عام 1981 ودخل عقده الخامس وهذه القمة 41 التي عقدت بمنطقة العلا بالمدينة المنورة والتي كنا نتمنى أن تكون تصريحاتها وخطاباتها فيها بوادر خير ونية صادقة تنهي الخلافات وتوحد الأمة بعربها وعجمها وترفعها للعلا وبنفس تسمية مدينة العلا، وللأسف الشديد كان خطاب بن سلمان تحريضي على إيران ومحورها تماما كخطاب ترامب وكشنير ونتنياهو….

وكنا نرجوا أن تخرج القمة بما يعزز مسيرة التعاون والصلح والصلاح والهداية والسلام والوحدة بين الأمة كاملة بعربها وعجمها وبالذات في منطقتنا دون تدخلات صهيوأمريكيةغربية، واللقاء الخليجي والمصالحة التي تمت اليوم وكما يعلم الجميع كان لدولة الكويت وقياداتها الطيبة الراحله والحالية أكبر دور لتعود العلاقات كما كانت في الماضي قبل خلافاتهم والأزمة التي حصلت بعد فشل مؤامرتهم الكونية مع الصهيوغربين على سورية وإيران ومحور المقاومة…

فالراحل الكبير سمو الأمير صباح الأحمد الصباح رحمه الله وطيب ثراه هو من بادر لحل الخلاف الخليجي منذ أن بدأ وكانت هناك صعوبات كثيرة للحل لكنه لم ييأس أبدا وكان يقول بأن كل مشكلة ولها حل رغم تعقيداتها لكن باللقاء والحوار المستمر نستطيع أن نحل أكبر المشاكل مهما كان حجمها، وتابع بعده سمو الأمير نايف الأحمد الصباح لتتكلل جهودهما في إنعقاد هذه القمة 41 وتتم المصارحة والمصالحة بين قطر والسعودية ودول الحصار الأخرى الإمارات البحرين ومصر…

بدأت بوادر المصالحة بين قطر والسعودية والتي بدورها تؤثر على البحرين والإمارات ومصر لإتمام المصالحة، وبالرغم من كل اللقاءات السابقة والتي تمت منذ الأزمة من قبل القيادة الكويتية السابقة المرحوم صباح جابر الأحمد الصباح رحمه الله وأدخله جنات النعيم، إلا أن بوادر المصالحة لم تكتمل لغاية يوم أمس والإعلان المفاجئ بزيارة وزير الخارجية الكويتي إلى قطر ونقل رسالة شفوية لأمير قطر من أمير الكويت الشيخ نايف الصباح وهذه الرسالة الشفوية كانت الموافقة على كل طلبات قطر من قبل السعودية ودول الحصار على أن تقوم قطر بسحب القضايا التي رفعت على البحرين ودول الحصار فيما مضى، وقد تم التوافق على ذلك واليوم حضر أمير قطر تميم إلى العلا لحضور القمة وإستقبله بن سلمان على سلم الطائرة مرحبا به ورغم ظروف الكورونا إلا أن بن سلمان طلب عناق أمير قطر تميم وكان هناك تمتمات بينهم ومن ثم حديث ودي جرى بينهم لحين وصولهم إلى السيارة التي ستقل أمير قطر إلى مقر القمة الخليجية في مركز مرايا في العلا…

اما بالنسبة لمصر فقط رفضت الحضور للقمة على لسان وزير خارجيتها سامح شكري، وفيما بعد باركت اللقاء والمصالحة وإستقبلت وزير المالية القطري كحسن نية من قبلها كما قال أحد مسؤوليها، وأيضا الإمارات حضر عنها محمد بن راشد آل مكتوم والبحرين ولي عهد البحرين، وهي قمة تمت بعجالة أي بيوم واحد فقط تم فيها مناقشة كل المواضيع السابقة والخلافات والوضع المحلي والإقليمي والعالمي….

فهل سيتم ترميم البيت الخليجي من جديد أم أنها مصلحة آنية ومؤقته لجر قطر للمؤامرة المتجددة على إيران ومحورها، وهذا هو الهدف الرئيسي للتدخلات الخارجية الصهيوغربية لجر بعض دول الخليج للمؤامرة مرة أخرى على إيران ومحور المقاومة ليكونوا مجرد أدوات يتم إستخدامها كلما أرادوا لتنفيذ مخططاتهم بتدمير المنطقة وإستنزافها وإدخالها بفتن دينية وطائفية وجغرافية ونزاعات وحروب ، أم أن هذا التوافق هو توافق للم الشمل وتوحيد وتكاتف الجهود لإستقرار المنطقة ونشر السلام والمحبة والتعاون على حفظ البلاد والعباد والمنطقة برمتها وخيراتها من أحلام أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء….

وكنا نرجوا أن يكون لقاء خير ومصالحة شاملة مع الدول العربية والإسلامية وبالذات اليمن وإنهاء الحرب اليمنية الظالمة، وأيضا تحسين العلاقة مع إيران الإسلامية وسورية ومحورنا المقاوم، وإيران ومحورنا المقاوم وكما يعلم الجميع كانت وما زالت تنادي السعودية والإمارات والبحرين باللقاء والحوار والإتفاق على حماية الحدود البرية والبحرية والجوية من قبل شعوب المنطقة وقياداتها وحكوماتها وجيوشها دون أي وجود للغرب الصهيوني لأن وجودهم بالأساس هو لزعزعة أمن المنطقة وآمانها كلما أرادوا نهب خيرات المنطقة وإستعمارها من جديد كما جرى في الماضي البعيد والقريب، لكن وللأسف الشديد لم يجدوا آذان صاغية من قبل بني سعود وأتباعهم، وبالرغم من كل التطمينات الإيرانية للسعودية إلا أنها تسير على منهج الصهيوغربين وبالذات منذ أن إستلم سلمان وإبنه زمام الحكم وعرش مملكة نجد والحجاز…

وهنا أرجو أن يتم تدخل كل من الكويت وسلطنة عمان وقطر حاليا لعلاقاتهما الجيدة مع كل الأطراف لإنهاء الفوبيا السعودية البحرينية الإماراتية من إيران وسلاحها المتطور لأنه لصالح الأمة والمنطقة ولحمايتها من الإستعمار الصهيوغربي المبطن، وهو تدخل ضروري ليكون لهم الدور الأكبر لتحسين العلاقات بين دول المنطقة لعقد قمة خليجية مع إيران ومحورها وتركيا ومحورها لإنهاء كل تلك الحروب والأزمات المفتعلة والتي تم التحريض عليها من قبل الصهيوغربين لتنفيذ مخططاتهم عبر بعض حكام الخليج الذين ساروا على نهج الصهيوغربيين وتم الضحك عليهم والتلاعب بهم، فهل تتم المصالحة بشكل كامل عربي وإسلامي للحفاظ على الأمن القومي العربي والإسلامي للمنطقة برمتها بحرا وبرا وجوا من خلال دول وشعوب وجيوش المنطقة ودون تدخل لإبليس وأتباعه من أهل الشر والباطل الصهيوغربين، وهذه الأيام المضطربة والمشحونة في المنطقة وما تبقى من أيام قليلة لولاية ترامب ستظهر كل الأوجه الملونة وسنرى الأهداف الحقيقية المرجوة من هذه القمة على أرض الواقع وفي كل الميادين….

قال تعالى ( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم….

الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي..

قد يعجبك ايضا