الكرامة

شعر: هاني حواشين

تجودُ النازلاتُ بومض برقٍ
وان حلكتْ – فحُلكتها – تجودُ
أيا يوم الكرامة دمت من يوم
لنا عيدٌ يجيء وراءه عيدُ
تعود بك الليالي كل عام
تعودُ، ويزدهي فيك الوجودُ
وقالوا: اقبل الاعداء في جيش
وداس حدودنا “الخصمُ اللدودُ”
يجرُّ دروعه يبغي “كرامتنا”
وفي الآفاق تنفجر الرعودُ
تنادى جمعنا، وارتد غائبنا
وصاحَ بنا نداءُ المجد: جودوا
هببنا ندفع “العادين” عن وطن
له في الروح ريحان وعود
هببنا هبة الظمآن والتحمت
جنود خلفها التحمت جنود
صدى اصواتهم باهت به الدنيا
له في الافق تنغيم وترديد
هنا وهناك ذِكْرٌ وابتهالٌ
– ويا الله – قد كان النشيد
هنا وهناك نارٌ واشتعالٌ
وقصف كلما احتدت .. يزيد
هنا وهناك موتٌ واقتتالٌ
وعند الصعب يُمتحن الصمودُ
كأنا حين عانقنا الثرى – هاجت
بنا الذكرى – وعانقنا الجدود
شممنا عطرهم فارتد في دمنا
وفارقنا .. يجود به الوريد
هنا الموتُ الزؤام فيا صحون “الدش”
استمعي فذا القول السديدُ
تولى الشِركُ واندحرت جموع
وساد الحق والأقوى يسودُ
تولوا ليس يجمهم “نضال”
وفرّوا، وانثنى المجدُ التليدُ
هي الايدي اذا امتدت وان جدت
تنالُ المجدَ، تأخد ما تريد
هي الاقدام ان مرت وما فرت
تصيرُ لظى، وتحترق الحدودُ
هي الاحلام ان همت وان عزمت
تفاجئنا.. بأن الحلمَ موجودُ
رجعنا يومها بجبين عز
وفي الآفاق ترتفع البنودُ
وعدنا يومها بشهيد حق
وهذي الأرضُ يعشقُها الشهيدُ
هنا زيدٌ، هنا عمرو، هنا عيسى
يعانقُه – بدار الخُلد – محمودُ
هنا الارواح تهتف كل صبح
لك المجدُ – ونحن لك – السدودُ
حفرنا اسمهم في “لوح” امتنا
فإن مِتنا – لهم يبقى – الخلودُ
فِداك الشيبُ والشبان يا وطناً
لنا حصنٌ… ونحن الزِندُ والجيدُ
أيا آذارُ يا شهر “العروبة” و”الكرامة”
، أنت تاريخٌ جديدُ
اعدت لنا بعزك عز “ثورتنا”
أطلَّ بمجدهِ الملكُ الشهيدُ
كذا كنا.. بيوم كرامة إنّا
بوحدتنا يلين لنا الحديدُ
اذا جاد الكرامُ بمالهم يوما
فإنا بالذي اغلى نجودُ
اذا غاب الحسين سراجُ أمتنا
فعبدالله حامي المجدِ موجودُ
به نَمضي، ونُعلي صرح أمتنا
وفوق تِلالنا تزهو الورودُ.

قد يعجبك ايضا